قصه كامله مشوقه
تنظر إلى الأرض و تستند إلى سديم بيد ترتعش قليلا وكأنها تخشى هذا الرجل لكنها تعيش معه بمنزل واحد
أفاق من شروده على صوت سامح يقول رابتا فوق كتفه _
صحيح نسيت أقولك حمدلله على السلامة تعالى اتفضل لحد ما سديم تنزل
فضوله دفعه إلى الابتسام بتكلف رغم تحفظه على حركة يده و سار بجانبه يراقب ملامح المنزل من حوله وكأنه يستكشف الثراء الفاحش الذي يناقض تماما عملهما و الإجابة المنطقية الوحيدة أن هذا الرجل شديد الجشع كيف تنشأ فتاة مثلها معه يذكر أنها إلى الآن لم تحاول إعلان دفعها أجر المشفى نيابة عن السائق
بعد إذنك هطلع أتطمن على نيرة و انزل تحب تيجي معايا ونشوف سديم أخرت ليه
عرض غريب من رجل غريب الأطوار لكنه أعلن قبول عرضه و استقام واقفا يتجه معه إلى الأعلى و قد وصلا إلى غرفة نيرة و طرق سامح الباب بهدوء و كاد يدلف إلى الداخل لكن خروج سديم تضع إصبعها فوق شفتيها بنظرات تحذيرية موجهة إلى خالها كما يذكر لكن من الواضح أن العلاقة معكوسة بشكل كبير بينهما حيث أذعن سامح لها وابتعد خطوتين إلى الخلف يرفع يديه باستسلام و يهز رأسه بتفهم و هو يستمع إليها تحذره قائلة _
عقد آسر حاجبيه حين وجد سامح يقول بهدوء _
ماشي يا سديم أنا كنت هشوفها بس واتطمن عليها بس خلاص لو نامت يبقا ترتاح أحسن ليها آسر قالي إنها اتخبطت وهي مع سليم أنا لو كنت اعرف إن كل دا هيحصلها مكنتش هسيبها تروح معاه
آه مانا متأكدة من دا متتصرفش في أي حاجة تخص نيرة من دماغك تاني إلا نيرة ياسامح متدخلهاش في القرف دا تاني أبدا أما مش هقبل أشوف اڼهيارها تاني دي مستحملتش مجرد نظرات من سليم ليها لما افتكرها معايا
أنا مش هسمحلك تفكر بس مجرد تفكير إنك تعمل من نيرة سديم تانية سامعني الكون في كفة عندي ونيرة في كفة لوحدها
رفع سامح حاجبه و قال بمكر _ و نبيلة خرجت من الكفة دي ياسديم
احتدت نظراته وعقد حاجبيه لتبتسم له بهدوء و تغادر المكان يتبعها هذا المذهول مما حدث أمام عينيه و من الكلمات الغريبة الحادة التي تراشقها الطرفين و من الواضح أنها أغضبت هذا الرجل بشكل كبير حيث استمع إلى خطواته الغاضبة تأكل الأرض خلفه و صعد إلى الطابق العلوي بينما هبطا هما إلى الأسفل
انشغل عقله بحديثها غريب الأطوار مع خالها و اسم نبيلة الذي يتردد صداه إلى الآن داخل أذنيه هل تخشى أن تتبع شقيقتها خطواتها داخل درب الاحتيال أم أنه لم يتمكن من استيعاب ما يحدث وجه جديد وغريب أظهرته شراستها اليوم حين قررت الدفاع عن حق شقيقتها و قد نجحت بإثارة فضوله تجاه ماضيها بشكل كبير و كأن أمرها يخصه و مشهد شراستها في حقوق شقيقتها لا يغادر عقله بل يكاد يجزم أن وجهها الجديد الذي يراه لأول مرة اليوم جعله بحالة انتشاء كبيرة وكأنه يفخر بصنيعها
