لحن الحياة بقلم سهام صادق
أخذ مهرة بعيدا يجرها خلفه وهي تجاهد ان تنزع يدها عنه ولحسن الحظ لم تكن يدها التي لم تشفي بعد
ووقف أخيرا وهو يزفر أنفاسه يحدق بها
أعمل فيكي ايه
فطالعته بتحدي
انت سكت وياسر سكت وانتوا شايفينها بتهين البنت ازاي مع ان الحكاية مش مستهلة
وتابعت بحنق
بس عشان خاطر رفيف هانم لازم تسكتوا وتراضوها
وتفتكري انى كنت هظلم البنت واطردها من شغلها عشان اللي حصل
فحركت مهرة رأسها بأمتعاض وهي تلوي شفتيها بتهكم
تعملها عادي
فأبتسم وهو يطالعها كيف تحرك شفتيها وحدق بها بمتعه
طالعه تجنني النهارده بس لسانك ده بيهدم كل حاجه
وابتعد عنها وسار نحو القاعه كي يلقي كلمته مرحبا بضيوفه وموظفينه
الفصل الثامن عشر
رواية لحن الحياة
بقلم سهام صادق
وقفت وسط الحضور تنظر للمكان حولها وكيف الجميع يضحك ويثرثر مع بعضهم عرفتها مني علي زوجها الذي قد جاء لتلبية رغبتها بأن يكون جانبها اليوم بالحفل وكانت تتمني ان تعرفها علي أولادها ولكن المكان لا يسمح بهذا ووعدتها يوما ان تعرفها عليهم
مندمجين مع بعضهم
ووقعت عيناها علي رفيف وهي تصافح البعض بجانب جاسم وقد جاء ياسر يهمس له بشئ
ليعتذر لضيوفه ويصعد للمنصه كي يلقي كلمته المرحبه ويرد علي الصحفين أصحاب الأسئلة الفضولية عن حياته
أنطفأت الأضاءة ولم تتبقي الا الاضاءة المسلطه علي المنصه كانت بداية حديثه الترحيب بضيوفه الكرام والشكر والأمتنان لكل موظف يعمل معه
اليوم علمت من حديثه أنه لم يكن من الطبقة العليا
وانما نشأته كانت في طبقة متوسطه ربته جدته المرأة العجوز لم يدخل في تفاصيل أكثر عن تربيته وأين كان والديه ولكن بعد برهة عندما صمت ثم عاد يتحدث عن عائلته كان يتحدث
بفخر عن والده الذي اسټشهد في أحدي المداهمات العسكرية
جاسم طبيب صيدلي كان هذا حلمه قبل الجامعه الا أنه اكتشف أنه لم يكن شغوف بالأمر كما توقع
شغفه كان بعالم التسويق مع ان شخصيته كانت هادئه انطوئيه بعض الشئ إلا انه كان عبقريا في هذا
ثم هاجر لكندا ومع مساعدة احد أقاربه هناك
الاغلب كان مبهورا بالأمر ف القليل من يعرف حياته
لأنه لا يحب التطفل علي حياته الخاصه
العمل والنجاح بالنسبه له شئ وحياته وكيف كانت وكيف ستكون شئ آخر وضحك وهو ينهي حواره
النهارده الذكرى الخامسة لمجموعة الشرقاوي ويمكن لأول مره بتكلم بأستفاضه عن تفاصيل حياتي وده لان أسئلة الصحافه بدأت تكتر عن غموض شخصيتي
وتابع وهي يزفر أنفاسه
نجاحنا مش بنحتاج نتكلم عنه كتير بس ديما ورا كل نجاح حقيقي حلم انت كنت مؤمن بيه وفي الأول والأخر ده توفيق وفضل من ربنا عليا
تصفيق الحضور صدح عاليا فأبتسم وهو يهتف بعلو ويخص كلمته لموظفينه
احتفال الشركه مش احتفال لمؤسسه ده احتفال ليكوا انتوا بتعبكم وجهدكم
وتابع بفخر وحب
النهارده بنحتفل بنجاحنا كلنا
ولم يجد كلمه أخرى يقولها بعد كل هذا التصفيق فهبط من علي المنصه وبعض الكاميرات تلتقط له الصور
وشعرت مهرة بيد أحد علي كتفها فألتفت وهي تسمع صياح رقية
مهرة
فأبتسمت وهي تري رقية وبجانبها مراد الذي وقف يطالعها بنظرات لم تستطع تفسيرها
السيد مراد العظيم ساعه بتحايل عليه يجي
وتابعت رقية بتذمر وهي تنظر اليه ثم لمهرة
قال ايه مبحبش جو الحفلات
فتعالت ضحكت مهرة وهي تجد مراد يدفع رقية أمامه
كبرت وبقيت زنانه اوي البنت ديه
فطالعت مهرة رقية التي تفضحها نظراتها نحو مراد اما مراد كالعاده لا يري رقية الا الفتاه الصغيره
التي تربت أمام عينيه وعلى يديه
