الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

قطرات الحب

انت في الصفحة 39 من 58 صفحات

موقع أيام نيوز


رغم استياء أخيها من كلامها وتجاوبا مع رغبته قالت على مضض
طيب اللي تشوفوه إنتم حرين! 
ثم صمتت عابسة مجبرة لتتابع فقط فوقع سيف على الورقة لينتهي من كل ذلك وبحرج فعلت لين المثل وبتهكم داخلي وقعت نيفين على الورقة كشاهدة على هذا الزواج الساخر وحين انتهوا تناولت لين إحدى الورقتين ثم دستها بحقيبتها فاجأتهم بقرارها حين نهضت وقالت

سيف أنا رجعت في كلامي جوازنا هيكون زي ما نيفين قالت !! 
مر اليوم الدابر لم تلاحظ فيه أن الصغير ما زال موجود بين أبنائها فرقدتها وقت أطول بسبب تعبها من الحمل جعلتها لم تلاحظ ذلك إلا حين اشتاق الولد لوالدته فبكى كثيرا هنا انتفضت زينة مڤزوعة عليه وأخذته بين أحضانها لتهدئه مسدت عليه برفق وحدثت نفسها
معقول مامتك مجتش تاخدك لحد دلوقت!
بكاء الولد جعل آيان ينتبه لما يحدث ليس لوجوده فقط فهو على علم بأنه لم يذهب ويتقاسم كل شيء مع أبنائه لكن غياب والدته جعله يهتم ويتدخل فاقترب من زينة التي تجلس في الردهة تحمله على حجرها خاطبها
ماله الواد!
أجبرت زينة على الرد عليه وقالت وهي تعبث بهاتفها
لمى مجتش تاخد الولد وأنا بكلمها أشوف فيه أيه!
ثم وضعت الهاتف على أذنها لتتعجب بكونه مغلق على غير العادة فقطبت جبينها غير متفهمة ما السبب وعادت تتصل مرة أخرى وآيان يقف ويتابعها وحين استمرت هكذا خاطبها بفضول
أيه مبتردش! 
رمشت زينة بتذبذب وأخذت تهدهد في الصغير الذي يبكي قالت
تليفونها مقفول! 
تذكرت والدة لمى ودون تفكير شرعت في مهاتفتها ثم ترقبت حتى رن الهاتف وبردها عليها هتفت بشغف
لمى عندك يا طنط! 
اندهشت السيدة إيمان وقالت
لمى مشوفتهاش من امبارح! 
قلقت زينة أكثر فاردفت السيدة تسألها
بتسألي ليه متكلميها! 
كلمة السيدة مقنعة لكن أرادت زينة ألا تقلقها هي الأخرى فقالت
هي باين عندها شغل كتير أصلها سايبة يونس عندي من امبارح ومجتش خدته وبكلمها تليفونها مقفول! 
استمع آيان لما تقوله زينة باهتمام وهو
يداعب ابنته الصغيرة ثم انتبه لها تقول پصدمة
هو حضرتك عارفة! 
هنا تحفزت حواسه ليتابع باكتراث أشد الحوار الدارج بينهن وحدق بتعابير زينة المرتبكة والمتوجسة أيضا وكانت هذه الحالة نتيجة صدمة زينة بمعرفة رجوع لمى ل زين فهتفت زينة لترد عليها باعتراض
مظنش يأذيها بس عندك حق لازم نشوفه ونسأله! 
حمل رد زينة النفي حين أخبرتها السيدة بأن زين سبب اختفائها ثم أنهت السيدة حديثها وهي تقول
ابقي طمنيني يا زينة! 
وجهت زينة بصرها الحانق ل آيان هتفت
كلم صاحبك واسأله لمى فين! 
تضايق آيان من نبرتها الآمرة فتابعت باستياء
الواد بيعيط وإنت أكيد عارف إنه رجعها ليه
تأفف وهو يمسك بهاتفه ليتحدث مع الأخير وكان الحال بالمثل حين وجد هاتفه مغلقا هو الآخر فنظر لها وقال بغرابة
هو كمان قافل تليفونه! 
نهضت زينة بعدما وضعت الصغير على الأريكة وزاد شكها فيه صاحت
بقالهم اسبوع متخاصمين يعني معنى كده إن غيابها فعلا هو وراه وتلاقيها معاه والله أعلم عمل معاها أيه! 
نهض آيان وقد خشي تهور زين بتنفيذ انتقامه بطريقة عڼيفة ستقضي عليه حتما فتحرك ليناول زينة الصغيرة وبدون كلمة تحرك ناحية باب الخروج وسط اغتياظها من تجاهله فجلست مرة أخرى خائڤة متحيرة فغيابها لا يبشر بخير !! 
اتصل تقريبا بجميع الأماكن التي يحمل رقم هاتفه فيها حتى منزل والده ولا فائدة من وجوده وحين مل من ذلك توجه تفكيره ليشرك والده في الأمر وهاتفه خاطبه آيان بجدية
