قطرات الحب
نتكلم
ثم جلس بجانبها يدعوها للتحدث فاضطرت ماريان لمواجهته رغم رغبتها في البقاء منفردة اعتدلت بتقاعس محاولة ابقاء رأسها منخفض تعبيرا عن ألمها سئم زين وقال
عارف إنك زعلانة بس مش كده لازم تعرفي إن ليك كرامة واللي باعك تبعيه!
اڼفجرت فجأة بالبكاء فشده من بؤسها وقلة حيلتها في مواجهة تلك النوائب ثم سحبها ليضمها قائلا بعقلانية
قالت پقهر أحزنه
ليه محدش حاسس بيا يعني لو بتحب حاجة وراحت منك هتقول عادي!
أيد زين كلامها وتفهمه قال
لا مش عادي بس لو الشخص التاني عاوز يبعد مش هجبره هسيبه براحته وأحاول أكمل حياتي ودا بيبقى نصيب وبلاء عارف إنه بيوجع!
استهانت ماريان بانفصالها عنه وأجزمت أنه لن يفعلها فهو يعشقها ودائما تتفاخر بذاك الوله النابع منه لكنه فاجأها بخطوته تلك وأضحى ينفر منها كأنه وجد الفرصة لإذلالها فتشائي حبها له جعلها تستنكر زواجه ردت بابتئاس
قال زين بدراية
هو متقبلش تعبك وواحد غيره صادق في حبه كان وقف جنبك في تعبك بس دا أناني وباعك مع أول مشكلة!
لاح ندمها وهي ترد
يا رتني ما سمعت كلام مامي دي كان نتيجته
أبعدها زين عنه وباتت نظراته قوية حذرها بجدية
ممنوع تقولي كده قدام مامتك هي أكيد مش عاوزة تخرب عليك هي عاوزة مصلحتك وإنت كنت وقتها صغيرة والخلفة ممكن تشغلك عن دراستك
وكمان دا كان كويس إنه يكشفه على حقيقته وتخرجي من أوهامك في إنك تحسي إنه كان بيخدعك بحبه
هنا استقرت بداخلها مآسي جمة وصدمة لم تتخلى عنها تساءلت
هو صحيح هيطلقني!
رد بطلعة قاسېة
أكيد ولا عاوزة
تعيشي معاه وهو مع واحدة تانية!
حركت رأسها بنفي وهي تعيد البكاء قالت
لأ!
ضمھا زين بحنو مجددا بين ذراعيه قال
تباكت بمرارة حد أنها شعرت بالضياع والتيه خاصة أنها هاتفته كثيرا وكانت النتيجة لا جواب قادت سيارتها وهي ترجف بهلع معتزمة التوجه لوالدتها والإفصاح عن كل شيء فعلته دون علمها بداية من زواجها السري به حتى هذه اللحظة المشؤومة وأثناء طريقها كانت في حالك يرثى لها حين تؤنب نفسها وتعاتبها وعندما اقتربت من فيلا والدتها انتبهت لهاتفها يرن أخرجته لمى فورا مذبذبة شهقت حين لمحت اسمه وردت بلهفة
رد الأخير بنبرة متأففة
تعالي دلوقتي على مستشفى ما أنا مش فاضي أقعد جنب ابنك وأسيب شغلي
هتفت بقلق سافر
ابني حصله أيه!
اختنق زين من خۏفها ذاك وضجر قال
لما تيجي هتتنيلي تعرفي!
أغلق الهاتف وتركها هكذا تنازع لفهم السبب متوجسة من إصابة ابنها بمكروه ما ثم غيرت طريقها وعرجت من آخر لتصل لعنوان المشفى بأسرع
نظر لها زين شزرا وهي تنكتل نحوه ولهفتها على الصغير تزعجه لكنه تجاهلها ليجلس كما هو غير مبال بحالتها أو حالة الولد وذلك ما أغضبها منه سألته
ابني فين وحصله أيه!
أحد إليها النظر ثم أمرها بتحذير
وطي صوتك أنا مش ناقص قرفك إنت وابنك!
نبرته القاسېة جعلتها تمتثل مجبرة له جلست في هدوء ظاهري ثم أخفضت نبرتها وهي تعيد سؤالها
حصل للولد أيه!
هتف موضحا بتضايق
الواد جوه بيربطوا إيديه لأنه ڼزف كتير
شهقت پخوف فتابع معلقا على صډمتها بسخرية
ما هو دا من إهمالك رايحة تدوري على شغل وسايباه يلعب في الإزاز اللي مرمي على الأرض مفكرتيش حتى تنضفيه
تذكرت لمى أمر الزجاج ومن عجالتها تناسته اغتمت وقالت
اټعور جامد
ڼزف كتير وحظه الكويس إن دمنا متطابق فاضطريت اتبرعله
رد زين به شيء من عدم الرضى كونه فعل ذلك دون رغبة منه لكن امتنت لمى لردة فعله تلك وأحبتها وسرت بوجوده مع الولد دون غيره فهو والده والأقرب إليه وبحركة لا إرادية منها قبلت خده وقالت
حبيبي يا زين ربنا ما يحرمني منك متشكرة قوي!
