السبت 30 نوفمبر 2024

بغرامها متيم بقلم فاطيما يوسف

انت في الصفحة 50 من 64 صفحات

موقع أيام نيوز

 


الباب 
طب يا ولدي احنا عندينا ضيوف دلوك هكلمك بعدين او تاجي البيت عندينا لأن الكلام في الموضوع دي في التليفون ما ينفعش واصل واللي عايزه ربنا ومقدره بالخير هو اللي هيكون مع السلامة .
أغلقت معه الهاتف ثم خرجت لاستقبال الضيف وألقت عليهم السلام بابتسامة ووجه بشوش وبعد التعارف بينهم دام لأكثر من نصف ساعة تحدث جاسر بما أتى إليه بملامح سعيدة 

بعد اذنك يا خالة أني جاي اطلب يد مها على سنة الله ورسوله وجاهز من كل حاجة ومش محتاج غير موافقتك انتي وأم الزين وأي حاجه هتطلبيها وهي كمان تشاور عليها هتكون ملك يمينها في التو والحال .
واكمل عمران مشجعا ماجدة 
شوفي يا أمي مش عشان هو ولد عمي اني هدافع عنيه وهقول كلام واوصف صفات في مش موجودة فيه لا سمح الله بس اني حابب اقول لك مش هتلاقي راجل لأم الزين احسن من جاسر ولد عمي هيحطها في عيونه وهيحافظ عليها وهو رايدها دونا عن ستات الدنيا كلاتها قلتي ايه .
كانت ماجدة في موقف حائر للغاية وانطلق لسانها بما قاله لها عامر مما صدمهم جميعا فجعل ذلك الجاسر يمسك أعصابه ڠصبا عنه وبالتحديد عندما نظر اليه عمران الا يتحدث وأن يترك له الأمر برمته 
شوف ياعمران ياولدي انت وكلامك وولد عمك على راسي من فوق واني أتشرف بنسبكم تاني إللي مشفتش منيه غير كل خير بس في حاجة اكده لازم اقولها اخو زوجها الله يرحمه كلمني عنيها ورايدها وبيقول اني أولى بيها واي حد هيسمع طلبه ليها من اخوالها هيقولوا عين العقل والصح ومصمم عليها وأني دلوك وشي منك في الأرض ياعمران انت والأستاذ.
سألها عمران 
طب هو كان فين اخو جوزها دي يا امي طول السنتين دول 
ولا بعد مارجع بعيلين جاي عايزها الدادة بتاعت ولاده مش تقولي كلام يعقل
يا ست الكل .
فقد أبلغ جاسر عمران بعرض عامر وأعلمه بجميع ظروفه كي يتفادى حدوث ذلك الأمر وما فكر به جاسر بحنكته ودهائه وجده الآن ويكاد أن يتركهم في التو والحال ويذهب لذلك العامر ويختنقه بين يديه كي يتخلص منه وينهي أمره فقد أصبح الآن كالشوكة في الحلق ومن الواضح أن والدتها تميل إليه والي عرضه أكثر من جاسر والموقف الآن أصبح محتدما ثم أجابته بما دله عليه عقلها 
طب وهو ذنبه ايه ياولدي في اليتامى اللي هيربيهم وبعدين دول لسه حتة لحمة حمرا ومها تعتبرهم مكان ولادها وتربيهم وتكسب فيهم ثواب وهي هتحب العيال زي عينيها فالمشكلة دلوك مش في العيال خالص.
تحدث جاسر بتعقل ولم يستطيع الصمت أكثر من ذاك وهو يستدعي الهدوء بأعجوبة 
طب لما هو بيقول إنه أولى بيها ياخالة ليه سابها سنتين بحالهم وراح اتجوز وخلف وعاش حياته يعني لو كانت مرته مراحتش للي خالقها كان هيريدها بردو وياجي ينفش ريشه ويقول اني اولى بيها من الغريب !