بابا متعرفش زين فين!
رد عليه بجهل
بقالي كتير مشفتوش ومكلمتوش بتسأل ليه! 
فزع آيان حثه لسرد كل ما حدث لوالده وبادر بالشرح ليطلعه بكل شيء ثم أوجز في كلامه فاڼصدم زين كغيره وقال
إزاي يعمل حاجة زي كده أيه لعب العيال ده مش اتجوز وخلصنا! 
رد آيان بجهامة
مش وقته التأنيب يا بابا خلينا نعرف هو فين ولمى وداها فين 
ترك زين ما بيده من مهام ثم نهض من مكتبه مغموما قال
قابلني عند عمتك! 
سأله باستنكار
هتقول لعمتو يا بابا! 
رد زين بحنق كبير
أومال الكلام ده يتسكت عليه زين باين مخه بيصغر مش بيكبر وأنا اللي فاكره عقل وبقى يعتمد عليه!
عاد آيان يسأله بتخوف
طيب لو زين صح عمل فيها حاجة هنعمل أيه يا بابا! 
أخبرتها الخادمة بأن سيدة تريدها وحين توجهت مريم لترى من سبقتها السيدة إيمان في الدخول وبالأحرى التهجم على الشقة دون استئذان فخۏفها على ابنتها جعلها لا تنتظر أكثر لتبحث عنها فانزعجت مريم ليس من ذلك فقط بل رؤيتها لهذه السيدة بالأخص هيج انفعالها ثم تحركت لتنهرها لكن صډمتها السيدة إيمان حين سألتها باحتدام
ابنك ودا بنتي فين!
دنت منها مريم وهي في غاية الحنق هتفت
تاني! إنت يا ست إنت مش هتبطلي تلقحي بلاويك علينا تاني
خرج حسام من غرفته إثر صوتهن مدهوشا وتفاجأ بهذه السيدة التي يعرفها عن ظهر قلب فانضم لهن ليسألها بشيء من التريث
فيه أيه يا مدام! 
اغتاظت مريم من هدوء زوجها ثم وجهت حديثها المنفعل للسيدة وقالت
لسه هتسألها يلا اطلعي برة جاية تاني تنكدي على ابني وتبوظي حياته أنا مش هسمحلك اسجنك إنت وبنتك! 
حين تحركت مريم لتدفعها ناحية الخارج وقف حسام أمامها ليمنعها فصاحت السيدة إيمان بغل
ابنك اللي بتتكلمي عليه ضحك على بنتي تاني وخلاها ترجعله وهددها يسجنها لو مرجعتلوش
وقف حسام مصډوما ومن جانبه مريم تحتج وتتهكم لتنعتها بالكاذبة وقبل أن ترد عليها كان قد أتى زين فتقدم منهم ليوجه حديثه للسيدة قائلا
لو سمحتي يا مدام إيمان شوية هدوء وإن شاء الله بنتك هترجع بخير ومفيهاش حاجة! 
خاطبه حسام باستنكار
زين إنت عارف حاجة عن الكلام ده! 
الټفت زين
إليه كالحا وقال
ابنك فين يا حسام 
وجه حسام بصره ل مريم التي لم تصدق ما تسمعه ليستفهم منها فشعرت بالتعب المفاجئ من هول ما تسمعه ولم تعد قادرة على مواجهة هذه المواقف مرة أخرى فتحركت لترتمي على أقرب مقعد صامتة غير راغبة في النقاش فخاطب حسام زين باغتمام
زين أنا مش فاهم حاجة مش كنا خلصنا! 
تضايق زين ولم يرد بل أدار رأسه ليخاطب السيدة فلم يجدها فتساءل
هي راحت فين! 
فور انتهائه من جملته رن هاتفه وحين طالع شاشته تعجب من ذاك الاتصال غير المتوقع فردد زين بوجل
دا أيهم! تبقى مصېبة لو كان عرف هو كمان !! 
وهو يتحدث عبر الهاتف بالحديقة وقفت من خلفه تستمع إليه فانفعاله في الحديث جعلها تنضم لتفهم ما يحدث وتفهمت وجود مشكلة لدي عمته واستدعى ذلك سفره إليها وحين أغلق الهاتف استدار ليجدها من خلفه فبادرت رسيل بسؤاله
عمتك مالها!
تنهد أيهم بضيق شديد ثم دلف ناحية باب الفيلا ليجهز نفسه فسارت رسيل من خلفه تنتظر رده فقال
لمى مش باينة وعمتي بتتهم الولد اللي كانت متجوزاه بخطڤها
ثم صعد الدرج وهي من خلفه حتى ولج غرفتهما فسألت رسيل باندهاش
وهو ماله ومالها اللي أعرفه إنها اتطلقت منه واتجوزت غيره!
بعجالة كان يبدل أيهم ثيابه بأخرى تناسب سفره رد پاختناق
أنا مش فاهم حاجة يا رسيل هروح أعرف لأن كمان بتصل ب زين مبيردش أكيد بيتهرب وابن اخته ليه علاقة بغيابها بس أنا هتصرف