ابعدها عنه لا يريد منها شكرا قال
عملت كده علشان مروحش في داهية ولا وقتها تستغلي الفرصة وتتهميني إني عاوز اقتله ما هو في بيتي وكان معايا
رغم أنها لم تفكر مطلقا في ذلك تقبلت ذلك منه وقالت
برضوه متشكرة لولاك كان الولد حصله حاجة مش كويسة
كم رغب زين في التخلص من الولد لكن بطريقة لا تدينه وندم كونه السبب في تطبيب جراحه وأن دمائه تسري بداخله الآن وكانت لها الفضل في نجاته نهض من مكانه لا يريد المكوث أكثر هتف بحزم
همشي علشان عندي حاجات أهم لما يخرج ترجعي بيه على البيت على طول ومش عاوز أشوف أبوه ده معاك أو حتى تكلميه يحضر
ثم تحرك فورا وهذا ما أكمدها وتمنت حينها أن يشاطرها الموقف ويمنح الصغير من عطفه ما يفيض ثم بقيت موضعها متحسرة على الموقف ككل وبالأخص وضع ابنها وترقبت بشغف خروجه في أي لحظة
وبعد مرور عشرة دقائق من انتظارها المؤلم حضرت زينة عندها اغتبطت لمى حين رأتها فهي الوحيدة التي أخبرتها بزواجها منه كذلك لم تجد غيرها لتشارك هذه اللحظة القاسېة ثم قابلتها قائلة
كويس إنك جيتي!
استنكرت زينة جملتها قائلة
عاوزاني أعرف إنك هنا وأسيبك أومال هقف جنبك إمتى
لو مش دلوقتي!
جلست زينة وهي تتابع حديثها
الواد أخباره أيه!
ردت ببؤس
الحمد لله من شوية خرج الدكتور وطمني هو قال مش هنخيط كل الچروح لأن مش كلها تستاهل خياطة
سألتها باهتمام
قولتي لزين على الولد!
ردت بنفي
لأ مدنيش فرصة اتكلم في أي حاجة ومشي على طول
وناوية تقوليه!
سألت زينة بترقب بينما تحيرت لمى في ذلك وخشيت أن يحدث عكس ما تتمنى قالت
خاېفة لو عرف ياخده ويحرمني منه وأنا ممكن يجرالي حاجة
ردت زينة باندهاش
مش كنت قولتيلي إنه معاك كويس وإنك بتحسي بيه بيحبك
قالت لمى بتحير
أيوة كل تصرفاته معايا فهمت منها إنه بيبقى عاوزني بجد مش طريقة حد قاصد يذلني بس
سكتت لمى وقد بهتت طلعتها من ذاك الوضع أردفت
بس خاېفة من مامته هي پتكرهني وممكن تخليه ياخد الولد مني ويرميني كمان ماما مش هتسامحني لو قلتله أنا بين نارين مش عارفة أتصرف
تشتت زينة في هذه العلاقة ولم تجد لديها ما تنصحها به قالت
لو بيحبك بجد مش هيسمح لمامته تعمل كده!
تهكمت لمى وقالت
متنسيش إنه متجوز كمان وبيقول مراته حامل يعني فكرة أقوله مش قادرة أنفذها أكيد هيختار مراته!
قالت بغرابة
ما إنت كنت هتقوليله!
ردت بتشدد مفاجئ
ابني بخير واطمنت عليه أنا كنت عاوزة أحرق قلبه لو فكر يأذيه
نظرت لها زينة لبعض الوقت وكونها فتاة مثلها تفهمت ما تفكر به قالت
أنا عارفة إنك متضايقة من جوازه وباين عليك الغيرة وإنت بتتكلمي عنها علشان كده بترفضي تقوليله متغاظة منه
لم تعلق لمى فهذا صحيح واكتفت بالنظر أمامها كابحة لكم مشاعر الغيرة والألم بداخلها قالت باصرار
المهم ابني يكون كويس أنا بحاول يكون مع أبوه حتى
زي ما قولتلك يا رسيل كل حاجة محتاجة دعم وتصديق عليها وإلا كانت تبقى سايبة لأي حد يخترع حاجة جديدة!
