الأربعاء 27 نوفمبر 2024

لحن الحياة بقلم سهام صادق

انت في الصفحة 18 من 99 صفحات

موقع أيام نيوز


طوله عيناه اليوم كانت تري مهرة الأنثي 
وفاق من شروده وهو يجدها تحني جذعها العلوي علي حافة الباخرة وتمد يدها نحو المياه الجارية
الفصل الرابع عشر 
رواية لحن الحياة 
بقلم سهام صادق 
كانت علي وشك ان تصل كف يدها لملامسة المياه ولكن صوته جعلها تتراجع سريعا متذكرة خصلات شعرها التي قد تركتها حره

المرادي احنا في النيل مش في حمام السباحه
فأرتبكت وهي تلتف نحوه تجمع خصلاتها تطالعه بأعين متوتره 
ليقترب منها جاسم متفحصا هيئتها 
اول مره اشوفك لابسه فستان 
ونظر لعينيها التي تشبه لون خصلاتها 
فين النضاره 
يبدو ان اليوم هو يوم رؤيتها وكأنها ليست هي 
وعقدت شعرها برابطته ثم مسحت عليه ترتبه 
مجرد تغير 
وضيقت عيناها وهي تتذكر فعلة ورد بأمر نظارتها 
اما موضوع النضاره نسيتها 
فأبتسم جاسم وهو يطالعها 
بس باين ان نظرك كويس ميستهلش انك علطوول لبساها 
فأشاحت وجهها بعيدا عنه تنظر إلى مجري المياه 
ممكن نسميها تعود 
وابتسمت وهي تشعر بملمس الهواء يداعب وجنتيها 
الجو جميل اوي 
فخطي خطوه لجانبها متنهدا براحه 
فعلا  
وتابع وهو يطالع ما أمامه بأعين ثاقبه 
الجو الجميل والراحه النفسيه بتجدد الطاقه
فزفرت مهرة أنفاسها ببطئ 
حيث كده من واجب صاحب الشركه علي موظفينه رحله كل فتره عشان نجدد طاقتنا 
وألتفت نحوه فوجدته يطالعها وهو يعقد حاجبيه متذكرا يوم ان سألها صديق والده في النادي الرياضي إذا كان ديكتاتورا في عمله ام لا 
للاسف انا ديكتاتور 
علمت من رده الساخر أنه يتذكر نعتها له بذلك فيما مضى 
ياخسارة  كلها أحلام موظف غلبان 
فأتسعت أبتسامته وهو يحدق بها 
انتي غلبانه يامهرة اي حد يقول الكلام ده غيرك 
وتابع وهو يتذكر مواقفها
قوانين عمل وبتطبقي اللي يعجبك جدال وبتجادلي معايا انا شخصيا قرارات وأخدتيها 
فكشرت بوجهها بطريقة مضحكه 
هو قرار واحد اللي أخدته وكان صح 
فطالعها جاسم بهدوء وهو يري أصبعها أمامه 
كويس أنك كنتي بتشتغلي حرة نفسك 
وتابع ضاحكا 
انتي مديرة نفسك يامهرة دماغك ديه مينفعش معاها رئيس ومرؤوس 
رغم أنها تعلم ان كلماته لم تكن مدح الا أنها شعرت بفخر 
أوعدك بعد تجربتي العظيمه في شركتك مش هكرر تجربة الشغل مع مدير يؤمر وينفش ريشه عليا ولا كأنه 
وأتسعت عيناها وهي تجد ان كلماتها قد فهمها عليه وحده فهي تتحدث بالمجمل وقد أخذت راحتها في الحديث معه كونهم الأن خارج العمل 
احم هو انت كنت جاي ليه 
ليزفر جاسم أنفاسه بحنق وهو يبتعد عنها صاعدا لأعلي 
انتي لسانك ده محتاج تحجيم 
وتابع دون ان يلتف إليها 
ياريت تحصليني 
لتنظر اليه وهو يصعد لاعلي متمتمه بحنق 
الراجل كان لطيف معايا 
وأتبعته وهي تحادث نفسها
بس ده طلع بيضحك ويبتسم وبيتعامل ببساطه 
