الأربعاء 27 نوفمبر 2024

قصه مشوقه متيم بغرامها فاطيما يوسف

انت في الصفحة 55 من 64 صفحات

موقع أيام نيوز

 


التمعت عينيه بغمامة الحزن على حالهما الذي يدمي القلوب من القهر والحرمان فقهر أعلى أنفها يدلكه وهو يهتف باسمها كثيرا بهدوء كي لا يزعجها عندما تفيق وتشعر بالرهبة 
سكون فوقي يا بابا .
كان يتعامل معها بلطف راقي كشخصه بمحبة وعشق نابعين من أعماق قلبه الذي يدق بين أضلعه حزنا عليها لم تستجيب له فجلب البريفيوم الخاص به نظرا لتركيزه عن رائحتها ثم وضعه في يده وبدأ يمرر يداه على أنفها وهو يقترب بفمه من أذنها ليهمس بهما باسمها كي يجعلها تنتبه 

سكون فوقي ياحبيبي.
فقد تكون نظرة العين مثل السهم الذي يصيب هدفه دون بذل جهد ويعد القلب أسير تلك العيون التي تفضح أمره في كل المرات التي سكن فيها الحزن قلوبهم 
أيعقل أن هذا الحزن سيظل ساكنا في عينيهما كثيرا !
تلك النظرات الحزينة التي تسكن عينيهما تجعلهم ممزقون بعد أن كانا عاشقان تجمعهم الليالي الممتلئة بهنائهم وغرامهم المتيم ولكن لم ترحمهم الظروف ولا الأشخاص كي يتعافا من حكم
القدر لحرمانهم وتتركهم يصبرون حتي يصلان إلى مرحلة الرضى لإرادة الله فيما يتوجعان منه 
حتى تحمحم هو الآخر وقد تبدلت نظراته إلى رسم قناع الجمود رغما عنه فهو قد عاهد حاله أن يعلمها كيف تدافع عن نفسها وكيف تتمسك بحقها به كما تمسك بها وبقوة رغم أنف أحب الناس إلى قلبه ثم نطق بنبرة أشبه للجليد 
إنت زينة ولا حاسة حاجة تعباكي اجيب لك داكتورة 
نظرت إليه نظرة مطولة نادمة وعينيها ممتلئة بالدموع كي تستعطفه عندما استشفت جموده من نبرته الأشبه بالجليد كي يرحم قلبها المسكين ولكنه ما زال متمسكا بجموده وداخله يلتوي لأجل حزنها ولكن لديه تصميم تلك المرة على أن يعاقبها على موافقتها من الزواج بغيرها وعند تلك النقطة توقف عقله وثار داخله واشتعلت الن يران وكل ما يدور في خلده انها تحت ضغط تنازلت عنه ولم تدافع عن حقه فيها تلك النقطة بالتحديد استحوذت على كل مشاعره وهي الأخرى قرأت كم الۏجع الساكن في عينيه ومن غير السكون تفهم العمران عشق السنين الأول والآخر والظاهر والباطن ثم قوت حالها واعتذرت له عما سببته له من ۏجع وخذلان فمن غير السكون راقي صاحبة القلب الكبير الذي رمته بين يداي العمران بنفس راضية مرضية ومن غير العمران حمل قلبها بين أضلعه وخبئه بغرامه المتيم لها وحنى عليه بكل ما فيه من حنو وطبطب عليه بكل ما فيه من عشق فهو يتعامل مع قلبها كالأم مع وليدها التي لو كان بوسعها لأعطته عمرها 
