الأحد 24 نوفمبر 2024

قطرات الحب

انت في الصفحة 22 من 58 صفحات

موقع أيام نيوز


قالت
النهار ده معزومة على الغدا عن زين أخويا تيجي معايا! 
أخذتها بين أحضانها طيلة المسافة وقد اطمأن قلبها قليلا حين وجدتها لم تعاتبها أو تتحدث بشأن تصرفها الجهول بل وجدت في ذلك تخفيف عما بها وتتخذ قرارها بمحض إرادتها لكن ما أقلقها صمتها المريب وحالة التيه التي تنجلي عليها 
أدار زين الجالس بجانب السائق رأسه نحوهن فنظرت له نور بشجن سألها

هي كويسة!
اومأت فقط له فوجه زين بصره لابنته وهي تتوسد صدر والدتها وتغمض عينيها وشفق عليها عاود التحدث مع نور قائلا
خلاص وصلنا!
لم تعلق نور بل ظلت مشغولة بابنتها واترعت عقلها في التفكير في مستقبلها ورسمت حياة لها تغنيها عن الأخيرة وتنسيها الماضي بكل آلامه لحظات قليلة مرت حتى ولجت السيارة من البوابة وهنا فقط نبهت نور ابنتها لتنهض قالت
ماريان وصلنا يا حبيبتي!
لم تحتاج ماريان الوقت لتعي ما تقوله والدتها بل بهدوء حزين اعتدلت وكأنها تستشعر ما حولها 
ترجل زين أولا ثم توجه ناحية ابنته فتح لها الباب وقال
يلا يا حبيبتي!
ثم أمسك بيدها ليعاونها على الترجل ثم خلفتها نور وحين وجدت ماريان نفسها تتوسط والديها تسعر حزنها وأدمعت عيناها تأسفت قائلة
سامحوني إني خرجت من غير ما أقولكم 
مسد زين على رأسها وقال
المهم إنك بخير إحنا خفنا عليك
نظرت ماريان لوالدتها تريدها تخرج ما في جعبتها لكن قالت نور باقتضاب
ارتاحي دلوقت وبعدين نتكلم!
ثم دلفوا ناحية الفيلا فقابلهم عمر مبتسما قال
جدوا قالي لما ماريان تيجي هو عايز يشوفها 
جاء زين
ليعترض كونها تريد الراحة لكن أسرعت ماريان قائلة
أنا عاوزة أقعد مع جدي
لم يعترض زين وتركها تفعل ما تهواه فسارت ماريان برفقة عمر ناحية غرفة السيد فاضل هنا حضرت رحمة والتي سألتها نور بعبوس
فين آيان مش المفروض يجي يقابلنا!
انتبه زين لذلك وانتظر رد ابنته التي قالت
آيان وزينة رجعوا فيلتهم بعد ما حضراتكم مشيتم علشان تجيبوا ماريان 
الټفت نور ل زين وقد احتدت نظراتها هتفت
الست مصدقت استغلت عدم وجودنا ومشيت
وجد زين الأمر بسيطا لذا قال برزانة
وفيها أيه من حقهم يا نور!
احتقن وجهها بشدة هدرت
يا رب تخلي بالها من ابنك وتبطل تستغل حبه الأهبل ليها
تعقل زين في تهدئتها قال
هما عندهم ولاد وهما حرين في حياتهم المفروض يعتمدوا على نفسهم ويكون ليهم مكان خاص
تأملته نور بسخرية وليتها تمتلك القليل من بروده ذاك لكنها تعلم وتدرك أن هذه الفتاة لم تحب ابنها بل تزوجته عنوة وتجبر من أخيها وكل ذلك جعلها تكره ميل ابنها لها وترفض من البداية الزواج بينهما نفخت نور بقوة ثم تدرجت للأعلى فتركها زين ولم يعلق وتمنى فقط أن تكون الأجواء هادئة !!
انسحب بحذر ناحية الشرفة ليجيب على اتصالها به وعلى مضص اضطر ليتحدث معها فقد تجاهلها منذ آخر لقاء فوقاحتها دفعته للاشمئزاز منها حدثها بغلظة
إنت إزاي تكلميني! فاهمة بكده هتخلي مراتي تشك إني على علاقة بيك!
عقلت لمى ما به ولم تجادل أو تلوم قالت
أنا كنت مترددة أقولك الحقيقة بس قعدت مع نفسي وقولت لازم تعرف!
كان يستمع لها بعدم رغبة لكن ما قالته زاد من جهله لما تخبئه فتابعت بتوتر داخلي
كنت عاوزة أقولك إن يونس مش ابن سيف ولا ابني!
بدا منتبها لكل ما تتفوه به وقد صدم واستنكر في ذات
الوقت قال
إزاي مش ابنك مرة واحدة كده هتتبري منه!
لمحت في رده التهكم الواضح فوضحت بثبات مصطنع
يونس مش ابني دا ابن واحدة صاحبتي جابته في الحړام هي ماټت ووصتني عليه وأنا وبابا اتبنيناه