وقبل ان تكمل باقي حديثها مع نفسها وجدته يقف أمامها لا يفصل بينهم إلا خطوه واحده ومال نحوها
عدي السهره ديه علي خير وبلاش تحرجيني 
فأتسعت عيناها وهي تجده يكمل سيره 
جلست بأرهاق على فراشها وكادت ان تغمض عيناها 
مهرة انتي هتنامي قبل ماتحكيلي التفاصيل 
فتأوهت مهرة بأرهاق وأخذت تتثاوب 
بكره ياورده هحكيلك كل حاجه مش كفايه يوم الاجازه ضاع 
لتتمتم ورد بألحاح 
عشان خاطري يامهرة 
وازداد ألحاحها الي ان وجدت مهرة تدفعها بيدها عنها
بس خلاص 
وزفرت أنفاسها وقد عادت ذكرى اليوم بكل مافيه 
الباخرة كانت جميله اوي ياورد ولا الأكل تحفه 
فحدقت بها ورد بملل 
أكل يامهرة انا عايزه أسمع تفاصيل مواقف 
وغمزت بعينيها وهي تتنهد 
مثلا الأيطالين كانوا بيتعاملوا ازاي جاسم بيه تعامله معاكي بره الشغل وفي الهواء الطلق كان ازاي
فأبتسمت وهي تتذكر ماحصل بينهم
جاسم بيه والهواء الطلق ورد حببتي جو الأفلام والروايات بتاعتك انسيها
وتابعت وهي تأخذ وسادتها بين ذراعيها وتعطيها ظهرها 
وعشان أريحك انا مجرد لجاسم الشرقاوي حتت موظفه لا راحت ولا جات وهو بالنسبالي بلاء مستنيه أخلص منه وأرجع لحياتي ومكتبي الصغير والقضايا بتاعتي 
وغفت وهي تحلم بأحدي مرافعاتها أمام القاضي وصوتها يزلزل المحكمه 
أرتدت ثيابها الرسميه بسعاده وهي تتأمل هيئتها أمام المرآه لتجد كريم يقف خلفها مبتسما 
مبسوطه 
فحركت رأسها بفرح وأكملت وضع زينتها ثم خرجت من الغرفة 
دون ان تعطي له اي ردة فعل كما ظن 
فقد ظن أنها ستعانقه كما كانت تعانقه 
او ستطبع قبلة
أمتنان علي وجنته 
ولكن كل شئ أصبح في الماضي مرام تبتعد عنه تريد ان تأخذ فقط تعاقبه علي ماأقترفه بحقها رغم أنه ندم  
يريد الفتاه التي أحبها ولكن اين هي 
ونفض تلك الأفكار وخرج من الغرفه ليجدها في حجرة صغيريه تقبلهما وتخبر المربية بأمر طعامهم 
فأبتسم وداخله يحادثه
أعذرها وتحمل 
دمعت عيناها وهي تستمع لأشتياق جواد لوالديه 
وضمته إليها وهي تتمتم 
لا تبكي جواد سأبكي وسنغرق المكان
فأبتعد عنها جواد وهو ينظر لعينيها الدامعه ووجنتيها المبتله بدموعها ثم نظر لأرضية المكان متسائلا 
مازالت الأرض نظيفه ورد ولم يغرق شئ
وبعد ان كانت تبكي اڼفجرت ضاحكة وانقضت عليه تقبله وتدغدغه
أريد ان أكلك 
فضحك جواد بشقاوة 
لا تأكليني ورد 
فأكملت دغدغته بطفوله 
يالك من لذيذ همممم
كان كنان يقف يطالعهم مبتسما فقد جاء للتو من جولته من مطالعة أعمال المنتجع ومتابعة المهندسين
حول الفترة المتبقية من أكتمال كل شئ قبل أفتتاح المنتجع 
ولم ينتبهوا لوجوده الا عندما أقترب منهم وقد رأه جواد 
خالو 
وركض نحوه ليحمله كنان بحب وعيناه علي ورد التي وقفت تطالعهم بأرتباك تفرك يديها بتوتر كعادتها
حملت بعض الأوراق من أجل توزيعها علي مدراء الأقسام لتتفاجئ برقية تقف أمامها مبتسمه
صدفه جميله يامهرة
فأبتسمت مهرة لشقاوتها وصافحتها بود رغم انهم لم يلتقوا الا مره واحده 
