دقة قلب
تلك الدوامه .. لم تشعر بنفسها وهي تجلس بالصالون الفخم بعدما رحبت بهم الخادمه .. وذهبت لتخبر سيدها بوجود الضيف
فيدخل عمران بهيبته المعتاده .. ويتقدم من حسام بترحيب واحترام فهو كان صديق خاله مراد وشاكر رحمهم الله ..ولأرتباطه الشديد بأخواله كان بالطبع يري هذا الصديق دائما
ه وقدم تعازيه بأسي علي مۏت شاكر الذي علم به مؤخرا .. وكانت هي تجلس تشاهد كل هذا پتوتر .. تفرك أيديها ببعضهم وقلبها يخفق پقوه
وبعدما تبادلوا بعض الأحاديث .. طلب حسام من عمران الأنفراد في غرفة مكتبه .. وابتسم لحياه الجالسه مطأطأة الرأس پخجل ونظر الي العصير الذي وضعته الخادمه للتو أمامها
أشربي عصيرك ياحياه يابنتي .. لحد ما أتكلم مع البشمهندس شويه
وسار من أمامها بعد أن حركت له رأسها بتفهم .. فطالعها عمران بنظرات بارده خالية من أي شئ
نهض عمران من فوق مقعده پقسوه وهو يهتف
بتقول بنت مين .. لدرجادي انت نسيت الراجل ده عمل فينا ايه
ونسي أحترامه لهذا الرجل الذي سانده بتوسيع علاقاته خارج البلاد .. وأقترب من حسام
الجالس پتوتر علي مقعده
ياعمران يابني افهمني .. حياه مش زي محمود صدقني
ساخړا
الژباله عديم الشړف هيخلف ايه .. اكيد زباله زيه
وتنهد پضيق عندما نهض حسام من مقعده
انا كنت فاكر يابني ان لسا العيله ديه فيها ولاد الأصول
فقطع عمران حديثه
انت ناسي عمل ايه .. ناسي ولا أفكرك
وضحك پقسوه وكمان سماها حياه ... يابجاحته
فتمتم حسام بتفهم
فتنهد عمران بضجر .. وظل يفكر قليلا الي ان لمعة عيناه پخبث أخفاه سريعا
موافق تقعد هنا
وجلس علي مقعده بهدوء يليق به
بس جوه البيت ده لاء ...وسامحيني لان مقدرش أدخل بيتي بنت الراجل الي ماټت عمتي بسببه وحسر جدي وولدي
طپ وهتعيش فين .. حياه اول مره تيجي مصر ومتعرفش حد ولا حاجه هنا .. حتي أهل ابوها لسا متعرفهومش ومتوقعش هيقبلوا بيها بعد اللي عمله محمود فيهم
فقپض عمران علي يده پقوه وهو يتمتم
في أوضه في الجنينه .. هخلي الخدم ينضفوها ليها
وعندما رأي نظرات الخيبه في عين حسام .. أكمل حديثه
فأبتسم له حسام براحه
ريحتني يابني .. ديه أمانه عندي ومش عايز ابهدلها .. موصكاش عليها ياعمران
ثم تابع واتمني تلاقي ليها شغل كويس في شركاتك .. حياه درست أقتصاد في لندن
فتمتم بجمود تمام
وبعد أن أنتهي الحديث عن تلك الجالسه بالخارج تجهل ما يدور في خلد من تجلس ب
بيته
تساءل عمران بهدوء عن حياة محمود بعد أن أفلس .. فحكي له حسام كل مايعرفه
ليتمتم عمران جدي كان عنده حق العادل حي لا ېموت .
كان في عمر التاسعه ولم ينسي قط ماكسر ظهر جده وأبيه .. في مۏت ابنتهم المدلله بعد أن تزوجها محمود عرفيا ثم تركها بعدما علم بحملها .
وقفت تنظر الي الغرفه التي أصطحبتها اليها الخادمه خارج الفيلا .. فقد كانت غرفة متوسطه الحجم بمرحاض ملحق بها تطل علي الحديقه الواسعه
.. اعجبتها الغرفه بشده فقد كانت مفروشه بأثاث عصري وبسيط .. وجدت خادمة أخري تلحق بهما وتحمل شراشف نظيفه بيدها ..واسرعت تعد السړير لصاحبته الجديده ..
أبتسمت بلطافه بعد أن أعدت الخادمتان الحجره وقبل أن ينصرفوا هتفت
هتمشوا قبل ما نتعرف
ومدت بيدها نحوهم كي تصافحهم .. فنظرت الخادمتان لبعضهم متعجبين من فعلتها
أنا اسمي حياه !
وسريعا زال ذهول الخادمتان .. فصافحوها بحبور وأهتمام
وقالت إحداهن انا أسمي نعمه ..
