قطرات الحب
في تجاربي سواء في الحياة أو في العمل!
ودت ماريان القفز فرحا ليس لأنه هكذا ستتقبله كزوج لكن مدحه للدين الإسلامي أبهجها بحق قالت
أنا كده احترمتك أكتر!
تفاءل زاك وهو يرد عليها
اتمنى أن تحبينني كذلك
شعرت بالخجل من لطافته الدائبة معها ولم تجد ثغرة واحدة تجعلها تتوقف عندها والآن قد ربطت تجليته بالأخلاق الحسنة بمدى انتمائه لدينها وأثناء حوارهما ذاك بداخل مكتبها انتبهت لدخول السيدة إيما دون استئذان وذلك ما ضايق زاك منها حين نظر لها بجمود دنت منهما مزيفة ابتسامة فها قد وجدته كما توقعت قالت
تعجبت ماريان من أسلوبها ولم ترد عليها وتركت الجواب ل زاك والذي رد عليها بنبرة جافة
أردت فقط أن أشرح ل ماريان بعض الأمور عن العمل هنا!
جلست إيما مقابيله بنظراتها الحاقدة التي أدرك من خلالها غيرتها من ماريان فلم يتقبل زاك وجودها فخاطبها بغلظة
انحرجت إيما من اسلوبه ناحيتها وقللت من ماريان حين ردت عليه
في ماذا سأحتاجها!! لقد كنت أبحث عنك أنت!
امتعضت ماريان من وقاحتها ولم تعلق فقط وجهت نظرة إحتقار نحوها وجاء رد زاك عليها حازما لرد اعتبار ماريان قال
وقت لاحق إيما لدي أمور كثيرة أود تناولها مع ماريان!
لك ما تريد دكتور زاك!
ثم تحركت للخارج مستاءة من فظاظته نحوها ورغم ذلك رفضت ماريان اسلوبه قالت
أحرجتها إحنا مكناش بنتكلم في حاجة مهمة
نفض زاك ذكر ما حدث مجددا وقال
أعارضك فمناقشة أمر ارتباطنا شيء هام على الأقل بالنسبة لي
رمشت عيناها بخجل وربما رهبة ولدت بداخلها فهي لم تفق مما حدث معها ولم تتناسى من كان زوجها وكلما تتذكره تكرهه تارة وتحبه پجنون تارة أخرى وكانت تتيقن يوم عن الآخر أن الحب لا يمحى بهذه السهولة ثم نظرت ل زاك وأرادت طمأنته لحسن أدبه معها قالت
قامت بتجفيف يديها بمنشفة المطبخ وهي تتحرك لتفتح الباب لمن أتاها دون موعد وفور سحبها للمقبض
دق قلبها فجأة فقد عبرت رائحته لأنفها قبيل رؤيتها له ثم بعجالة فتحت الباب على مصراعيه لتجده يقف أمامها بطلعة أحزنتها حيث كان باهتا ونحيفا عن السابق وبعاطفة أمومة دنت منه لتحتضنه قالت
احتضن ريان والدته باشتياق كبير وعليه علامات الۏجع حيث أدرك تهوره وبالأحرى ندمه سحبته سلمى ليلج الشقة هتفت
ادخل يا حبيبي!
تحرك ريان معها للداخل ببطء وقد تردد في ذلك خوفا من ردة فعل أبيه حين يراه واستشعرت سلمى ذلك وقالت
دا بيتك ومعتز أصلا لو شافك دلوقتي مش هيسيبك تمشي
اطمأن قلب ريان ثم تحرك للداخل معها وقد خففت محبة والدته مما يعانيه في الأيام الدابرة ثم جعلته سلمى يجلس وهي بجانبه مشرقة الوجه سألته بتوق
تأملت ملامحه وهي تتابع بعدم رضى
مالك خاسس كده ليه وشكلك مهموم احكيلي يا حبيبي فيك أيه
عادت ملامحه الحزن تنجلي عليه كلما تذكر الماضي قال في ألم
مش مبسوط يا ماما حاسس إني ضايع وأنا بتهوري ده اللي بوظت حياتي وضيعت ماريان من إيدي!
نظرت له بشجن من أجله قالت
دلوقتي حسيت إنك ظلمتها يابني الخلفة بتاعة ربنا
رد مصححا ما فهمته
مش دا السبب يا ماما لو على كده بس مكنتش سيبتها إنما هي كانت بتجرحني بكلامها يمكن من غير ما تحس
مش فاهمة يا حبيبي قولي كان بيحصل أيه بينكم أنا مكنتش شيفاه
سألته سلمى بقلق جم فرد عليها مغموما
ماريان أوقات كتير بتحسسني بعجزي إني مش قد تلبية طلباتها وإن لازم تكلم أهلها يعملوا اللي عايزاها كلامها معايا بيبقى فيه تكبر شديد ومبقتش باستحمله منها
لم تتخيل سلمى أن ابنها يعاني في حضرتها هي تعلم بكل ذلك لكن لم تتوقع أن الأمر يؤلمه قالت
وليه مقولتليش وأنا كنت هحل الموضوع بينكم ليه تتجوز وتتصرف من دماغك!