و حين تصرخ أجهزة الاستشعار داخلنا وتحذرنا من اقتراب لهيب قد أحرقنا يوما ما تنتفض أرواحنا و نبني أسوار حول أحبتنا في التو و الحال فنحن نخشى الألم و نخشى اللهيب و نخشى تكرار التجربة و رؤية العڈاب داخل أعين من أحببنا لكننا لا نخشى الټضحية حينها بل نفضلها
وصل إلى المنزل و أوقف السيارة لتهبط منها على الفور و تفر من أمامه بخطوات سريعة إلى الداخل لكن ما أوقفها عاقدة حاجبيها و جعله يهبط من السيارة بأعين متسعة هذا الصوت الأنثوي الذي تصاعد و ظهرت صاحبته فجأة تقول بلطف بالغ _
سيلا
استدارت تنظر إليها بهدوء و قد تعرفت عليها على الفور حين رأتها إنها هي روزاليا الكندية الماكرة
الفصل الخامس عشر تخبط
صدمة سيطرت على جسد سليم حين أنصت من خلال الشاشة إلى الحديث الدائر بين روزاليا و سديم خاصة حين أردفت المحتالة الصغيرة سديم بثقة تامة _
آسر ميعرفش حقيقتي ومش هيعرف لحد مااخلص شغلي هنا
صادقة هو لا يعلم عنها سوى القشور وأنها المحتالة المأجورة بالأموال فقط إذن هي لم تكذب في كلماتها لكنها تراوغها الآن و تتعمد صرف الأڈى عنه بتصرف عفوي نابع من قلبها حيث رأت لأول مرة نظرات الاشتعال و الكراهية تكاد تقفز من عينيه حين أدرك أن الكندية الماكرة داخل منزله بل و سوف تستقر به
كان يقف بجانب ابن عمه و يعقد حاجبيه بعدم تصديق أمام شاشة المراقبة لقد أنكرت للتو معرفته بحقيقتها هل تحاول حمل أوزاره أم تمنع عنه مكر الكندية أم أنها تخطط إلى أمر ما يجهله ماذا تفعل تلك الفتاة غريبة الأطوار جلس مشدوه يراقبها پصدمة لكنه استطاع أن ينظر إلى ابن عمه و كأنه يقول أترى فعلتها الغريبة وبادله سليم الدهشة ثم عاد يحدق بها بهدوء ظاهري
وقفت روزاليا من
مقعدها و اتجهت إلى سديم تنظر داخل عينيها و كأنها تحاول اختراق عقلها و التأكد من صدقها لكن هيهات إنها أمام متمرسة معتادة الثبات و لم يكشفها معلمها أتحاول تلك الساذجة مهما كان مدى مكرها أن تكشفها
ابتسمت روزاليا حين وجدت نظراتها الجليدية تسيطر على عينيها وتحجب عنها ما تتمنى رؤيته لذلك أردفت بنبرة ساخرة محاولة استفزاز ثباتها الإنفعالي _
بس أنا ممكن أطلع أقول إنك مش سيلا بنتي و إنك ڼصابة و بكدا آسر يعرف كل حاجه
صمتت سديم لحظات ثم استقامت واقفة تتجه إلى المرآة و تنزع ضمادة أذنها التي وضعها لها بالسيارة تستكشف جرحها الصغيرة و قد ارتسمت بسمة تسلية واضحة فوق شفتيها و قالت بهدوء أبهر روزاليا و أدهش سليم الذي يصطدم بوجهها المراوغ لأول مرة _
اممم مش هتعملي كدا لأ لو كنت عايزة تكشفيني معتقدش كنت استنيتي لحد ما أوصل و تنادي عليا باسم بنتك و توافقي على عرضي إنك تكوني معايا هنا في أوضتي على إنفراد مش كدا برضه
لم تمنع روزاليا حالها من الابتسام بإعجاب و إجابتها بإطراء _ مظبوط يا سديم
هزت سديم رأسها متجاوبة معها ثم جلست فوق المقعد المقابل للمرآة و قالت بثقة واضحة _
حلو يلا أنا سمعاك
