قطرات الحب
هناك ما يمنع إنجابك!
تلعثم زين وتت كلماته من شدة الفرح والاستنكار معا فنظرت سمر له بانتباه وتركيز لتفهم ماذا ثم وجدته يرد عليه في غرابة جعلها تنتفض
حضرتك متأكد إن دي تحاليلي !!
جلوسها بمفردها هكذا وعدم مشاركته في تناول الطعام جعلته يتيقن أنها تفكر فيما حدث خاصة ما قالته لمى ا لذا انضم لجلستها ليتحدث معها بجدية بشأن كل ذلك قال
تركت مريم تفكيرها جانبا ثم انتبهت له قالت
لحد دلوقتي مش مصدقة كلام زين أخويا أكيد مش هيكذب ولا هينقلي كلام مسمعهوش بودنه!
سألها باندهاش
طيب إنت تصدقي إن كلامها صح هل فعلا ابنها من زين وخباته علينا!
متابعة مريم لترك هذه الفتاة ابنها من البداية عدة سنوات وحتى بعد عودتها جعلتها تتأكد من كذبها قالت
قال في حيرة
لحد دلوقت مش فاهم حاجة زين رفع عليها قضية وبلغ عنها طيب هو فين من كل ده ليه يختفي!
تفكيرها العميق جعلها تخمن السبب فقالت
اللي فهمته إنه كان عاوزها تتحبس كام يوم من غير ما حد يعرف بس هما اكتشفوا ده بالحظ
كونه لم يجد تخمين آخر وراء اختفائه اقتنع بذلك قال
شفقت مريم على حال ابنها وبما يمر به من مصائب ردت باقتطاب
خليه براحته تلاقيه مش عاوز يوري وشه للناس ما هي ڤضيحة الله يكون في عونه
استاء حسام من غبائه ككل مرة وقال
مش كان مش واثق فيها ليه كان سايبها بقى على ذمته وكان خادعنا كلنا وليه رجع ليها تاني وهو عارف ومتأكد إنها راجعة بعيل وراجل كانت معاه
لما يقوم به الآن ورغم تعطف مريم نحوه أخذت موقف أيضا كزوجها وانزعجت من رجوعه لهذه الفتاة فعبست قائلة
أنا كمان مش فاهمة ليه يعمل كده والمفروض كمان كانت معاه وعايشة في شقته أيه اللي اتغير!
انتبه حسام لنقطة ما تذكرها فقال
زين كان بيقول إن البنت دي حامل ممكن يكون ابنك اكتشف إنها كانت بتقابل الراجل ده وحامل منه
تعصبت مريم من كلام حسام وزادت كراهيتها لهذه الفتاة فتابعت بغل
أنا بنفسي هقوم محامي يطلع البلا الأزرق على چتتها هخليها تاخد إعدام بنت ال دي
ولوج لين الشقة حديثهما وعندما خطت لين للداخل ارتبكت فجأة من نظرات والديها نحوها فنهضت مريم على الفور متجهة نحوها خاطبتها بسخط
بدأت ملامح لين تأخذ وضع البكاء فقد جاء كلامها متأخرا فحزنت مريم عليها وواساتها
متزعليش نفسك إحنا مكناش عاوزين نزعلك ونعرفك الحقيقة علشان أكيد كان بيلعب عليك وأكيد البت دي قالتله يعمل كده عاوزة تدمر حياتك زي أخوك فهمتي دلوقتي ليه باباك رفض جوازك منه
شرعت لين في البكاء المرير ليس لما تقوله والدتها بل أنها قد انتهت بالفعل فضمتها والدتها وقالت
حبيبتي حاسة بيك المچرم ده كان لاعبها صح خلاك تشتغلي معاه وبعدين علقك بيه بس الحمد لله ربنا كشفه لينا قبل فوات الأوان
لم تكف لين عن البكاء بل كان يزداد قهرا مما لاقته فتدخل حسام لينصحها بهدوء ويخفف عنها حين أخذها من أحضان مريم لأحضانه هتف
هتزعلي شوية بس بعدين هتكتشفي إن ربنا رحمك أنا عارف إنك مصډومة فيه بس يا حبيبتي متستغربيش إنت صغيرة والعمر كله قدامك وأكيد هتلاقي اللي تحبيه ويكون محترم
ربتوا عليها سويا وخاطبوها بعبارات المواساة والتعطف كي تتناسى لكن ليتهم يعلمون بالحقيقة فماذا ستكون ردة فعلهم حينها صدقا لن تجرؤ على النطق بكلمة! وحاليا التزمت الصمت علها قادما تجد حل لمصيبتها !!
