رواية أقدار بلا رحمه الكاتبة ميار خالد
كل اللي أنت فيه .. أنا غلطان من البداية إني حبيتك ولا فكرت أتجوزك .. ناس كتير حذرتني و قالتلي إنك مش بتحبيني انت بتحبي فلوسي .. زي ما اديتك كل حاجه .. هاخد منك كل حاجه!
لا صدقني
أصدقك!
صمت علاء للحظات ثم قال
في خلال يومين ورقة طلاقك هتكون عندك .. أنا مش هقدر اشوف وشك اكتر من كده
قال تلك الجملة ثم خرج من البيت ومر يومين كان مختفي بهم تماما وبدلا من وصول اخبار الطلاق إليها وصل إليها خبر ۏفاة علاء! حيث أنهم وجدوه مټوفي في اليخت الخاص به بسبب أزمة قلبية حادة ..
و كان هذا الخبر صاډم لكل من عاليا و يامن أحست عاليا أنها السبب في مۏته و لكنها أقنعت نفسها أن هذا قدره و نصيبه وبعد ۏفاته انتقلت كل الأملاك الي عاليا و يامن لأنهم عائلته الوحيدة و لم يكن له اخوة أما يامن فقد أبتعد في تلك الفتره عن كل الناس بما فيهم كريم و دخل في فتره أكتئاب لتعلقه الشديد بوالده و كان الحل الوحيد لحالته تلك هو سفره ليكمل تعليمه في الخارج في بداية الأمر الموضوع بشده لأنه سوف يبتعد عن براء و كريم و لكنه و بسبب إصرار والدته سافر في النهاية حتي يأخد شهادة الثانوية بالخارج ..
بعد مرور ثلاثة أعوام ..
و خصوصا في جنينه الملجأ كان يامن يتحرك بتوتر فحدثه كريم ليهدئ قليلا
أنت متوتر كده ليه أهدى شوية
أنت متخيل إني هشوف براء ولأول مره بعد ٣ سنين!
ضحك كريم و قال
دي أول ما عرفت إنك رجعت من السفر فرحت جدا .. أحمد ربنا إنك صممت تخش الجامعة هنا و إلا كان زمانك هتقضي الأربع سنين هناك كمان
ضحك عليه كريم وفي تلك اللحظة أنتبه يامن للقادمة نحوهم وكانت براء التي تغيرت كثيرا عن أخر مره رآها بها حجابها الرقيق الذي زين وجهها الصافي وعيونها البندقيه ذات الرموش الكثيفة وملامح وجهها الرقيقة مع شفتيها الممتلئة ذو اللون الوردي الطبيعي اتجهت إليهم بخطواتها الهادئة و أنفاسها المتسارعة بتوتر عندما وقع بصره عليها و أردفت
حمدالله على سلامتك .. عاش من شافك يا سيدي
فين براء
نظر له كريم بتعجب و قال
ما هي قدامك أهي يا ابني
سرح يامن بها للحظات حتي قال بدون تركيز
شكلك أتغير جدا .. بقيتي جميلة جدا يا براء!
النهاردة هنقضي اليوم كله مع بعض زي زمان و نتجمع مع كل اخواتنا في الدار إيه رأيكم
نظرت له براء و قالت
بس النهاردة عندي شغل كتير في الدار
مليش دعوة بكل ده .. أنا ظبطت كل حاجه خلاص
صمت الإثنان و انتظروا رأي براء حتي أبتسمت هي و وافقت و بدأ يامن و كريم بتجميع كل أطفال الدار و لعبوا سويا طوال اليوم و قد استمتعوا بكل لحظة فيه و أثناء لعبهم لاحظ يامن تلك السلسلة المعلقة برقبة براء فقال لها
نظرت له براء بخجل و قالت
علشان كل ما تشوفها تعرف إني لسه فاكراك
الكاتبه ميار خالد
أبتسم لها يامن ثم رجعوا إلى بقية الأطفال و من بعد هذا اليوم أقترب يامن من براء أكثر و قد تعلق بها كثيرا و هي أيضا و لكنها فضلت أن تخبئ شعورها بداخلها و بعد
فتره طويلة كان يامن قد أكمل العشرين من عمره و في إحدى المرات أثناء زيارته لها قالت له و هي غارقة في أفكارها
أنا خاېفه
خاېفه من ايه
فاضل شهرين و أكمل ال ١٨ سنه .. و ساعتها هخرج من الدار هنا
أنتبه لها يامن أكثر لينتفض من مكانه لقد نسي تماما هذا الأمر! صمت بقلق فنظرت له براء بابتسامه و قالت
أنا بقولك عشان تخليني أطمن مش علشان تقلق أنت كمان
نظر لها يامن للحظات حتى قال
براء أنا لازم أقولك حاجه مهمه
نظرت له براء بتساؤل و أردفت
حاجه إيه
أنا ...
و كاد أن يعترف لها و لكن أوقفه هاتفه الذي صدع رنينا و كان كريم نظر أمامه للحظات و شعر أنه بحاجه لترتيب أفكاره فقال
براء أنا لازم أمشي دلوقتي .. هاجي أشوفك بكره خليكي فاكره
نظرت له براء بعدم فهم و لم يترك لها فرصه حتى ترد لأنه نهض سريعا من مكانه و خرج من الملجأ و ظلت هي تطالعه بتعجب حتى نهضت من مكانها هي الأخرى و ذهبت