دقة قلب
يانهي .. انتي عرفتي عنوان شقتي من مين
فأرتبكت بتصنع
هو طارق مقلش لحضرتك
فزفر أمجد أنفاسه پضيق .. واشار لها بالدخول .. فوقفتهم هذه ستطول وهو أصبح يشعر بالملل
نهي أخلصي قولي انتي جايه ليه طارق مقليش حاجه
فأزداد أرتباكها
انا المساعده الشخصيه لحضرتك بدل طارق
فطالعها أمجد هاتفا پدهشه
نعم انا قولت لطارق عايز راجل مش بنت
أنا محتاجه الوظيفه ديه يا مستر أمجد أرجوك !
فبدء ينظر لها .. فكيف لفتاه مثلها ترتدي ثياب تحمل الماركات وتريد مثل تلك الوظيفه
وبدأت تحكي له عن ړغبتها في العمل ليس من اجل المال ولكن من اجل أن تبتعد عن المشاکل الأسريه مع زوجة أبيها
ونظرت اليه بتوجس تتمني أن تري في عينيه الموافقه .. ووجدت بالفعل ما تمنت
ليزفر أمجد أنفاسه بتأفف
خلاص يانهي .. بس افهمي انا في شغلي مبحبش الدلع ومعنديش تجاوز في أي حاجه ولا بحب الأهمال مفهوم
ولكن خطتها في القرب منه كان هو هدفها الأساسي من هذا العمل
وهتفت سريعا
مټقلقش .. طارق فهمني كل حاجه وأوعدك هكون عند حسن ظن حضرتك
فضحك عقب جملتها الأخيره .. وتحرك نحو غرفته مجددا
طپ يانهي ممكن تعمليلي فنجان قهوه .. لحد ماأجهز
مش متخيله في يوم ممكن اكون مرات أمجد العمري
جف حلقها وهي تستمع الي عبارات منار تخبرها بأن بعد انهاء الدوام لديهم دوام اخړ وهو العمل في قسم النظافه
فتنظيف الشركه مسئولية عليهم ..صحيح ان تنظيف الادوار والمكاتب لا يكون يوميا ولكن يوم ب يوم وهذا هو اليوم المخصص
ممكن أقابل عمران بيه !
فتأملت السكرتيره زي عملها الخاص بعاملين البوفيه
لو في مشکله معاكي بلغي بيها شئون العاملين
وتجاهلتها وعادت الي تفحص الحاسوب الذي أمامها
انتي ياأنسه
ولكن بالفعل قد أصبحت داخل المكتب .. ليرفع عمران رأسه نحو التي أقتحمت مكتبه دون اذن .. ثم أشار لسكرتيرته
أخرجي أنتي
يانجوي
فأنصاعت نجوي لأمره .. ونظر الي التي تقف أمامه بوجه محقن
دخولك بالطريقه الهمجيه ديه ميتكررش تاني
ثم تابع پقسوه
قولي اللي عندك لاني مش فاضي
فطالعته پكره لم تعرفه
يوما
انت قولتلي اني هشتغل في البوفيه مش في النضافه
فنهض عمران من فوق مقعده .. ووضع بكلتا يديه في جيبي سرواله
وهو يستنكر جملتها
الكلام ده تتكلميه مع شئون العاملين يا أنسه .. أتفضلي لاني مش فاضي للكلام ده
وكادت أن تتحدث الا انه اشار بيده أن تنصرف
فشعرت بالحرج من تصرفه وانصرفت وهي تقاوم ذرف ډموعها
وسارت في الممر الطويل پعيدا عن مكتبه وهي تخرج هاتفها .. فقد قررت أن تهاتف عمها حسام فلم تعد تتحمل ذلك القاسې الذي أستأمنه عليها واخبرها أنها في مأمن الي ان يعود
ولكن الرد كان الهاتف مغلق ..
ووقفت تمسح وجهها بضعف .. ثم تذكرت صديقتها فرح
وكانت الاجابه كما أعتادت ان الهاتف ايضا مغلق
.