كأنه اهتاف لسماع ذلك بإعطائها تبرير واحد يسامحها عليه وحين تابعت اختلج قلبه بشدة قالت
أنا مش ممكن اتجوز وأنا عارفة إني على ذمتك أنا أعرف ربنا كويس وحرام تظلمني بحاجة مش فيا 
تسارعت أنفاسه وود الذهاب إليها الآن ليتحدثا بأريحية أكثر بينما ترقبت لمى بظلمة معرفة درجة اقتناعه بكلامها قال بمفهوم
هجيلك أحسن ونتكلم أنا عندي ضيوف دلوقت
رده جعلها تفشل في معرفة تصديقه لها أيضا غلقه للهاتف فجأة جعلها تغتاظ رددت بتبرم
طيب اعمله أيه ده بس اللي فيه فيه 
ولج زين الغرفة مبهوتا ودقاته تتسارع وحبذ أن تكون هي صادقة ورجح ما قالته أو بالأحرى رغب في ذلك ثم دلف للخارج ويعلو وجهه شيء من البشاشة تعبيرا عن مسرته مما سمعه للتو 
لمح اخته وزوجته يجلسن على المائدة حيث أعددن الطعام فتقدم منهن قالت لمى بمفهوم
مبروك مقدما سمر بتقول باين حامل
جلس زين بجانبها وقد طرأ عليه عدم قبول داخلي مفاجئ فما علم به جعله يعاود اعتراضه على الزواج قال
بكرة هنروح نكشف لسه
ردت لمى بابتهاج
أنا متفائلة أخيرا هشيل ولادك يا زين!
ارتبكت سمر رغم أنها دبرت كل شيء غدا إلا أنها اړتعبت من التنفيذ بالإضافة أنها تمنت أن تكون أما بالفعل ثم انتبهت لرنين هاتفها نهضت قائلة
تلاقيها ماما هرد عليها ومش هتأخر 
ابتسمت لين لها ثم نظرت لأخيها وقالت
اترددت كتير أجيلك كنت خاېفة تكون زعلان مني!
لامس يدها وقال بأخوة
إحنا أخوات يعني مهما حصل أكيد مش هنتخاصم
وجدت لين أنها غبية كونها تأخرت في الحضور إليه فإن تفهمت مغزى الأخوة لكانت
قد ذهبت إليه دون تردد 
حين شرع زين في تناول الطعام سألها
بابا قال إنك اشتغلتي مع واحد كويس عرفيني أكتر عن شغلك !!
ووالدتها تتناوب في إلقاء الأخبار عليها أصابته حالة من الصدمة والذهول فلم تتوقع منه كل ذلك سألتها بتوجس
وصاحبتك يا مامي دي عرفت مين اللي كانت معاه!
ردت والدتها بجهل
لا يا سمر هي قالت إنها شافته مع واحدة والكلام ده كان من فترة وكانت راكبة معاه عربيته
قالت بتخمين
يمكن تكون زميلة في الشغل والموضوع مش مستاهل
قالت الأخيرة بنفي
للأسف ميرفت أكدت إنهم بينهم حاجة طريقته معاها وهما في العربية مكنتش طبيعية باين بينهم علاقة كبيرة
تاهت سمر وأحست بالقلق قالت
أنا خاېفة تكون مراته القديمة هي رجعت يوم جوازنا
ردت والدتها بمفهوم
اللي عرفته إنها مخلفة من واحد تاني ورجعت معاه مش معقول يسمح لنفسه يرجعلها 
ارتمت سمر على المقعد بداخل غرفتها مغتمة بشدة فهي لم تشك به مطلقا بل أصبح يتودد إليها عن السابق وباتت معاملته لها حسنة وقلقت من صدق ما سمعته فإن ارتبط بغيرها سيعلم بالطبع عن خداعها انتصبت في جلستها ثم سألت والدتها بريبة
طيب هنفذ اللي اتفقنا عليه ولا أيه! 
استقبلته حين أتى وكأنها كانت تترقب عودته بين الفينة والأخرى وتلقائيا أسعد آيان بذلك وأخذ يقبل وجنتيها قال
وحشتك!
هذا ما تفهمه من ترقبها ذاك لكنها ثبطت ظنه حين ردت
لا أنا كنت عاوزاك في موضوع مهم!
بعض الأحيان يحزنه جفائها معه لكنه بات يعتاد قال
يا ترى موضوع أيه اللي مستنياني أول مرجع علشان تقوليهولي!
اقعد نتكلم!
تهكم في نفسه ثم جلس منتظرا قالت وهي تجلس بجانبه
هطلب طلب منك والمفروض بدون نقاش تنفذه!
زاد فضوله أكثر وهو ينتظر فتابعت زينة بجدية
اللي اسمها جنى دي تسيب الشركة ومش بس كده أنا أمسك مكانها!
من رؤيته لها وجدها تتحدث بنزق بل وتتعسف في طلباتها فنظرت له زينة بقوة تنتظر من وجهة نظرها الموافقة فقال
لو بتعملي كده علشان حاجة في دماغك فدا مش صح الشغل شغل وكفاية طريقتك اللي تضايق أي حد!