طالعت الأوراق بتركيز شديد ومعالم الانبهار واضحة عليها ثم سارت ناحية مكتبها وهي ما زالت تقرأ مرة وأخرى النتيجة ثم جلست على مكتبها في حالة ذهول رفعت رسيل أعينها البراقة عن الأوراق ثم وزعت أنظارها بين تقى وعبد الرحمن قالت
عارفين دا معناه أيه!
جلس الاثنان مقابيلها في تهلل هتف عبد الرحمن بحماس
دكتورة رسيل اللي حصل ده شيء خرافي دا إنجاز مش أي حد يعمله
أضافت تقى باعجاب
سيادتك بالاختراع ده هترفعي اسمك فوق وكمان كل العالم هيتكلم عنك دا حاجة ولا في الخيال كل تحاليل أيهم بيه سليمة مية في المية!
قالت رسيل باغتباط
حتى بوادر السكر اللي كانت عنده من سنين راحت كل حاجة عنده تمام ومظبوطة بالأرقام!
هتف عبد الرحمن بجدية
لازم يا دكتورة نجرب الدوا ده على حد يكون تعبان بمرض أقوى وف تأثير الدوا ونتأكد!
ردت عليه بتخوف
إزاي اعمل كده والدوا متصدقش عليه من الوزارة لازم يكون صالح للاستخدام الآدمي علشان اعمل كده!
اقترحت تقى بحماس
ممكن نأجر حد بالفلوس ونقوله الحكاية واللي فيها وأكيد فيه كتير بيقبل كده!
لم تقتنع رسيل باستغلال المرضى لصالحها فقالت برفض
لا طبعا هستغل عيا الناس وحياتهم في تجاربي
علق عبد الرحمن باستنكار
طيب ما أيهم بيه أخد منه والتحاليل تمام بل بالعكس صحته بقت أحسن من الأول!
قالت تقى بتأكيد
ودا أكبر دليل إن لازم تكوني واثقة في النتيجة وإن كل حاجة هتمشي تمام يا دكتورة فيه ناس من كتر ما هي متضايقة من المړض بتفكر ټنتحر!
باتت رسيل
قاب قوسين ولم تجد طريقة أخرى لثبوت نجاح اختراعها وما يدفعها للقبول هو أن زوجها قد تناوله وها هو الآن بصحة جيدة وبدأت تقتنع لتوافق تدريجيا حين قالت
اللي يوافق يمضي على تعهد إن لو حصله حاجة إحنا غير مسؤولين !!
للتو خرجت من المرحاض بعدما اغتسلت ثم جلست أمام المرآة لتضع على ذراعيها وا كريم للبشرة ليلطفها ولم تنتبه لولوجه الغرفة بل لوقوفه من خلفها ويحدق بها فقط أنفاسه من جعلتها تعي وجوده ثم ارتبكت وهي تستدير بجسدها ناحيته وهي ما زالت جالسة على المقعد ثم نظرت له بأعين مهزوزة من نظراته المتمنية نحوها
مرر آيان نظراته عليها بداية من شعرها المبتل حتى ثوبها الرقيق الذي نال من المياة القليل ليبدو عليها مثيرا فنهضت زينة مدعية الانزعاج وهي ترتدي الروب هتفت
أيه اللي دخلك اوضتي من غير استئذان!
ثم ضمت ذراعيها حول ها بضيق فرد عليها ببرود
أيه مش من حقي ومالك متضايقة كده ليه على أساس كل ده مشوفتوش قبل كده!
لمح لها برؤيته لها ولا جديد لتخفيه عنه فصدمت زينة من وقاحته التي استجدت عليه حين يتحدث معها تابع بابتسامة متسلية
زينة متبقيش هبلة اعقلي إحنا بينا عيال وأنا عارف إنك بتحبيني!
ثم تحرك نحوها فاقشعرت من ذلك وحين وقف أمامها مباشرة أضاف بألفة
طيب لو بتكرهيني قوي كده ليه مكنتش بحس بده كنت ممثلة هايلة للدرجة دي علشان أحس بإن حبنا متبادل
ابتلعت لعابها في توتر وهي ترمش كثيرا وحين زاد من التصاقه بها أردف
عاوز أعرف ليه قلبتك دي عليا أنا بحبك وإنت عارفة ده
مال برأسه ليلامس وجهه ا برقة جعلتها قواها تضعف وعاد يعاتبها مكملا
ليه يا زينة أنا عمري ما زعلتك
ثم وضع قبلة صغيرة جعلتها تنكمش فابتسم ليرفع رأسه ويتأملها من جديد وهي ما زالت صامتة تستمع فقط قال
لو على وجود جنى في الشركة فجنانك وتهورك أخد الموضوع بطريقة غلط لازم تفهمي إنها بنت عمتي أنا ممكن أخليها تمشي بس مش بطريقتك اللي تقصديها هي فعلا مشيت أنا نقلتها
لشغلنا في الغردقة وهي مبسوطة هناك شوفتي الموضوع سهل إزاي وكان ممكن يتحل بهدوء لو شيفاه يضايقك!