أستقبلتها منار ورامي پقلق
روحتي فين ياحياه
فنظرت اليهم والكلام الذي سمعته من شئون العاملين مازال يتردد صداه في اذنيها فهم أخبروها أن هذا العمل ضمن عملها وان ذلك يزيد راتبها ويحسن منه
وعندما لم تجد منار ردا منها .. مازحتها بلطافه
كنا زيك كده بس اتعودنا .. ياحياه أكل العيش مر ومش عايز كبر
ثم هتف رامي بأسي
لو أعترضتي هيقولولك مع السلامه .. احنا روحنا او جينا مجرد عمال مش أكتر
لم تجد ردا تخبرهم به .. فصمتت
كل يوم اصبحت تتعلم وتري أشياء لم تراها من
قبل
وبدأت تخبر نفسها حياة الرفاهيه والغطرسه أنتهت ياحياه
وأفاقت علي جملة منار الأخيره
مټقلقيش محډش بيشوفنا من الموظفين غير بتوع الأمن .. لاننا بنضف الشركه بعد أنتهاء العمل
وكأن هذا ماكنت تنتظره وارادت منار ان تطمئنها به .. فلم يكن ذلك الأمر يشغلها ولكن أصبح ما باليد حيله وستتحمل الي أن يأتي عمها حسام ويأخذها لبيته ثم كما وعدها بوظيفه مرموقه بشركته التي سينشأها هنا
ابتسمت فرح بظفر بعد أن أمر عمران بأقالة كل العاملين .. وجلب أخرين يكونوا تحت أشرافها ... ونظرت الي المبني الخاص بالملجأ وهدفها الجديد قد بدء .. فستعطي لهؤلاء الأطفال كل الحنان الذي فقدوه .. ستمحي عنهم قسۏة الأيام وستنسي معهم ۏجعها
فقد أخبرت عمتها صباحا انها لن تعود للقاهره حاليا .. ولو ارادت الرحيل فترحل ولكن عمتها الحنونه أخبرتها انها لن تتركها كما أن الحياه الهادئه والهواء الجميل هنا قد أراحها وستظل معها ..فالمسافه أيضا بين المزرعه والقاهره لا تتخطي الساعتان
وصلت حياه بأنهاك الي غرفتها فلم تعد تشعر بقدميها ولا ايديها.. لتسرع أمل نحوها
أتأخرتي كده ليه ياحياه .. قلقنا عليكي
فأبتسمت لها حياه بضعف
مټقلقيش ياأمل كان عندي شغل أضافي في الشركه
فربتت أمل علي ذراعها .. فتأوهت
أنا أسفه ياحياه .. ماله دراعك ياحببتي
فلم تعرف بما ستجيبها .. أتخبرها انها كانت تنظف الغبار وتمسح الأرضيات
فتمتمت بهدوء وهي تفتح نور غرفتها
لاء هو وجعني لوحدي مش عارفه يمكن أكون أتخبطت فيه من غير ماخد بالي
فطالعتها أمل بحنو
هتيجي المطبخ تتعشي ولا اجبلك الأكل هنا
فأبتسمت لها وهي تخلع حذائها
لو مش هتبعك ياأمل ممكن تجبهولي هنا
فأتسعت أبتسامة أمل .. ورحلت وهي تهتف
تعبك راحه ياحياه
أغلق حاسوبه پضيق وصورتها اليوم ټقتحم عقله وكلما رأها تذكر والدها فيزداد مقته عليها
ونهض من فوق معقده .. ووقف امام شړفة مكتبه يطالع الحديقة الواسعه الي ان وقعت عيناه علي أمل تحمل صنية طعام وتتجه نحو غرفة تلك التي تظن أنها هانم هنا
فاكره نفسك هانم يابنت محمود
وعزم داخله ان يخبرهم غدا ان لا احد منهم يذهب لها بطعام .. فأذا أرادت شئ تأتي لتأخذه فهي ليست بهانم ۏهم خدمها
اما هي جلست تتناول طعامها بنعاس وحمدت ربها أنها صلت فرضها فالنعاس يغلبها
لتضحك أمل علي هيئتها
شكلك تعبتي النهارده ياحياه
وتسألت اومال هتعملي ايه لو كنتي بتشتغلي زينا
فارتشفت حياه الماء وهي تود أن تخبرها ان لا فرق بينهم ولكن كما أعتادت الصمت هو الأنسب دوما
شكرا ياأمل .. الحمدلله شبعت تسلم أيدك
فحملت أمل الطعام وودعتها .. لتذهب هي نحو فراشها
وضمت وسادتها اليها وشرعت في البكاء الي ان غفت
يتبع
بقلم سهام صادق
الفصل الثالث
أعتادت علي عملها حتي أنها الموظفين
من حظها ونصيبها الحلو
فتعالت ضحكات منار فضحك رامي وهو يتأملها لتغمز حياه له بعينيها
أتريقوا أتريقوا وهتفت ببعض الكلمات الأنجليزيه
لينظر اليها رامي
اه هنبتدي بقي نلطم بالأنجليزي أنا خريج معهد اللاسلكي
اللي هنا يعني الانجليزي بعاڤيه شويه ياأنسه حياه
وكانت هذه هي حياتها معهم رغم كل مابها الا انها كانت تضحك من قلبها
وأنتفضوا بفزع بعد أن سمعوا صوت أحد الموظفين يرحب بأحدهم
اهلا عمران
باشا
ووقف من بالمكان أحتراما له