قال بجدية
أنا متجوزتش يا ماما دي كانت تمثيلية عملتها أنا وندى وباين هتقلب بجد!!
سألته بجهل
يعني أيه!
أطرق ريان رأسه محرجا من الشرح لوالدته لكنه تشجع فقد جاء ليفرغ همومه عندها نظر لها وقال
من غير قصد حصل بينا علاقة!
اڼصدمت سلمى للحظات وسرعان ما عادت تقول بلا مبالاة
خلاص اتجوزها وطلقها علشان ميبقاش حرام!
رد بحزن وكسرة كبيرة
اتجوزتها يا ماما بس طلبت مني نأجل الطلاق شوية علشان أهلها ممكن يزعلوا ومش بعيد يتبروا منها
تفهمت سلمى بقلب نقي وضع هذه الفتاة وأنها قد ظلمت في المنتصف قالت
اللي عملته يا ريان خلى الكل يكرهك خصوصا نور يعني لو عملت أيه مش هتوافق على رجوعك ل ماريان
هتف بامتعاض
ماريان بتحبني وأكيد ندمانه على اللي حصل بينا ولو روحتلها ما هتصدق وترجع ليا من غير تفكير
كان ريان واثقا من كلامه جيدا فحركت سلمى رأسها باستنكار وقالت
بس اللي وصلني إنها نسيتك وهتتجوز أول ما العدة تخلص !!
اعتزمت عدم إعطاء الأمر أهمية ولو لنفسها فقط فما نفذته من خديعة أشعرتها بالدونية في حق نفسها وكم كانت حقېرة وهي تستغله بخسة ونذالة وجاءت فعلتها طواعية لرغبة والدتها
وبوضاعة شديدة أمرتها والدتها
متخليهوش يطلقك دلوقتي مهما حصل علشان كل اللي خططنا ليه يكمل على خير!
ردت ندى عليها بانصياع
مټخافيش مش هيطلقني هو وعدني بكده!
لمحت والدتها أنها غير راضية عما يحدث فرسمت قلة الحيلة والحزن عليها وهي تخاطبها
أنا باعمل كده علشان إحنا معندناش اللي يقف جنبنا أبوك ماټ وسابنا فقرا يعني اللي بتعمليه ده يا ندى مش حرام دا فرصة ربنا قالك استغليها!
جاهدت السيدة في إقناع ابنتها كي لا تتراجع في إتمام المهمة ومن ثم تفسدها أردفت
أختك محتاجة تكمل تعليمها زيك وأنا هجيب
منين أديك شايفة البير وغطاه!
أدركت ندى وضعهن المزري ولم تجد وسيلة أخرى لتخرج من هذا المأزق وبدأت خطتها وعليها التكملة فربتت والدتها على كتفها لتزيد حماسها قالت
ميكملش شهر كده وبلغيه إنك حامل وهو هيفرح وهيكمل معاك إنت وهينسى مراته خالص !!
رؤيته لها تعانده بهذا الشكل قد استفزه للغاية فهو لم يرغب لهذه اللحظة بأن يتطاول عليها أيضا يتخذ موقف حازم بصددها فلديه ما يرغمها على الانصياع له وكونه يحبها لم يرغب في رؤيتها تذل من قبل أهلها
هبط آيان الدرج بسرعة كبيرة وعينيه متصلبة بحنق عليها وهي تحمل هذا الولد الذي
جلبته أمه قبل لحظات وكانت زينة تدرك غضبه لكن تجاهلته فهي بالطبع لن تنفعل هذا الهراء الذي أمرها به وحين اقترب منها توترت وفطنت مشادة قادمة بينهما
وقف آيان أمامها متجهما وهي جالسة وتحمل يونس خاطبها باكفهرار
يعني كلامي مبيتسمعش!
نظرت له بهدوء ظاهري وقالت محتجة
اللي بتطلبه مستحيل يحصل لمى صديقتي وكمان قريبتي
صاح بانفعال جعلها ترجف
البت دي ماشيها مش مظبوط وأنا مسمحش لمراتي تعرف واحدة بالأخلاق الو دي!
وضعت زينة الولد بجانبها وقد تضايقت من نبرته العالية أمام الأولاد هتفت
بطل تكلمني كده قدام العيال إنت شخص مش مسؤول!
ضغط على عضدها بقوة جعلتها تتوجع قال
لما تبقى إنت الأول مسؤولة وتحترمي جوزك لما يأمرك بحاجة
وجدت صعوبة في التملص منه وعبست قالت
مش هتجبرني أعمل حاجة ڠصب عني ووجودي هنا علشان الولاد بطل تعمل فيها جوزي
أنا جوزك ڠصب عنك!