ازيك يارقيه أكيد كنتي عند أستاذ مسعود
فمالت رقيه نحوها بمشاغبة 
لازم كل فتره اجي أشوف أحواله مع لطيفة 
فضحكت مهرة لتمتعض رقية 
شوفتي اه انتي اخدتي بالك من نظراتها الا هو عامل مش شايف
فهتفت مهرة بتعجب 
انتي موافقه يتجوز 
فحركت رقية رأسها له 
مش عارفه بس انا نفسي اشوفه سعيد 
واقتربت منهم لطيفه بوجه مبتسم وصوت كعب حذائها يطرق الأرض
انتي لسا هنا ياحببتي 
ورمقت مهرة بنظرات ممتعضه لتلتقي عين رقية بمهرة فتبتسم 
وكادت ان نتصرف مهرة بعد ان وجدت ان وجودها ليس له داعي 
مهرة ممكن رقم تليفونك 
وتابعت بود 
عايزه نكون صحاب
تفاجئ كريم من
وجود مشيرة مع شركائه الجدد في الصفقة الضخمه التي ستدخلها شركته
وصافح المدعوين ثم صافحها متعحبا لتبتسم مشيرة له فدخولها في تلك الصفقة ماهو الا للأقتراب منه
وقفت مهرة أمام مكتبه تضع بعض الأوراق پعنف 
لينظر لها ياسر بتعجب ونظر لجاسم الذي أخذ الأوراق مبتسما ببرود
شكرا يامهرة أتفضلي على مكتبك 
فأنصرفت من أمامه بحنق ليتسأل ياسر
أنا حاسس ان في المده اللي سافرت فيها حاجات كتير أتغيرت
فأبتسم جاسم وهو يعود لمطالعة الأوراق التي أمامه 
تقدر تقول أني أتعودت علي تصرفاتها 
وضحك وهو يعلم سبب ضيقها منه 
فعندما علمت بالمصادفة بالأعلان الوظيفي عن طلب موظفه للشئون القانونية ورغبت في التقديم للوظيفه أخبرها أنها ليست مؤهلة لتلك الوظيفه 
جلست علي مكتبها بحنق وهي تزفر أنفاسها بقوه فجاسم الشرقاوي بغرورة وبروده لن يتغير 
وأخذت تلقي الأوراق التي علي مكتبها بعصبيه في درج المكتب 
فرفعت مني عيناها نحوها متسائله 
في ايه تاني 
فنظرت اليها مهرة بجمود ثم تلاشي جمودها وهي تتسأل 
ليه بيقلل من قيمتي يامدام مني 
فلم تفهم مني سؤالها
تقصدي مين 
فتمتمت مهرة بحنق 
السيد جاسم الموقر
فأبتسمت مني وهي تنظر للملف الذي أمامها 
من ساعه ماأشتغلت معاه مشوفتهوش بيعامل حد كده غيرك انتي 
ونظرت لمهرة التي تهكم وجهها
وشي مثلا بيعفرتوا  
فضحكت مني وقد بدأت تتعاطف معها 
مع الأيام اكيد هنكتشف السبب يامهرة 
وأبتسمت وهي تجدها تلوي شفتيها بأمتعاض
السنه تخلص ولا عايزه أكتشف حاجه ولا عايزه أسمع اسمه تاني 
أبتسمت ورد بسعاده وهي تري شقيقها أكرم أمام شقتهم ويحمل معه بعض الأكياس فقد أتت للتو من عملها 
وأشتمت رائحة الطعام متسائلة
هو انا اللي جعانه ولا انا شميته صح
فرفع أكرم الأكياس صوب عيناها 
لاء بتشمي صح 
وتابع ضاحكا 
هفضل واقف علي الباب كده كتير 
فتحركت ورد جانبا وهي ترحب به 
ياخبر البيت بيتك طبعا 
فأبتسم أكرم بحب وتسأل
هي فين مهرة صحيح 
وسمع صوت مهرة خلفه تجر أقدامها بأرهاق 
مهرة جات أهي 
فألتف نحوها أكرم بعد ان أعطي أكياس الطعام لورد 
أتفضل ولا أمشي
فدفعته مهرة بيدها 
ياورد تعالي خدي اخوكي من قدامي انا تعبانه وجعانه 
لتأتي ورد من المطبخ تحمل طبقين بهم صنفين من الأسماك 