وتقدم مراد من جاسم يصافحه وعين جاسم على مهرة التي تتحول لأنثي تضحك ويتورد وجهها مع الجميع الا هو
لا يري منها الا الوجه الجامد والمناطحه
ووجد نفسه يريد ان يتقدم منها وهي تضحك مع رقية الا ان رفيف كانت ملتصقة به تحتوي يده بيدها وأصابعها تتخلل أصابعه وصوتها يهمس بأغراء
كنت اريد ان اغضب منك واخاصمك وارحل
ثم أبتسمت وهي تنظر لعينيه
ولكن لم استطع جاسم قلبي لا يغضب منك
كلماتها كانت كالسحر تجعل عقله يغيب معها
عقله يضع له رفيف في المرتبة الأولى كزوجه حتي لو سيتزوجها كأعجاب ورغبه ليس أكثر
اما قلبه لا يعلم لما انطفئت لهفته عليها
فأبتسم وهو يضغط على يدها التي مازالت في يده
تعالى أعرفك علي بعض الضيوف
فأبتسمت رفيف وداخلها يتراقص
أنتهت الحفله أخيرا وعقلها شارد في تفاصيل بعض الأشياء بالأصح شارد بشخصين
جاسم ورفيف الثنائي الذي يليق ببعضهم
رجل وسيم وغني مع امرأه حسناء تليق به وبعالمه
كانت تقف خارج القاعه تنتظر اكرم و ورد عرض عليها مراد ورقية توصيلها ولكنها رفضت حتي السيد مسعود ومني وزوجها
ووقفت سيارة سوداء حديثه تعرفها تمام فقد كانت سيارة جاسم
جاسم بالخلف مع رفيف وسائقة بالامام
تعالى يامهرة اوصلك
فنظرت مهرة له وعيناها على رفيف التي تأففت من رؤيتها وأخذت تلعب بخصلات شعرها وكأنها تخبرها صراحة انها لا تطيق وجودها
شكرا مافيش داعي
ولمحت سيارة أكرم الصغيره تصطف في الناحية الأخرى علي الطريق فأشارت له هو ورد
عن أذنكم
فألتف جاسم نحوها وهي تخطوا الطريق نحو من أشارت لهم بيدها رأي شقيقتها من قبل ويتذكرها ولكن الشاب الأخر لا يتذكر أنه رأه او من المحتمل رأه ولكن قد نسي ملامحه
وشعر بيد رفيف علي يده ثم اقتربت منه تلتصق به وتهمس بهدوء
ايه رأيك نسهر مع بعض
وطالعته بحماس
وافق جاسم أرجوك
فضحك جاسم علي تعبيرات ملامحها المتوسله
للأسف مش موافق يارفيف
فأمتعضت بدلال وهي ټدفن وجهها بصدره
رفيف هتزعل انت المفروض تصالحني
وبدلالها المحنك حدث ماأرادت وذهبوا ليكملوا سهرتهم
ذهبت للعمل بحماس وقد عادت لملابسها العاديه ولم تعد مهرة التي كانت بالأمس بالحفل
اليوم هي سعيده بشدة بعد ان اخبرها شيكا وهو يفتح محل البقالة عن آخر مايعرف من اخبر حيهم
ف حسين سيأتي بعد شهر من الآن
حسين جارهم واول حب لها حب طفولتها ومراهقتها حتي عمرها هذا حبها له نابع من أمتنانها لكل لحظه كان يقف بجانبها وهم صغار حينما كانوا الأطفال يسخرون منها ومن هيئتها التي لا تشبه الفتيات
حتى الي ان كبروا كان يدعمها ويساعدها
لم تصرح له بمشاعرها ولكنه قبل رحيله إلى خارج البلاد أخبرها بحبه لها في جواب صغير مازالت محتفظه به بين طيات ملابسها
وصعدت بعض الدرجات نحو بهو الشركه وهي لا تري أمامها لتشهق بآلم
فوجدت فتاة بعمرها او تصغرها بقليل ترتدي السواد وقد وقعت منها بعض الأوراق ويبدو عليها اليأس
انا أسفه
فأبتسمت مهرة بود
مافيش داعي للاسف انا برضوه غلطانه ماشيه مش شايفه قدامي
فأرتسمت أبتسامة شاحبة علي وجه الفتاه وأنحنت تجمع الأوراق التي بيدها
فأنحنت مهرة تجمع معها الورق ونظرت في أحد الأوراق لتجدها شهادة جامعية
فأعطتها الشهادة وهي تتسأل بفضول
انتي جايه تقدمي في وظيفة هنا
فأبتلعت الفتاه غصة بحلقها وهي تضع اوراقها في ملفهم
انا جيت اقدم ورقي بدل أخويا اتعين هنا من شهر وكان حلم حياته يشتغل في الشركه ديه بس
ودمعت عيناها وهي تتذكر شقيقها
ماټ
لم تجد مهرة ما تقوله لها فربتت على كتفها بحنو
ربنا يرحمه