فكرت ماجدة سريعا في كلامه ثم أجابته بفطنة لأنها مائلة لعامر أكثر من جاسر 
يابني هو اتجوز مرته بعد مۏت اخوه بشهرين علطول مكانتش مها تنفعه وقتها وبعدين اللي حوصل حوصل إحنا في الأمر الواقع دلوك يعني متآخذنيش ياولدي هو انسب ليها منك وظروفهم مناسبة لبعض اكتر أما أنت بنات الناس كلاتها تتمناك أما مها اني شايفاها لأخو المرحوم .
ضړب عمران كفا
بكف من إصرار حماته ثم هتف باستنكار
يعني يا امي هي مها بيعة وشروة للمرحوم ولما ماټ اخوه يورثها اي عقل بيقول اكده !
واسترسل حديثه باستجواد 
انت مش يهمك في الموضوع دي كلاته ان مها تتستر زيها زي اخواتها مع راجل يحبها وېخاف عليها ويقدرها يوبقى العقل هيقول اللي تختاره ام الزين هو اللي يوبقى من حدها ونصيبها يعني احنا دلوك عمالين نقول عامر ولا جاسر وناسيين ان هي صاحبة الشأن وهي اللي ليها القرار الأول والأخير في حياتها اللي جاية وما ينفعش انك تقرري عنيها زمن اجبار البنت او الست على الجواز عشان العادات والتقاليد او العقل والمنطق خلص من زمان يا أمي .
حركت رأسها للأمام باستحسان لكلام عمران ثم نظرت الى جاسر معتذرة له على طريقتها في الحديث التي بانت أنها جافة
اللي تقول عليه عمران يا ولدي وشايفه صح اني هعمله اني معتبراك دلوك ابني البكري اللي ما خلفتوش خلاص هستشير مها وهتحدت وياها واللي هي عايزاه هو اللي هيمشي داي يا حبة عيني ما شافتش يوم راحه في حياتها مع المرحوم ومش عايزه أشيل ذنبها اللي باقي من عمري وانت يا جاسر يا ولدي ما تزعلش مني ان كان بان ان طريقتي ناشفة وياك بس لازم اعرض عليكم الأمر كله لأن الموضوع كبير مش صغير ومش عايزه حد يلوم علي ولا ياكل وشي وان شاء الله هبلغ عمران بردنا بعد ما اتحدت وياه وانت زينة الشباب وما فيش حاجة تعيبك ابدا والله لولا ظروفها انا ما كنت رجعتك ابدا الا وانت مجبور الخاطر بس الموضوع والحوار كلاته محتاج حبة صبر هبابة ولو هي وافقت على بركة الله وربنا يبختها لك .
لاحظ عمران أن جاسر لن يستطيع صبرا وانه يريد أن يخرج من هذا المنزل اليوم وهي مكتوبة بإسمه ومن نظرة عينيه استشف إلحاحه عليه أن يسرع في اتمام هذه الزيجة اليوم لا بل الآن وفي تلك الدقيقة فتحدث وهو ينظر الى ماجدة راجيا اياها 
طب بعد اذنك يا أمي هدخل اني لام الزين واخد رايها ما اني اخوها الكبير برده وخير البر عاجله لو وافقت نتمم الموضوع ونتفق على كل حاجة دلوك خليها تفرح وتشوف حياتها وتعيشها بدل التأجيل اللي ما لهوش عازه دي .
نظرت إليهم ماجدة بخجل فهي تريد التحدث مع ابنتها وإدلاء رأيها لها وأنها ترى من وجهة نظرها الصحيحة أن عامر أنسب من جاسر فهي لديها قدرة في التأثير عليها ثم عللت لهم 
معلش يا عمران يا