حقك عليا اني ضعفت وكنت هفرط فيك لواحدة غيري علشان كنت مفكرة اني اكده هسعدك لما توبقى أب بس هي اللي ضغطت عليا قوي وحسستني اني ظلماك واني هبقى أنانية لو ما سبتكش تتجوز خاصة لما فكرتني ان انت داخل على سن الأربعين وبكيت لي دموع خلتني احس ان اني ظلماك فمفكرتش في نفسي فكرت اني اسعدك وبس ومفيش غير الطريقة دي لكن يعلم ربنا إن كان اليوم اللي هيحصل فيه كده عارفه اني مش هتحمل فكنت هفارق وهسيبك تعيش سعيد علشان ما احملكش ذنبي حقك عليا ياعمران .
بتقولي ايه إنت ! بتقولي ايه ها !
كنتي هتتحملي عمران في حضڼ غيرك كيف 
كنتي هتقدري تفارقيني ياسكون !
هتعمليها كيف داي علشان اتعلم منك قسۏة القلب واقدر ابعد اني كمان يا عشق عمران اللي مشافش غيرك ست تملى قلبه وعيونه وكل كيانه 
كام مرة قلت لك انك حب السنين وعمر قلبي ما دق لست غيرك وطمنتك اني لو مش منك ابني مش هحبه عشان هيفرقني عنك هكرهه يا سكون فاهمه يعني ايه !
هكره حتة مني عشان مش من سكون 
اكدت لك اني مش فارق معايا وجوده لو من غيرك مش هحس بأبوتي ناحيته 
ثم همس بجانب أذنيها بطريقة أهلكتها 
تخيلي كده اني هقول لها الكلام اللي هقوله لك 
تخيلي اني هعيش وياها كل الأحاسيس والمشاعر اللي حسيتها وياكي 
ما فكرتيش في كل الحاجات داي قبل ما تقولي لها موافقة !
ما فكرتيش فيا وفيكي !
كل اللي فكرتي فيه ازاي تجيبي لها حفيد وتجيبي لي ابن وتفرطي فيا بالسهولة داي علشان ما يتقالش عليكي انك أنانية !
ما يقولوا وكل اللي نفسه في حاجة يقولها أصل عمرهم ما يقولوها في وشك هيقولوها بعيد عنك ولو قالوها في وشك الله الوكيل هجيب لك حقك بس ما كنتيش توافقي وتكسريني وتحسسيني إني يمكن الاستغناء عني في أي وقت 
للأسف ياسكون انا مش قادر اسامحك .
له يا عمران ما تقولش اني مش قادر اسامحك !
ڠصب عني ضعفت واستسلمت ڠصب عني خاني التفكير لما افتكرت اني بكده هسعدك بس ارجوك ما تعاقبنيش ببعدك ولا بنظرات عيونك اللي بتجلدني انا أضعف قدامك فوق ما تتخيل انا ممكن أوهبك حياتي علشان تعيش انت سعيد .
أغمض عينيه وهو يضغط على أهدابه كي يحاول بتلك الدرجة كبت مشاعر الاحتياج لها الآن فهي الداء والدواء هي المصل والترياق هي إدمان العمران الأقوى من اي مخدر هي نبض القلب وبغير وجودها تتوقف نبضاته ثم استدار إليها وإلى هنا لم يتحمل عمران دموعها بجمرات الغرام المتيم لكليهما 
تمسكت به وهي تبكي فهو ليس رجل وزوج كأي رجل وأنثي لااااا ورب السماء هو لها الوطن بجنود عشقه المتغلغل في جل كيانها هو لها عدد الأنفاس الخارجة من صدرها هو لها الأمس واليوم والغد

