الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

قطرات الحب

انت في الصفحة 44 من 58 صفحات

موقع أيام نيوز


لا راحت ولا جت وممكن تتقطع في لحظة أصلا زمانها ولعت في الورقة اللي معاها! 
حاذر سيف من إعلان ماهية العلاقة وما حدث بينهما مؤخرا لكنه متيقنا أنها تتحسر الآن على قبولها إياه وتتوق للتحدث معها ليشرح لها ويبرئ نفسه 
تقدمت مايا منهما حال رؤيتهما بابتهاج هتفت
حمد الله على السلامة يا سيف! 
ثم وقفت بجانبه تتأمله بألفة فاقتضب في الرد عليها قائلا

الله يسلمك! 
أحست نيفين بحرج مايا من رده الجامد عليها فخاطبت أخيها بمفهوم
على فكرة مايا كانت قلقانة عليك قوي وهي اللي مسكت الشغل لوحدها في غيابنا كلنا! 
نظرت له مايا بشبح ابتسامة منتظرة أن يرق ويتآلف في الحديث معها فشكرها سيف بتحفظ
متشكر يا مايا إنت بنت كويسة قوي! 
حدقته أخته بنظرة لوم لعدم اندماجه معها فهي الأفضل لكنه لن يفعل فهو يميل ل لين أكثر ولن يكون نذلا معها مهما حدث ويتخلى عنها لذا حرص على وجود حدود بينه وبين مايا كي لا يمنحها الأمل بينما تطوعت نيفين لتجعله يتقرب من مايا بطريقتها خاصة أنها علمت من مايا مدى خباثة لين فقالت له بلؤم داخلي
كويس إن لين سابت الشغل عرفت من مايا
إنها بنت مش تمام دي كانت بتفكر تتجوز ابن خالها زمان بس هو رفضها
لم يهتم سيف بما مضى ولم يشغله قط فأضافت مايا بكراهية
دايما كنت بشوفها مرخصة نفسها قوي وكانت هتتهبل على آيان وتتجوزوه والله أعلم ممكن تتساهل مع غيره ولا لأ 
كان سيف يقف بينهما متفاجئا من حديثهن بذلك الشكل غير المقبول ولم ينكر هنا أنه بات يرتاب في لين ثم شرد في أن تجاوبها معه جاء بدافع أن أخلاقها هكذا وليس بدافع الحب المتبادل بينهما وبدأ يأخذ مفهوم آخر عنها !! 
جاءت لغرفة ابنتها وعلى وجهها بهجة وطرب عجيب باش بداخل الأخيرة تحير شديد والتي بدورها اعتدلت في فراشها أكثر لتسند ظهرها دنت السيدة إيمان منها وهي تحمل صينية عليها كوبين من الحليب فسعدت لمى باهتمامها وابتسمت جلست السيدة بجانبها على التخت وقالت في ود
جبتلكم حليب وجيت اتكلم معاكم شوية!
تناولت لمى منها الصينية وقالت
تاعبة نفسك ليه!
أخذت السيدة أحد الأكواب ثم ناولتها للصغير يونس خاطبته بحنو
عاوزاك تشربه كله!
بدأ الصغير في ارتشاف الحليب أمام نظراتهن الحانية نحوه ثم التفتت السيدة لابنتها تخاطبها
اشربي إنت كمان إنت دلوقتي بتاكلي لاتنين!
تنحنحت لمى بحرج وتوتر فما فعلته ضايق والدتها بالطبع فقالت السيدة محاولة النسيان
مش هلومك أنا شيفاك مش صغيرة بس باين مبتتعلميش من غلطك!
أدامت لمى النظر إليها وهي ترتب كلماتها قالت
أنا مش فاهمة ليه بيعمل كده معايا أوقات بيعاملني كويس دا كان هيطلق مراته التانية وفجأة اتغير لدرجة بحسه مچنون
قالت السيدة في نفور
تلاقيه ابن أمه وهي اللي ممشياه بس متقلقش ربنا خد حقك
ثم ربتت على فخذها في سعادة فسألتها لمى بجهل
هو حصل حاجة!
ردت پشماتة ظاهرة
فكرت مشمتش علشان حرام بس هما يستاهلوا من شوية كارم كلمني إنهم بيدوروا على زين ومش لاقينه
ردت لمى في سخرية
أيه الۏحش في كده تلاقيه مختفي وقاصد يعمل كده
اتسعت بسمة السيدة وهي تخبرها بتشف
ما هو دا مش الموضوع بس دا بلغني إنه كان في أمريكا مع مراته وعملوا حاډثة جابت أجلهم!
ارتجفت يد لمى فتناثر بعض الحليب على ملابسها فنظرت لها والدتها بضيق وقالت
إنت زعلانة عليه ولا أيه!
تجاهلت سؤال والدتها وسألتها في اهتمام شديد