ولدي اني رايدة اتحدت وياها الاول اني وهي لحالنا وبعدين اقعد معاها على كيفك وشوف رأيها بس آني عايزة اتكلم معاها في حاجات هي ما وعياش ليها وبعدين في التأني السلامة ومش هتصبر كتير دي كلاتهم يومين تلاتة اتكى على الصبر يا ولدي .
لم يستطيع عمران إقناعها بشتى الطرق وقد فقد جاسر الأمل في ان تكتب على اسمه اليوم ودق قلبه پعنف داخله من تلك الظروف التي منعته عن حبيبته فقد كان حاملا لها في قلبه اليوم من الغزل والهيام والغرام ما لم تحلم به امرأة من قبل فهو قد منى حاله برؤيتها والجلوس معها في حلال الله كي يقول لها ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين ولكن ليت كل ما يتمناه المرء يدركه 
فهتف برضا كي ينهي الموضوع فوالدتها لديها تصميم أن تتحدث معها أولا ومهما حاول عمران اقناعها لن تجدي محاولته نفعا فالصح والمعقول أن يهدأ ولكن سيفعل ما جال بخاطره كي يبتعد ذاك العامر عن أنثاه التي عشقها ولم يسمح له بالاقتراب منها وبداخله ني رانا مش تعلة من ذاك العامر 
خلاص اللي تشوفيه يا امي بعد اذنك يعني تسمحي لي اقول لك يا أمي 
مش هنضغط عليكي بس عايزك تعرفي اني شاري أم الزين بالقووي ومش شايف ولا عايز غيرها واوعدك بردو اني عمري ما هزعلها في يوم من الأيام ولا هشيلها الهم وهحطها جوة عيوني وهستنى منك الرد بكرة بالكتيير معلش مش هقدر استنى في تعب الأعصاب دي كتير .
أعجبت ماجدة بكلامه ولباقته في الحديث وتأدبه معها ورضوخه لأمرها ثم قالت بموافقة 
منحرمش منك ولا من كلامك الزين اللي هينقط ادب واخلاق عالية يابن الطيبين حاضر ياولدي بكرة بالليل إن شاء الله....
قبل أن تكمل هتف هو بثقة مصاحبة للدعابة
هتقولي لي تعالى ياجاسر نبل الشربات مش هلاقي زيك عريس لبتي وخليكي فاكرة ياحاجة الكلمتين دول علشان هتقوليهم لي بالنص اكده.
ضحكت على طريقته وأعجبها ثقته بحاله ثم هتفت بدعابة مماثلة 
حاضر ياولدي حفظتهم خلاص وطالما انت واثق اكده ربنا يفرح قلبك ويسعدك يارب.
انهي مناقشتهم ثم استأذن جاسر في المغادرة وهو يشعر بالحزن داخله فقد كان آتيا بقلب عطشان لتلك الحورية التي خط فت قلبه والآن خرج بقلب ظمآن فنزل معه عمران الذي ربت على ظهره وهتف مطمئنا إياه 
ما تقلقش يا جاسر بإذن الله هتحدت مع خالتي ماجدة لحالنا مش قدامك يعني وهتكلم مع مها وهحاول اخليها ما تأثرش عليها عايزك تروح تسترخي وتهدي اعصابك وان شاء الله كل حاجة هتوبقى تمام وخليك واثق ان طالما قلبك رايدها ومتمسك بيها هتكون ليك بإذن الله .
التوي ثغره بحسرة
كل اللي غايظني البني ادم ده طلع لي منين وامتى مش عارف !
لا وكلمها قبل ما اجي شوف يا اخي الصدف لما توجب مع الانسان قوي .
ضحك عمران بخفوت كي لا يثير حنقه فهو الآن مهدم مما حدث ثم حاول
تهدئته 
حظك نحس يا جاسر يا ابن عمي مش عارف والله رجع لنا عامر دي منين !
بس وعهد الله ما هخليه يطولها وما فيش غيرك هيتجوزها وابقى قول عمران قال يلا يا جدع روح نام واستريح وشوف شغلك وبإذن الله على بكرة هخليك تقعد معاها قعدة الخطيب وخطيبته اللي كنت ھتموت عليها دلوك واني فاهمك زين .
قطب جبينه وهز رأسه بعدم فهم وتسائل متعحبا 
والله ما عارف ايه النحس ده دي الواحد عمال من الصبح يعيد ويزيد ويقول في عقل باله هيعمل ايه وهيلبس ايه ولا البرفان والبدلة الجديدة اللي منه لله اللي اسمه عامر دي خلى الواحد يومه قفل واكتئب ربنا يسد نفسه البعيد .
ضحكا كلتاهما على كلمات جاسر ثم ودعه وصعد عمران الى الأعلى كي يرى ذاك الموضوع وبداخله تصميم أن يحضر جلسة ماجدة ومها ولن يتركهم وحدهم الا بعد ان يجعل الأمور مستقرة لصالح ابن عمه فهو يرى انه يستحقها وعلم منه أيضا أنها تنجذب له وتريده وطالما الموضوع كذلك فلن يصمت ذاك الفارس عمران .
سألت زينب شمس وهي تطمئن عليها
عاملة ايه يابتي وصحتك اخبارها ايه يارب تكوني زينة 
ابتسمت لها شمس وأجابتها 
الحمدلله يا خالة أنا
كويسة قووي بفضل ربنا ثم إنتي إللي مسبتنيش لحظة من ساعة ما خرجت من المستشفى والله ما عارفة اقول لك ايه على اللي بتعمليه
معايا ده ولا هرد لك جميلك ده ازاي .
ربتت زينب على ظهرها بحنو 
ما تقوليش اكده يا غالية انتي كيف رحمة بتي اللي لو كانت في ظروفك لا قدر الله كنت هعمل وياها اكده واكتر كماني .
تنهدت
 

 

49  50  51 

انت في الصفحة 50 من 64 صفحات