تعالى صوته وهو يرد عليها فانكمشت مرتبكة هددها علنا
لو محترمتيش نفسك يا زينة هاعمل حاجات مش ممكن تتخيلها أنا بس عامل حساب العشرة بينا
ثم فك قبضته وهو يرمقها بحنق فردت عليه بتهكم
لو بتهددني بأهلي فأنت اللي هتخسر لأنهم هيجوزوني على طول
علق بسخرية أغضبتها
وأيه اللي ضايقني في إنك تتجوزي ولا علشان فاكرة إني أموت من غيرك بالعكس أنا هاخد الولاد وهتجوز
بالطبع تفاجأت زينة وظهر ذلك عليها مما جعله يبتسم بانتشاء فابتلعت احتقاره لها وقالت
أنا مش عاوزة اتجوز إنت كرهتني في كل الرجالة ولو عايز تتجوز إنت حر بس أنا هفضل مع الولاد ومش هغصب نفسي على حاجة
مل من غبائها وطريقته المستفزة هتف
إنت واحدة نكدية وأنا هيبقى عندي حق إني اتجوز بس لتاني مرة هقولك راجعي نفسك أنا مش عاوز خړاب بيت
توجهت لتجلس من جديد وقد أعطت اهتمامها للأولاد فقط متجاهلة إياه فأثارت حنقه بشدة وهنا صر أسنانه وود أن يضربها تأديبا لها لكنه لم يجد الوقت مناسب لفعل ذلك ثم تحرك لخارج الفيلا وقد اعتزم توكيل تلك المهمة لشخص آخر سيدفعها بكلمة واحدة للتراجع !!
طيلة الطريق وهي تتحدث معه عبر الهاتف بجدية بعكسه كان مزعوج من طريقتها رغم شرحها الوافر له بخصوص حالته ونبع ذلك من خۏفها عليه
وصلت سيارتها لأمام المشفى فقررت أن تنهي المكالمة حين قالت
على العموم أنا دلوقتي في المستشفى لو حسيت بحاجة فورا تجيلي أنا والقرد مستنيينك يا حبيبي!
ثم كتمت ضحتها حين حاولت التمازح في حديثها معه لتخفف من حدة الأجواء ولم يتحمل أيهم ليغلق الخط فجأة فترجلت رسيل من السيارة وهي تضحك فاستقبلها عبد الرحمن ومن منظره تفهمت انتظاره لها خاطبها
صباح الخير يا دكتورة رسيل عرفتي باللي حصل!
سألت باندهاش
قول بسرعة القرد كويس!
تلجلج عبد الرحمن كونها تعطي القرد أهمية كبيرة فرد موضحا
لأ بخصوص آلاء!
تنهدت بارتياح شديد وانتبهت لقلة ذوقها بعد ذلك فسألته
مالها آلاء!
قال بابتئاس
امبارح وهي قدام صيدلية القصر العيني كان فيه عربية معدية خبطتها ودلوقتي
رجليها اتجبست!
حزنت رسيل عليها واستفهمت
بسيطة يعني ولا الكسر كبير!
الحمد لله لوي في رجليها وربنا ستر والدكتور قال ترتاح أنا بس حبيت أقولك إنها هتاخد أجازة وكده يعني شوفي غيرها يمسك مكانها!
ردت رسيل بعملية
روح إنت على شغلك وأنا بعد ما هكلمها هشوف مين هيكون مكانها !!
بداخل المعمل دنت منها متعجبة وهي تراها تنحني بجزعها وتحدق باهتمام بالقرد بل وتتابع بعناية حركاته وجسده ككل وبعد أن طال ما تفعله تحدثت معها بتردد
فيه حاجة يا دكتورة رسيل!
اعتدلت رسيل سريعا مضطربة قالت
كنت بطمن على القرد!
ثم سألتها باحتراز
هو القرد ده امبارح كان حران أو بردان!
غلب راندا الذهول من أسئلة رسيل المعقدة قالت
وهعرف إزاي هو هتكلم معاه!!
أحست رسيل ببلاهة سؤالها فتراجعت عن إعادته قالت
طيب تمام أنا بحاول اتأكد بس إنه بخير
قالت راندا باغتمام
عرفتي باللي حصل للدكتورة آلاء رجليها اتجبست!
أيوة كلمتها من شوية وهي بخير حظها كويس قوي مجرد لؤي محتاج راحة واحد وعشرين يوم!
قالت راندا بتفاجؤ
بجد!! طيب الحمد لله أصل وصلني إن رجليها اتكسرت
تحدثت رسيل في الأمر الهام وقالت
تقديرا ليها خليتها تختار حد يمسك مكانها
ظنت راندا أنها المقصودة وابتسمت في نفسها فتابعت