مناقشته لها أغاظتها فأصرت قائلة
لا إنت متدنيش تعليمات وتفهمني حاجات متلزمنيش بقولك البت دي من بكرة متكونش في الشركة تشتغل بعيد عننا
نهض آيان وقد توغر صدره هتف
دي بنت عمتي وعيب أمشيها من غير سبب
قامت هي الأخرى وقالت بحنق
خلاص أمشيها أنا!
حقا لن يفعل ذلك فهتف باعتراض
لا يا زينة مش من حقك تدخلي في شغلي وفي الموظفين اللي عندي!
لجأت في حديثها للټهديد الصريح حين قالت
يا أنا يا هي اختار!
سهلت عليه كثيرا الأمر فهو لم يحبذ عملها منذ البداية قال
خلاص اقعدي وبلاش شغل
كبحت ضيقها من رغبته التي يضمرها قالت مصححة
لا أنا أقصد أسيبلك البيت مش الشركة!
تبقي اټجنني 
صاح بها بامتعاض فقد تمادت كثيرا معه قالت بانفعال
معنى كلامك إنك موافق عليها واختارتها تفضل!
وقف آيان للحظات يتأملها بغموض وعقله يتذكر مغزى نواياها وتصميمها العنيد لتأتي هنا لعڼ غبائه فقد وعي متأخرا ثم ابتسم باستهزاء أدهشها قال
فهمت دلوقتي ليه أصريتي نيجي هنا بس لو فاهمة إنك بكده هتمشيني على مزاجك فأنت غلطانة يا زينة !!
الفصل الحادي عشر
قطرات الحب
حضرت سريعا لمقر المشفى حين وصلها خبر على مكتبها بداخله وقفت رسيل بين طاقم الأطباء العاملين والأمن مشدوهة تتفحص ما حدث لمكتبها وللمعمل المقترن به وللحظة عابرة أحست أن الأمر متعمد من أحدهم ويرتبط بمشروعها القادم لكن تأنت وفكرت بهدوء عل في الأمر شيء آخر فعدة أشياء جعلتها تستراب حدثت المسؤول عن الأمن باقتطاب
مين عمل كده!
رد بجهل ضايقها
منعرفش يا دكتورة 
رمقته بنظرة ساخطة وهي تستهزئ به قائلة
إزاي وكاميرات المراقبة اللي مالية المستشفى دي راحت فين!
وضح ما حدث بعملية
فيه حد قطع الكهربا وكمان الكبل المؤقت لما تقطع الكهربا لقيناه كان عاوز تصليح فالكاميرات كلها وقفت 
عقدت جبينها مذهولة فرغم بساطة ما حدث من خسائر لم تقارن بكم المجهود المبذول لفعل ذلك قالت
وكل ده ليه علشان يكسرولي المكتب والمعمل 
تدخلت راندا وردت عليها بمعنى
أنا شايفة إن بعد اللي حصل ده سهل أي حد يدخل ويعمل حاجات أكتر يمكن المرة دي عدت بس الله أعلم بعدين هيحصل أيه 
توترت آلاء وانحرجت فهي المسؤولة في غياب رسيل قالت باغتمام
صدقيني يا رسيل أنا كنت متابعة كل حاجة بس دا حصل بليل جدا و 
قاطعتها راندا بنبرة حادة
كان المفروض يا دكتورة تتممي على كل حاجة الدكتورة رسيل بنفسها كل يوم بتمر تتأكد إن كله تمام!
لم تتقبل آلاء اتهامها بالتقصير وكذلك أيضا ألجم لسانها ولم تجد ما تقوله وترقبت من رسيل معاقبتها على ذلك والتي تابعت ما يحدث بقسمات متجهمة تنهدت بضيق وقالت
خلاص حصل خير!
تيقنت آلاء أنها سامحتها كونها صديقتها فقط ورغم ذلك أحست بالذنب استطردت رسيل حديثها للأمن بحزم
متجبش سيرة عن اللي حصل هنا أنا مش عاوزة دوشة ومن هنا ورايح لو لقيت تقصير منكم اعتبروا نفسكم مرفوضين 
شرعوا في تنفيذ ما أمرتهم به وكذلك بدأ عمال النظافة في ترتيب كل شيء بينما تحركت رسيل للخارج وخلفتها آلاء تريد التحدث معها قالت
رسيل ممكن نتكلم!
بالرواق الخارجي وقفت رسيل لتستمع إليها فتابعت آلاء بتحير
أنا لحد دلوقتي مش فاهمة دا حصل إزاي وليه أصلا وأيه الاستفادة من كده!
من نبرتها وعيت رسيل بمدى تأثرها بما حدث قالت
أنا مش بلومك يا آلاء بس الله أعلم ليه دا يحصل بس أنا برجح إنه مقصود إن المستشفى سمعتها تهتز وإنها مش آمان ودا ممكن يضرني أنا شخصيا 
حقا كان الأمر غريب ويسبب الريبة فقد خشيت
 

21  22  23 

انت في الصفحة 22 من 58 صفحات