والكل هو لها السماء بنجومها والأرض ببشرها هو لها الدنيا بما فيها 
ظلا كلتاهما يتشبس بأحضان الآخر حتى نطق أخيرا
اوعديني انك عمرك ما هتستلمي تاني يا سكون .
ده الحضن وصاحبه بعمره وقلبه وروحه وكل ما يملك ملك يمينك يا أغلى من روحي.
مطمئنة وظلا كلاهما طيلة تلك الليلة يسقى الآخر من شهد الاحتياج وسكنت السندريلا قلب أميرها الذي كان بمثابة قصر العشاق عشق السكون والعمران الذي لم تهزه اي رياح المشاعر ولا اي عواصف القدر حتى ولو كانت زينة الحياة الدنيا البنون
سكوني قومي بقي كفاية نوم ياكسولة بقينا الساعة ١٢ وفاضل ساعة على الضهر قومي ورانا حاجات كتير.
تململت في نومتها
وهي تشعر بثقل رأسها وتريد أن تنام كثيرا وتمتمت بنبرة ناعسة بشدة 
ما إنتي اللي تجنني يا دوك وطلعتي روحي معاكي تصدقي بيبقي مبهر اللقاء بعد الزعل حاجة رائعة 
ثم استرسل وهو يجبرها أن تفتح عينيها
بقول لك قومي اعملي زي الستات ودبي معايا خناقة ونتخاصم طول اليوم ونرجع بقي نتصالح بالليل ونعيد الأمجاد بس صلح النهاردة نزود فقرة الدلع والفرفشة وتظبطي الآداء على أنغام الحكمدار تصدقي فكرة حلوة .
ابتسمت بخجل على مشاغبته ثم سألته باستنكار مصطنع وهي تنتهج نفس دعابته 
وه انت بتطلب مني أبقي زي الستات المصرية الأصيلة وأنكد عليك وأقول لك انت بتصحيني ليه هو انت مفكرني الخدامة اللي جابوها لك علشان تجبرني أصحي من النوم ياسي السيد يابيه 
ضحك عمران بشدة بل خرجت الضحكات من أعماق قلبه على طريقتها المشاكسة ثم ردد من بين ضحكاته 
وه طلعتي بتعرفي تعملي زي الستات داي مطلعتش سهل يادوك طلعتي روح الست النكدية ببراعة .
وظلا كلاهما يداعب الآخر حتى تحمحم قبل أن يبلغها قراره 
أمممم ... نتكلم جد بقي شوية يادوك إحنا هنقوم دلوك نتوضى ونصلي ونجهز شنطنا وكل هنحط فيها هدومنا بس وحاجتنا الخاصة علشان هننقل بيتنا.
ضمت حاجبيها بدهشة وتسائلت بفضول 
بيتنا ! بيتنا كيف عاد أمال احنا فين دلوك 
احتضن كف يدها بين كفاي يداه وهو يفهمها 
بصي إحنا كنا هنتجوز في بيت لحالنا يوم ما خطبتك وكنا متفقين على اكده ووقتها كانت الظروف متسمحش بس دلوك الظروف داي مبقلهاش وجود فاني قررت إننا لازم ننقل بيتنا ويكون لينا خصوصيتنا لوحدنا .
سألته 
طب وبابا الحاج وماما هتقول لهم ايه وازاي هيتقبلوا اننا نبعد عنيهم بعد ما اخدوا
على وجودنا وسطيهم اكده هينقهرو 
أجابها 
ليه هينقهروا هو أني هاخدك وهسافر بيكي المريخ !
اني هسكن جارهم في بيت لحالنا وكل يوم بردوا هكون موجود وياهم وانت يومين في الأسبوع تاجي تشوفيهم وتتطمني عليهم ومش هعوق امي وابويا اني عارف ان برهم واجب عليا وعمري ماههملهم واصل بس القرار دي أني فكرت فيه كتير ولقيت إن راحة الجميع في البعد شوية علشان النفوس ترتاح وانت حقك الخصوصية في مملكتك .
اقتنعت بكلامه بل راق لها قراره وسعد داخلها ولكنها من رابع المستحيلات أن تطلب منه ذاك الطلب من قبل هذا وتركت الأمر له فهتفت بطاعة
تمام اللي تشوفه ياعمران نقوم نصلي ونفطر وياهم ونجهز الشنط مش هتاخد ساعة .
أشار بيديه رافضا وهو يخفف التوتر بدعابته 
له اني حابب نفطر في بيتنا اني وانتي لوحدنا ونعمل اللي على كيفنا واعرف انفرد بيك يا دوك ومتقوليليش عيب يا عمران امك تسمع أبوك يقول علينا ايه من الآخر اكده اني عايز اروق عليكي يا سكوني .
خلاص يا حبيبي اللي تشوفه نقوم نصلي ونجهز شنطنا.
وبالفعل قامت هي أولا وتنعمت بحمام دافئ ثم أنهته وارتدت ملابسها الخاصة بالصلاة وأدت
خلاص اكده تمام اقعدي أني هنزل الشنط وهبلغ الحاج والحاجة ولما ارن عليكي تنزلي تنزلي
على فين ياولدي انت مسافر فجأة اكده 
أما زينب كانت تنظر له پقهر أيعقل أنه سينفذ تهديده لها الذي قاله لها أمس !
فهي ظنت أنها ساعة ڠضب منه وما قاله مجرد ټهديد قرأ عمران نظرات القهر في عينيها فهو الابن الوحيد العاشق لتراب والدته ويصعب عليه قهرها ومن غير العمران يرأف بحال أم أفنت عمرها تحت قدمه حتى ربته شابا عندما ينظر له يسمى عليه ثم أجاب والده وداخله يغ لي كالبركان ما كان يود تركهم ويعز عليه فراقهم وقلبه متعلق بهم 
بعد اذنك يا ابوي اني قررت أسكن في بيتي اني ومرتي هحس اني مرتاح اكتر من اكده.
اندهشت معالم وجه سلطان بأكمله وسأله وهو يشير بعصاه إلى أرجاء المنزل 
وه فجأة اكده ياعمران !
أمال البيت دي بتاع مين ! ماهو بيتك بردو هو في غيرك اهنه !
ثم لاحظ نظرة اللوم المتبادلة بينه وبين زينب فنظر إليها وهو يسأله 
هو فيه حاجة حوصلت ضايقتك أو ضايقت مرتك واني مدريانش وفايتني على عماي!
كان عمران لايود ان يختلق مشكلة بين والديه فنفى تماما ما ظنه والده معللا بأي سبب 
له يابوي محدش زعلنا ولا حاجة بس اني حابب اني انعزل في بيتي ويا مرتي وبردو اهنه
 

 

54  55  56 

انت في الصفحة 55 من 64 صفحات