ولشدة رغبتها في ان تفهم سبب وجودها هنا تسألت
طب هم وافقوا علي طلبك
وعندما حدقت بها الفتاه بصمت
مش قصدي حاجه انا بسأل عشان لو في أيدي أساعدك
فلمعت عين الفتاه بأمل ولكن هيئة مهرة لا توحي بأنها موظفه مهمه بالداخل ولكن اخبرتها بكل شئ لعلها تستطيع مساعدتها
وفهمت مهرة منها ان وظيفة شقيقها هي حلم عيلة تتكون من اب وام مسنين وشابان وفتاه
شاب سعي بشده بعد تخرجه ليحصل علي تلك الوظيفه كي يريح والده الذي يعمل في النجارة
وأم تعمل فراشة بمدرسة شقيقه تعلم ودرس بجد وتخرج من كلية الهندسه ولكن الحياه لا تعطي كل شئ
وانتهت حياة شقيقها الاكبر لتبقي هي من عليها ان تتحمل مشقة الحياه عن والديها كما كان يفعل شقيقها
ولأملها ان يعطوا لها فرصة بدلا من شقيقها
ولكن لا فرصة هم شركة لا تقبل الا بالأشخاص المميزين ولا بديل لديهم
فأبتسمت لها مهرة وهي تطيب خاطرها
هو صعب أنك تشتغلي بداله انتي خريجة تجارة واخوكي كان مهندس
فتنهدت الفتاه وقد عاد اليأس إليها
كان عندي امل يشغلوني في قسم المحاسبه ديه شركه كبيره وليها فروعها ومركزها مش معقول مافيش وظايف فيها
فضحكت مهرة وهي تشعر بأن نسخ شقيقتها ورد بكل مكان
ماهي عشان شركة كبيره ف التعين فيها بيكون صعب وكله بالكوسه
ووضعت بيدها علي فمها تنظر حولها
او حظوظ برضوه عشان منظلمش صاحب الشركه وتذكرت جاسم لو سمع مانطقت به للتو
وعندما وجدت الفتاه تتحرك للمغادره
انتي رايحه فين
فتمتمت الفتاه بحزن
همشي خلاص مدام مافيش امل اني اشتغل
لتمسك مهرة يدها نحو الداخل
لاء ان شاء الله هتشتغلي تعالي بس معايا لتشتغلي لأطرد انا واخلص من هنا خالص
وضحكت ساخرة علي الحياه وهي تحادث نفسها
سبحان الله الناس
بتدور علي فرصه تشتغل هنا
وانا بدور علي اي فرصه اطرد منها قبل السنه ماتخلص
نظرة مني الي ساعة يدها ثم لمهرة التي دخلت وخلفها فتاه
اتأخرتي كده ليه يامهرة
وأبتسمت وهي تتذكر حفلة أمس
اكيد راحت عليكي نومه
فأقتربت منها مهرة ضاحكه
مش المفروض الشركه كانت أدتنا أجازه
فحركت مني رأسها بيأس
قولي الكلام ده لجاسم بيه
فطالعت مهرة باب غرفته ثم نظرت للفتاه
هو فاضي
فنظرت مني للفتاه بفضول
رفيف هانم جوه عنده
وتسألت مني وهي تنظر للفتاه التي تقف مرتبكة
مين ديه
فأتجهت مهرة نحو غرفة جاسم متمتمه
لما اخرج من عنده هفهمك كل حاجه ضيفيها من النسكافيه بتاعك يامدام مني
فضحكت مني وهي تطالعها
حاضر يامهرة
لتطرق مهرة الباب وتدخل بعدها لتجد جاسم يجلس علي مكتبه بأسترخاء ويدور بمقعده يطرق بالقلم علي المكتب ويحادث رفيف ويبتسم لها ورفيف تجلس على المقعد الذي أمامه تضع ساق فوق الاخر وتتحدث بحماس وتضحك
ورفع جاسم عينيه عليها وهو يشير لها بأن تقترب
ام رفيق تأففت كالعاده من وجودها
في حاجه يامهرة عايزه تقوليها
نظراتها المرتبكه جعلته يعلم ان وجودها في مكتبه لشئ مهم
ونظر إلى عيناها المتجه نحو رفيف ففهم أنها لا تريد ان تحادثه أمامها
اتكلمي يامهرة قدام رفيف رفيف مش غريبه
فأتسعت أبتسامة رفيف بزهو
لتنظر لهم مهرة بضيق وهي تهمس داخلها وتقلد صوته
اتكلمي يامهرة قدام رفيف
وزفرت أنفاسها وهي تتذكر أمر الفتاه وأخبرته عنها وعن شقيقها الذي عمل هنا لشهر
ونظرت رفيف نحو جاسم الذي كان يستمع بصمت وانتظرت ان يرفض طلبها من توظيف الفتاه
ولكن جاسم
تمام يامهرة خليها تقدم وراقها في شئون العاملين وانا هوصي عليها بنفسي
فأتسعت أبتسامتها وهي لا تصدق أنه لم يعترض على توظيف الفتاه
شكرا
وأنصرفت سريعا من