رفعت حاجبها و قالت بدهشة _ سامعة إيه
تنهدت بثقل و أجابتها بإنهاك وملل _
روزاليا أنا كنت بقول عليك ذكية أقصد سامعة عرضك اللي جاية لحد هنا تعرضيه عليا وواثقة إني هقبله عشان متكشفنيش ليهم
اتجهت إليها روزاليا بخطوات ثابتة ثم مالت عليها تقول پغضب واضح وكأن عينيها اشتعلت فجأة بل و تجرأت تقبض بقوة فوق ذراعيها و تغرز أظافرها پعنف محاولة چرح جلدها وقد نجحت _
عارفة أنا برتب لكل دا بقالي كام سنة يا سديم أنا عاوزة حقي و حق بنتي اللي ماټت و أنت هنا بتنصبي باسمها
انتفض آسر واقفا بأعين متسعة حين فعلت فعلتها و قد عقد سليم حاجبيه ممسكا ذراعه يمنعه عن الحركة وهو يعلق قائلا ولازالت عينيه على الشاشة و قد فرغ فاهه پصدمة _ إيه داااا
عادت مقلتي آسر إلى الشاشة و بدأت بسمة صغيرة ترتسم فوق شفتيه حين وجدها تركلها پغضب و تقف مستقيمة تدفع جسدها بقوة إلى الحائط و تقول پغضب بالغ _
أوعي تفكري تلمسيني تااااني
ضغطت بركبتها فوق معدتها بقوة أكبر مما جعل عينيها تجحظ من هول صډمتها و الألم معا ثم قالت و هي تدفعها من كتفيها مرة أخرى للحائط و قد غرزت أظافر يدها بعنقها تمنع عن رئتيها التنفس پغضب واضح _
أنت عضمة كبيرة و مش هتستحملي وأنا مبتفاهمش مع قلة الأدب غير بقلة أدب أكبر منها ساااامعة
هزت الأخرى رأسها بالإيجاب حيث سيطر الاختناق عليها و تأكدت أن طريقتها المنتهجة خاطئة و عقدت حاجبيها حين استمعت إليها تقول بسخرية لاذعة و قد قبضت على ذقنها بقوة _
أنا مش أميرة إيدك لو اتمدت عليا تاني هكسرهالك
وعلى الطرف الآخر رغم انبارهما برد فعلها إلا أن كلماتها الأخيرة كانت بمثابة دلو مياه انسكب فوق رأسيهما هل هي على علاقة ب أميرة كاد سليم يتحدث وهو يشير پصدمة إلى الشاشة لكنه صمت حين أشار له آسر و ضيق عينيه يتابع حديثهن باهتمام بالغ
أما روزاليا حدقت بها پصدمة و كادت تسألها عن أبعاد معرفتها بعلاقة أميرة بها لكن اختصرت سديم عناء السؤال وقالت ساخرة _
فاكرة نفسك الوحيدة اللي تعرفي كل حاجة مش كدا انجزي وقولي عايزة مني إيه
استقامت روزاليا و ابتسمت لها تقول _
شكلك شاطرة أوي ياسديم و ذكية تفتكري واحدة بترتب كل السنين دي عشان تاخد الفلوس هتكون عايزة إيه
رفعت أصابعها و أشارت لها بعلامة دلالية على رغبتها بالأموال وقالت وهي تدلك عنقها بيدها الأخرى _
Money الأموال
أنا عاوزة تعويض عن بنتي الوحيدة اللي ضاعت مني
رفعت سديم حاجبها و قالت بهدوء _
أنا متأكدة من دا بس مليش علاقة بغرضك الخاص أنا اقصد عايزة مني أنا تحديدا إيه
اقتربت منها و قالت بلطف و هي تنظر إلى آثار أظافرها فوق ذراعها _
sadiem you are genius سديم أنت عبقرية
عشان كدا هكون صريحة معاك أنا عايزة حق بنتي اللي ماټت العيلة دي دمرتني زمان وهما السبب في كل اللي حصلي أنا وبنتي و مش هسيبهم غير وهما متدمرين زيي