ما فعله جعل الدموع تتجمع في عينيها ولم يتفهم سبب ذلك قالت
أنا بطلب اللي يريحني من حقي أحس إن جوزي بيقدرني بس دا مبقاش زعلي منك يا آيان اللي عملته مع عمرو كان كبير ومش ممكن أنساه إنت ذلتني!
انشرح حين فتحت الحديث عن ذلك فرد معارضا
أهو كلامك دا كله إنت فهمتيه غلط عمرو أخوك بالعكس بيحبك جدا ولما فهمته اللي حصل اترجيته كمان يقف في صفي رغم إني مش غلطان
ردت باستياء وكأنها لم تقتنع
دا كان بيفكر يجوزني وكان جايب واحد و
قاطعها موضحا
كل ده مش صحيح مافيش حد عاقل يعمل كده كان بيضحك عليك عمل كده علشان ترجعي معايا وكان واثق إني مش ممكن أعايرك برجوعك ليا وقتها لأنه ممكن ياخدك عنده ويحميك مني
كلامه جعلها تبكي فرحا وهو شها بوجود أخ يحبها ويحافظ عليها فهي تعرفه عصبيا لكنه يمتاز بقلب لطف مسح آيان عبراتها بكفيه وقال
قولي يا زينة عاو أعمل أيه تاني
نقت بتحريك رأسها أن تكون راغبة في المزيد فابتسم لها وقال
طيب هنفضل كده ولا اتصالحنا!
خجلت قليلا فضيق الخناق عليها ليربكها أكثر حين قال
وحشتيني هو إنت عاجبك حالنا كده وإحنا بعيد عن بعض
وقف آيان وهو يخفي مكره داخل براءته المزيفة وهو ينتظر أن تجيب عليه ولشدة استحياء زينة تلعثمت كثيرا ولم تخرج منها
كلمة مفهومة فأخفي بسمته فحثها على الخنوع لحالة الحب حين قال
أنا شايف في عنيك كرهك ليا!
شهقت باعتراض فهذا لم يبدو قط هتفت
إنت بقى نظرك ضعيف ولا أيه
لم يتحمل آيان ليضحك لكن وهو يرفعها من ها بذراعيه فابتسمت لتطوق قالت بخجل
أنا بحبك!
مش مصدق!
علشان تصدق من كتر حبي ليك أنا حامل في توأم !!
استمر يتصل بها برقم جلبه للتو لكن لم يرد حين يأتيه صوتها فقط يشبع تشوقه لها ويطرب آذانه به وبأنفاسها حين تنفعل وقبل أن يعاود اتصاله بها دخل والده عليه الغرفة ارتبك ريان وفورا وضع هاتفه جانبا ثم نهض ليست باحترام
وقف معتز أمامه بطلعة غير راضية عما فعله ثم دعاه للجلوس معه وفعل هتف معتز بتبرم
كل التمثيلية دي علشان تدي درس لمراتك طيب كنت عرف أهلك هنقف جنبك وإن كانت غلطانة تفهم ده وتتعلم
رد بوجه مكفهر
مبقتش قادر يا بابا تصرفاتها بتحسسني بالنقص مش قد إني أكفيها في كل طلباتها
حبه المتبادل مع زوجته جعل معتز يحتج على وجود خلافات بينهما هتف
إنت عارف إنها صغيرة وممكن تكون بتعمل كده من غير ما تقصد ماريان بنت رقيقة ولسه مش واعية كفاية علشان تحاسبها!
رد عليه ريان معقبا على كلامه
كلمتها يا بابا قولتلها بلاش تطلبي من مامتك حاجة كانت دايما تقولي إنها عاوز كده وتجبرني اجبلها حاجات فوق مقدرتي ولما تحس بعجزي تكبرها عليا بيبان في عنيها
حقا هذه مشكلة كبيرة فقد تخوف معتز قبل ذلك من طريقة حياة سلمى المرفهة عنه لكنها كانت متجاوبة معه ولم تكلفه فوق مقدرته ولذلك الحياة بينهما مستقرة وما يحدث الآن جعل معتز يتفهم ش ابنه وبدأ