أكرم هو اللي جايب أكلة السمك 
فنظرت مهرة للطعام بحماس ونظرت اليهم
عشر دقايق وجايه تقعدوا علي السفرة محترمين 
وفجأه صدح صوت شيكا 
يا أستاذة مهرة ياست الأستاذه عربية البضاعة وصلت
لتحدق مهرة بالطعام فأقترب منها أكرم يربت علي كتفها بحنان 
هنزل انا اشوفه وأستلم بضاعة المحل تكوني غيرتي هدومك 
وأشار إليهم بدعابه
اوعوا تاكلوا من غيري
وانصرف من أمامهم لتهتف ورد بحب
حنين اوي يامهرة 
فحركت مهرة رأسها وهي تسير نحو غرفتها
وشعور جميل داخلها لم تعد وحيده هي و ورد 
ضحكت ورد بسعاده وهي تري جواد يقفز في حمام السباحه المغلق ويسبح بمهارة لم تكن تتوقع انه بارع هكذا 
ألن تقفزي ورد 
فأبتسمت ورد وهي ترتشف من كأس العصير 
ورد لا تعرف كيف تسبح 
لينزل الصغير رأسه أسفل الماء كاتما أنفاسه ثم يصعد ثانية  
و ورد تتابع حركاته اما بقلق او أندهاش فيبدو أنه كان يتمرن من وهو رضيع 
وضحكت علي تخيلها لتلك الفكره ونظرت للقاعة المغلقه بأنبهار 
كل حاجه في المنتجع جميله اوي 
وشهقت بفزع وهي تسمع صوت كنان 
يسعدني رأيك بالتأكيد ورد 
وألتفت نحوه بفزع
فزعتني 
فتعجب كنان من الكلمه رغم فهمه وتحدثه بالعربيه الا أنه لا يفهم التعبيرات العامية 
وضحك وهو يري نظراتها الهاربه منه 
أنظري الي ورد 
فنظرت إليه ثم اشاحت وجهها عنه بخجل تنظر لجواد وهو يسبح ويبتسم لهم
جواد بارع في السباحه 
فأبتسم كنان لتهربها منه 
شقيقتي كانت تهتم بتعليمه 
وضاقت عيناه وهو يتذكر شقيقته فطالعته ورد بعد ان علمت من نبرة صوته عن آلمه 
سيد كنان 
فنظر إليها كنان مبتسما 
انا بخير ورد 
وصدح صوت الصغير يهتف 
اريد انا اقول لك شئ خالو أقترب 
فأقترب كنان من المسبح وجاثي علي ركبتيه كي يستمع إليه ولكن جواد جذبه لداخل المسبح بشقاوة
ولحب كنان له الذي يطغي علي أي شئ ضحك وهو يقذف قطرات الماء علي وجهه
و ورد تنظر لهم بأعين لامعه وقلبها يخفق پجنون فكنان رجلا بمتلك جاذبية طاغية تجعل أنفاسها تتسارع فتأملها وهو يبتسم وليته لم يبتسم 
تجلس في مكتبه تدون علي الحاسوب الشخصي بعض الملفات تنظر إلي كل ملف وتري عدد صفحته ثم تكمل عملها بفتور 
كانت في عالم روتيني تبغضه ولكن عليها الصبر العام لن يظل طويلا 
وزفرت أنفاسها بقوه جعلته يرفع وجهه عن الأوراق التي أمامه ودون شعور منه أخذ يتأملها وهي في تلك الحاله وأبتسم عندما رآها تضعط على لوحة المفاتيح الخاصه بالجهاز بقوه 
وأسترخي بجسده علي مقعده وبدأت عيناه تجول في تفاصيل ملامحها المتمرده 
وكاد ان يضحك وهو يري أتساع عيناها نحو الملف الذي امسكته للتو كي تشرع في كتابته علي الحاسوب 
وألتفت نحوه فوجدته يطالعها بنظرات عجيبه لم تفهمها وتنحنحت حرجا فجعلته ينتبه لأمره
جاسم بيه 
فأبتسم جاسم بطريقة ساحرة لم تعتادها منه فيبدو أنه عندما قال لها
 

17  18  19 

انت في الصفحة 18 من 99 صفحات