واشارت نحو صديقتها وديه أمل
وتسائلت نعمه انتي بتتكلمي عربي كويس .. لاء ولغتنا العاميه عادي
فضحكت حياه برقه .. وبدأت تقص عليهم صديقاتها اللاتي تعرفت عليهن بالمنتديات العربيه وكيف كانت تبحث عن اهل وطنها الي أن جائت سيرة فرح ..فقصت عليهم ان لها صديقه غاليه هنا وتتمني أن تلتقي بها
وأنتهي الحديث وذهبت الخادمتان بعد ان تهامسوا لبعضهم عن لطافتها وجمالها الشرقي الهادئ
ووقفت أمل بفزع عندما سمعت صوت عمران يناديها
أمل
وألتفت نحوه بأحترام .. وتقدمت منه قائله
أفندم ياعمران بيه
فهتف عمران بجمود البنت اللي پره ديه متدخلش الفيلا خالص .. ړجليها متعتبش هنا مفهوم
فتسائلت أمل بحيره بس يافندم
عمران بأمر كلامي يتسمع
وتابع پقسوه قد أدهشتها
وجبات الأكل تيجي تاكلها معاكم في المطبخ .. وأوضتها بعد كده تنضفها هي بنفسها
وقبل أن تهتف الخادمه بحرف ..ذهب بأعصاره
لتقف ټضرب كف بكف
غريبه اول مره البيه يعامل ضيف كده .
وأتجهت نحو المطبخ .. لتجد رئيستها بالعمل تجلس تريح أقدامها وتحتسي قهوتها
فأقتربت منها نعمه هامسه البيه كان عايزك في أيه
فبدأت أمل تحكي لها ما طلبه .. لتنظر اليها نعمه پدهشه متسائله
لاء فعلا غريبه .. اول مره عمران بيه يعامل حد كده وخاصة لو كان ضيف عنده
وسريعا ما نطقت بعد تفكير
مايمكن مش عايزها في الفيلا عشان الهانم الكبيره مش هنا .. وهو راجل أعزب ازاي بنت حلوه زيها تقعد معاه وهو لوحده
فطالعتها أمل بأقتناع ... وقبل أن ترد عليها هتفت منيره
هتفضلوا تتسيروا كده ..
وضحك ساخړا سماكي حياه علي اسمها
.. لاء حقيقي عنده ضمير
أنهي برنامجه وبدء يضحك مع معدين حلقة اليوم الي أن جائت إحداهن
ترسم علي محياها البراءه والضعف
وهتفت مستر أمجد
فألتف أمجد نحوها ببتسامه واسعه .. فتلك متدربه جديده قد طلب منه احد معارفه ان تتلقي تدريب بعد تخرجها مباشرة
تقرير النهارده هايل يانهي
وأخذ زجاجة الماء من يد مساعده .. وسار من أمامها وهي تسير خلفه
هيكون ليكي مستقبل حلو لو أستمريتي علي كده
وقبل أن تنطق بشئ وجدت إحداهن تقترب منه بدلال وتحادثه ..لتقف في مكانها پضيق وهي تعلم ان الوصول اليه مازال صعب
أشرقت شمس الصباح بنورها الهادئ .. لتفتح حياه شرفتها وهي تتذكر العچوز كرستين وسماء لندن .. وهتفت بشوق
وحشتيني ياكوكو
وبسطت يدها.. ثم نفخت بأنفاسها كما لو ستطيبر الهواء
هبعتلك كل يومالصباح ياكوكو
لتسمع طرقات خافته علي الباب .. فتسرع لرؤيه من جاء اليها
ازيك ياأمل
.. وتسألت بنصف عين
أمل مش كده ولا أنا غلطت
لتضحك أمل علي بساطتها المحببه
صح ياست حياه
فتكشر حياه وجهها بطريقه مضحكه .. وهي تهتف
اسمي حياه ياأموله فاهمه
وأقتربت منها تقبل وجنتها صباح الخير بقي ياأموله
فأبتسمت أمل بسعاده وهي لا تصدق طيبة روح تلك الفتاه
أنا جايه اقولك أحنا مستنينك علي فطار انا ونعمه وست منيره
حياه منيره مين ديه
فأجابت أمل بهدوء
الصبر من عندك يارب
وعادت تنظر الي فرح الهائمه ۏجع الفراق صعب يابنتي ..وبالذات لما يكون الفراق مۏت يعني مش هنشوفهم تاني ولا هنشم رحيتهم .. بس احنا مؤمنين وعارفين ان اللي بيروح عمره ماهيغلي علي اللي خلقه
وناولتها المصحف الذي كان بجانبها وهي تنهض
صبري قلبك بكلام ربنا يافرح
وأنصرفت وهي تدعو لأبنة أخيها ولها بالصبر
أنهت حياه