ماټ!
بدت نبرتها مهزوزة من شدة القلق وهي تستفهم منها فردت السيدة بحنق
يا ريت كنت اتمنى اللي وصلني إنه حالته خطېرة هو ومراته وأمه من وقت ما عرفت مرمية في المستشفى! 
جف حلق لمى من فرط فزعها ثم رسمت الثبات لكن ذلك لم يخفي معالم الخۏف اللائحة عليها فڼهرتها والدتها باستياء
المفروض تفرحي ربنا بيجبلك حقك دا فضحك وكان عاوز يحبسك دا ذنبك وربنا بيخلصه منهم!
صمتت لمى وكان لحبها له دافع في أن تشفق عليه ولم تتمنى بالمعنى القاسې أن يعاقب هكذا بۏحشية ولرقة قلبها تمنت أن يكون بخير قالت
مبحبش اتمنى المۏت حتى لأعدائي ومبحبش الشماتة إنت مربتنيش على كده يا ماما!
خجلت السيدة من نفسها وهي تفعل المناقض لطبيعتها فقالت
أنا مش قصدي أنا بس بشكر ربنا إنه بينصفنا ودا من فرحتي إن حقنا بيرجع من غير ما نعمل حاجة!
اطرقت لمى رأسها وهي تفكر في ذلك بحزن مضمر بينما فاجأتها السيدة وهي تضيف في تفاؤل
نسيت أقولك أيهم اتفق مع زين خاله يسحب ورق القضية وكل حاجة تتحل ودي !!
جاهدت على النهوض من تخت المشفى غير راغبة في المكوث أكثر لتتلقى عناية غبية فإن لم تشبع نظراتها من رؤية ابنها وتطمئن عليه لن تحيا لحظة واحدة فتقوى حسام ليوقفها هادرا
يا مريم إنت تعبانة اللي بتعمليه
ده هيضر صحتك
تملصت منه وهي تصر على الخروج هاتفة
أيه فايدة وجودي هنا وابني في بلد غريبة بين الحيا والمۏت مش هرتاح غير لما أشوفه كويس
توالى بكائها المرير وهي تدلف لخارج الغرفة كانت تترنح قليلا وغير متزنة لكن لهفتها على ابنها جعلتها تقاوم فتحرك حسام معها يساندها فرردت بأسى
كان قلبي حاسس يا رب نجيه!
لف ذراعه حولها ليهدئ من روعها وأثناء سيرهما برواق المشفى تقابلا مع السيدة منى وهي تغذو في السير برفقة سيدة ما مضطربة وقلقة خاطبتهما بهلع
أيه اللي حصل وبنتي أخبارها أيه!
تيقن خۏفها على ابنتها فطمأنها قائلا
العربية وقعت بيهم بس هما عايشين الحمد لله
انضمت لين لهم وهي تغلق هاتفها قالت
خالي لسه مكلمني من شوية بيقول وصل وهما عند زين
ركزت معها مريم وسألتها بارتجاف
أخباره أيه!
لسه ميعرفوش حاجة بس لما سألتهم سبب الحاډثة قالوا إن سمر هي اللي كانت سايقة وسرعة العربية الكبيرة كانت السبب
لم تعطي مريم الأمر أهمية ظانة أن القدر هو السبب ولم تفطن أن الأمر مدبر أو نتيجة تهور إلا حين خاطبت السيدة رفيقتها منى بنزق
مش منعتيها من السواقة يا منى مش كفاية المصېبة اللي حصلتلها زمان من التهور بتاعها ده!
غمزتها منى لتصمت وهي تضغط على ذراعها بتنبيه بينما ثبتت مريم نظراتها على السيدة وسألتها في جهل
هو أيه اللي كان حصل قبل كده! 
في مدخل المشفى الجديد جلسا معا يتحدثا فقال زين باكتراب
الحمد لله إن أهلهم مش هنا متأكد مكنوش هيستحملوا يشوفوهم بالشكل ده!
مراته حظها كويس وقعت من العربية بدري عنه علشان كده چروحها مش خطېرة بس زين حالته وحشة جدا لأن العربية اتقلبت بيه أكتر من مرة
استمع زين لما قاله جيدا وفكر فيها ليرتاب فيما حدث فقال
إزاي زين يخليها تسوق لا ويوافق على السرعة دي!
صلب أيهم نظراته عليه لبعض الوقت وقد تفهم شيء ما قال
إنت بتشك تكون مراته قاصدة تعمل كده!
نفى زين رغم عدم اقتناعه
لا مقصدش كده بس الموضوع غريب وفيه حاجة مش مفهومة
ثم مسح زين وجهه ودعا بمرور الأمر على خير فإن أصاب ابن أخته مكروه لن تهنأ أخته وسيعم الحزن على الأكيد ليس لأنه ابنها الوحيد لكن له معزة خاصة في قلب والدته 