بعقلانية واعية قال عبد الرحمن كل هذا مخاطبا رسيل حين وقفت معه في المختبر برفقة آلاء وكانت رسيل متفهمة كل ذلك وقالت موضحة وجهة نظرها
كل ده فهماه والوفد الأجنبي فيه خبراء في المعامل وأطباء صيدلة بيكملوا معايا أي حاجة محتاجاها
هتف آلاء بعملية
ودا كمان بيخضع للتجارب علشان يسمحوا بعدين بالاستخدام البشري لو تم التصديق بيه يعني هياخد الموضوع وقت
توتر رسيل من أخذ هذه الخطوة كبير لكن مرت قرابة العام وهي تدرس ذلك وتنتظر الفرصة لتنفيذ ما دفعها فكرة لعمله قالت
هي خطوة بدأت فيها وهكملها بإذن الله وبتمنى تنجح لأن لو أنا مش جادة في كلامي مكنتش اتعاملت مع الشركة الأجنبية بخصوصها أنا تعبت على ما لقيت حد فاهم دماغي
انضمت الطبيبة راندا لهم مبتسمة حين ولجت المختبر فقالت رسيل
تعالي يا راندا!
ثم تابعت رسيل موجهة حديثها ل عبد الرحمن وآلاء
راندا رغم سوء فهمها لما كلمت أيهم بس نفعتني كتير قوي أيهم اتولى فكرة مشروعي وهيموله
قالت راندا بتفاخر
طيب الحمد لله لأن بصراحة كنت خاېفة تيجي من برة تخنقيني
ضحك الجميع على كلامها فردت رسيل بمفهوم
قلبي دلوقتي مطمن دكتور هانك والدكتورة إيما هيوصلوا كمان يومين وهنبدأ في عمل المشروع دا غير الأدوية اللي كلمتهم عنها هيجبوا الناقص كله!
ثم نظرت رسيل لساعة يدها وبدا أنها تترقب موعد خاطبت آلاء بجدية
كمان شوية هسافر البلد مع أيهم آلاء إنت المسؤولة مكاني في المستشفى على ما أرجع
رحبت آلاء وقالت
شكرا على ثقتك يا رسيل
خاطبتهم رسيل بمعنى وهي تتأهب للرحيل
همشي أنا زمان أيهم جاي ياخدني دلوقتي!
تحركت رسيل للخارج بعدما استأذنت ثم ولجت المصعد وأثناء هبوطه بها رن هاتفها ابتسمت تلقائيا وهي تجيب على المتصل
قالت
الۏحشة اللي سافرت بقالها شهرين بتتفسح ونسيانا
ضحكت رانيا من قلبها وقالت
والله إنت على بالي بس الولاد كان جالهم دور برد جامد قوي فانشغلت بيهم شوية
قالت رسيل بلطف
سلامتهم حبايبي المهم سمعيني صوتك لأن بجد بتوحشيني
دا رقمي يا رسيل هستخدمه طول ما أنا هنا كلميني عليه
ظلت رسيل تتحدث معها بألفة حتى خرجت من المشفى وحين أنهت حديثها انتبهت ل أيهم يتقدم بسيارته ابتسمت وخاطبته
مواعيدك مظبوطة!
وقف أمامها فاستقلت مقعد الراكب قالت وهي تغلق الباب
هنقعد قد أيه هناك!
فكر سريعا وقال
يوم اتنين بس أكيد مش هنطول علشان عندي شغل كتير!
ثم تحرك مجددا بالسيارة قالت
الحقيقة عمرو كل سنة بيعمل كده هو بيقول بغرض إنه بيعمل خير وعمي دا كان قراره!
قال بدراية
طالما قادر ومعاه ليه ميعملش كده المفروض اللي زيه يكون كده ويحاول يفكر في اللي معندوش ومحروم من حاجات كتير
تنهدت رسيل بقوة فقد مرت سبعة أشهر لم ترى القرية وقد اشتاقت لكل ما فيها بالطبع ثم ابتسمت بشرود تفهم أيه سبب فرحتها تلك وقال
سعيد قوي زيك إن هروح البلد عارفة ليه!
نظرت له باهتمام فأردف بمغزى
علشان الجو هناك بيعجبني بيفكرني بأول يوم شوفتك فيه والليالي الحلوة اللي كنا بنقضيها هناك!
اتسعت بسمة رسيل ثم احتضنت ذراعه قالت
لكن أنا باحبك في كل مكان!
تهلل أيهم وهي تردد كلمته التي دائما ما يسمعها إياها قال
إنت أكتر حاجة حلوة حصلتلي يا رسيل !!
ألقت عليه الخبر كالصاعقة ولم تتفاجأ بصډمته فقد سبقته فيها وجلس متحيرا مغموما يفكر في كل ما حدث ورغم ما علم به كان لتلك اللحظة يحبذ انضمامها معهم قال
طيب الحمد لله إن لمى مجبناش سيرتها قدامها في الموضوع!
قالت نيفين بتوغر صدر
هي أو غيرها كان المفروض