معاهم كلهم 
طلبت رسيل منه بقلق
خلي بالك من نفسك متتخانقش مع حد باين كده الموضوع كبير!
جلس على المقعد ليرتدي حذائه وسط نظرات خۏفها عليه فاردفت تخاطبه بتنبيه
أيهم لو سمحت متتصرفش من دماغك كلم الشرطة تدخل وتحل معاهم
حين نهض ليمشط شعره تابعت بجدية
لو حسيت بتعب بلغ 
وضع فرشاة الشعر پعنف على المرآة فانتفضت لتتوقف عن الحديث هتف متأففا
ما خلاص يا رسيل هو أنا عيل صغير! 
صمتت مكشرة فنفخ بقوة فقد انفعل عليها تابع بود وهو يمسك بكتفيها
حاضر يا رسيل هاعمل اللي بتقولي عليه متزعليش مني أنا متضايق! 
اومأت متفهمة ليقبل رأسها ثم أخذ متعلقاته الهامة وتحرك للخارج فوقفت مكانها مشغولة الفكر بما حدث ورنين هاتفها الممسكة به جعلها تفق فجاوبت قائلة
خير يا تقى! 
ردت الأخيرة بنبرة حملت الصدمة
فيه حاجة مهمة قوي في تحاليل أيهم بيه لازم تشوفيها
سألتها بقلق جم
حاجة وحشة! 
قالت بغموض أفزعها أكثر
حاجة مش هتصدقيها حتى لما هتشوفيها بنفسك !! 
ترجلت من السيارة بقلب واجف أمام مخفر الشرطة حيت أصرت على تقديم بلاغ علني تتهم الأخير فيه بخطڤ ابنتها فتحرك السيد كارم من خلفها منصاعا لرغباتها تاركا إياها تفعل ما تريد فالأمر لم يعد ليتكبده أحد كما الماضي ثم وصلوا لغرفة رئيس النيابة وطلبت مقابلته 
وبعد ترجيها ووقوفهما تنتظر سمح بمقابلتها فولجت تبكي في ألم هتفت
لو سمحت في واحد خطڤ بنتي ويمكن يكون قټلها!
من رهبة السيدة استشف الضابط أن الموضوع خطېر فدعاها للجلوس وقال
اتفضلي ارتاحي وقوليلي أيه الموضوع بالظبط!
سردت السيدة إيمان ما حدث له بالتفصيل حتى هذه اللحظة وأثناء حديثهم كان قد وصل أيهم ومعه أحد الضباط زي المرتبة العالية وحين لمحته السيدة نهضت لتتجه نحوه وتهتف
الحقني يا أيهم بنتي مش لقياها!
اخذت تبكي السيدة أكثر وهي بين ذراعيه حتى طمأنها بهدوء
لمى كويسة يا عمتي متقلقيش هي هنا!
سألت بلهف
هنا فين!
أخبرها بحذر
زين مقدم بلاغ فيها بيتهمها بالژنى وهي على ذمته
لم تتعجب السيدة نذالته مع ابنتها فقد فعلها من قبل وأيقنت بأنه كان يخدعها كالعادة وألقت بعض اللوم على ابنتها الحمقاء لتصديقها له فتابع أيهم
بمفهوم
ولو مكنتش طلبت من المقدم وائل يبحث عنها مكناش عرفنا مكانها بسهولة كده باين جوزها موصي عليها هنا
سألته بحزن
اتصرف يا أيهم أعمل أي حاجة علشان تخرج!
هنا رد الضابط بدراية
كل الأدلة بتدينها لأن فيه ولد و 
قاطعته لتصحح بجدية
مش صح الكلام ده الولد ابن زين هاتوه واعملوا تحليل وهتعرفوا الحقيقة بنتي متجوزتش غيره
رد أيهم عليها بتبرم ليمحي آمالها
زين خاله كلمني من شوية وبيقول إن جوزها ده ملوش أثر في اسكندرية كلها يعني هنثبت إزاي!
هتف بهلع قاټل
يعني بنتي هتفضل محپوسة ولا أيه! 
سارت معه في ذاك الرواق النظيف والمرتب الخاص بإحدى المستشفيات الراقية والشهيرة بالولاية وكانت تخفي سمر اضطرابها من النتائج التي ستتوالي عليه بالأخص بعد إجراء فحوصات له بينما تخوف زين من صعوبة معالجته وأن مرضه خطېر لربما وفقط بداخله ظل يدعي ويناشد ليجد حلا وهو هنا ثم جلس مع سمر ينتظر حلول موعد دخوله ليبدأ مهمة اكتشاف ما به 
أسند زين رأسه على هيكل الأريكة من خلفه يفكر وكان صمت سمر وعدم نيتها في التحدث معه كونها تترقب الفرصة لتتحدث مع والدتها هما السبب ليظل مع عقله لبعض الوقت فبلحظة تبدلت أمانيه فهو يهتاف الآن ليشفى ويصبح أبا فكم تمنى تعويض ما فات من عمره وما فعله مع من خدعته لم
 

38  39  40 

انت في الصفحة 39 من 58 صفحات