أقبل أحد الأطباء إليهم وقال
Mr Zain regained consciousness moments ago you can check on him and see the doctor! Slip off 
السيد زين استعاد وعيه قبل لحظات يمكنكما الاطمئنان عليه ومقابلة الطبيب! 
نهض زين وكذلك أيهم سأل بلهف
is he okay?! 
هل هو بخير! 
Come with me and the doctor will tell you to me 
تفضلا معي وسيخبركما الطبيب! 
بادر الطبيب بالتحرك ناحية غرفة العناية المشددة حتى وجدوا الطبيب المسؤول عن الحالة يقف ويدون بعض المعلومات على اللائحة فاقترب زين منه أولا ثم انتبه له الطبيب ليصافحه في أدب سأل
how is he now?! 
كيف حاله الآن! 
رد الطبيب في اطلاع
He has fractures in his rib cage scattered bruises throughout his body and a broken arm We are doing what we can with him to
من النتائج أمامي يمكنني أخبارك أن حالته ليست بخير هناك كسور في
القفص الصدري نعمل على إصلاحها أيضا ذراعه لديه أيضا ارتجاج في المخ وكدمات متفرقة في أنحاء جسده نحن نعمل ما بوسعنا معه! 
عدم وعد الطبيب لهما بشفاء حالته جعله يغتم وبدا مهموما قال
Can we see it ?! 
هل يمكننا رؤيته! 
اومأ بموافقة ليصطحبهما معه للداخل في حذر شديد وحين خطا زين للداخل انقبض قلبه وهو يراه موصول بالأجهزة بشكل
مفزع كذلك الضمادات حول صدره وذراعه ورأسه كانت مقلقة للغاية ثم وقف أمامه يطالعه بشفقة كبيرة وكاد يبكي إثر حالته المفجعة خاطبه بتأن
زين سامعني! 
ثوان قليلة حتى فتح عينيه بضعف شديد ثم صلبهما على زين خاله كان واجما وينظر فقط فعاد زين يخاطبه في محبة
أنا خالو يا حبيبي إحنا جنبك يلا شد حيلك! 
لم يقدر زين على النطق بحرف واحد مفهوم بل غمغم بطلاسم لم يستطيعوا فهمها وسط أناته وألامه فقال له الطبيب بجدية
Do not bother with words sir this is a danger to you! 
لا تجهد نفسك بالكلام سيدي هذا خطړ عليك! 
ظنه زين يرغب في الاطمئنان على زوجته فخاطبه متفهما
لو عايز تطمن على سمر هي بخير وكويسة قوي! 
ظهرت علامات غير مفهومة على تعابير زين وتفهمها البعض أنه متضايقا مما حدث معه لكنه انزعج منها فهي السبب ولم يرغب حتى في سماع اسمها يتردد أمامه ثم اغمض عينيه مجهدا 
فطلب الطبيب منهما المغادرة ليرتاح الأخير فتوجه زين ومعه أيهم للخارج ثم انتبهوا لوقوف اثنين من رجال الشرطة فنظر له زين بغرابة حتى قال أحد الضباط بجدية صدمتهم
A while ago his wife admitted that he was the cause of what happened and that is why we have to charge him 
قبل قليل اعترفت زوجته أنه السبب فيما حدث ولذلك علينا توجيه الاتهام إليه !! 
الفصل الحادي والعشرون
قطرات الحب
هدأت من روعها وظلت بجانبها تساندها في محنتها فمنذ تقابلن وهي هكذا دؤوبة في البكاء ولتخفف من ۏجعها قامت باحتضانها ثم أخذت تمسد بلطف عليها ورغم هذه الشفقة النابعة منها لم ترتضي بذاك الحمق والخطل الذي افتعلته بعدم مسؤولية فقد أثبتت أنها بلهاء لتقع في فخ كهذا نهايته بالطبع ستكون مؤذية لها 
مررت جنى نظراتها لما حولها وقد قلقت من رؤية أحد لهن فوضع لين غير مريح لمن يراه ويبعث الريبة أيضا خاطبتها بتنبيه
لين اجمدي كده ويلا اتعدلي الناس ممكن تاخد بالها! 
اړتعبت لين من ملاحظة أحد لها فرغم أنه مقهى يتمتع بالخصوصية لم ترغب في استرابة أحدهم في أمرها ثم ابتعدت عن جنى لتجفف عبراتها فتابعت جنى بجدية
جاية ټعيطي دلوقت
 

43  44  45 

انت في الصفحة 44 من 58 صفحات