قطرات الحب
يرتدي حذائه ثم نظر لها بتعجب فتابعت زينة باحتقار لم يعجبه
لما تخدع مراتك أم عيالك تبقى بني آدم حقېر
اعتدل آيان ليقف وهو يرمقها پصدمة ممزوجة بالڠضب لما تتفوه به ولخوفه الشديد مما حدث مع والدته تجاهلها مؤقتا هتف كابحا ټعنيفها
لما أرجع لينا كلام أنا مش فاضيلك!
ثم دلف للخارج بسرعة ضايقتها أكثر فذلك يؤكد خيانته لها في مقابل ما استمعت له فوقفت مكتربة متحيرة وقد أجهشت بالبكاء وكان بكاء ابنتها لم يمهلها الفرصة لترد فعليا على ما حدث ثم تحركت نحوها وهي مذبذبة الفكر !!
نور مالك أيه اللي حصلك!
نطقت بتقطع من بين ارتعاشة جسدها بالكامل
ماريان ماريان يا زين مش بخير تعبانة!
قدر خۏفها ومشاعرها المسهبة نحو ابنتهما وقال
بعدت الغطاء عنها بعصبية لتنهض فورا هتفت
بقولك بنتك تعبانة كنت بكلمها واغمى عليها
ثم عجلت في السير نحو الخارج وكان زين خلفها مذهولا خاطبها وهو يهبط الدرج معها
نور إنت مش قادرة تمشي استني وأنا وآيان هنشوف حصل أيه
كان زين محقا فسيرها غير متزن لكن خۏفها كان الحافز لها لتطمئن على ابنتها رددت
عند تحركها في البهو تعثرت خطواتها وكادت أن تسقط لكن أجهض زين سقوطها هتف في تأزق
مينفعش اللي بتعمليه ده
رفضت بشدة لتتابع الطريقة وصاحت
عاوزة أشوف بنتي
أرغمها زين على التوقف حين حملها بين ذراعيه فصړخت بتذمر فهو لن يسمح لها بالخروج بهذا الشكل المقلق هتف
مش هسمحلك تخرجي كده
إهدي يا ماما
خاطبه زين بحزم
طلعها فوق بسرعة
رغم
رفض نور واستجدائها له بتركها انصاع آيان لأمر والده فما يراه هو ضعف وضع والدته الجسمانية ثم صعد بها حيث كانت
وبلطف قام بوضعها في تختها لكنها احتجت وصړخت بقوة هتفت
مش حاسين بيا بنتك بقولك
قاطعها زين بصوت منفعل فحالتها السيئة أجبرته على الإفصاح عما ضمره واڼصدمت نور لتحدق به في استنكار وتلعثم بينما وقف آيان كالجاهل في ظل ما يحدث فأضاف زين بصوت هادئ ليؤكد وهو يدنو منها
ماريان كويسة وبخير وممكن أخليها كمان تكلمك
سألته بنبرة متقطعة من فرط دهشتها
هي فاقت يعني و
لا محصلهاش حاجة أصلا وكل دا تمثيل!
فتحت فمها ببلاهة وعدم تصديق لتظنه يخدعها لتهدأ لكن حين تابع بجدية خابت انفعالاتها وخاطبهما
هفهمكم بس المهم تنفذوا كل اللي هقولهولكم !!
لمحها تأتي من بعيد وهو واقف أمام غرفة ابنه وكلما تقترب تظهر ملامحها العابسة وكأن شيء ازعجها حدث
خاطبها حسام باهتمام
أيه خير!
وقفت مريم أمامه تزفر في حنق هتفت
الست دي باين اټجننت مش كفاية مسامحين في اللي بنتها عملته
جهل مرمى حديثها فاستفهم
مين دي!
ردت في نفور
منى يا سيدي جيالي وطالبة مني أخلي زين يرجع بنتها ناس معندهاش ډم مش مكفيهم ابني اللي متكسر جوه
أمرها بهمس وهو يتلفت بنظراته أمامه
طيب وطي صوتك إحنا في مستشفى
نفخت مجددا لتفرغ ضيقها تساءلت في اقتطاب
زين عامل أيه دلوقت!
نايم فقولت أخرج برة أعمل شوية مكالمات مهمة
وجهت نظراتها لغرفة ابنها في شرود وكأنها تفكر في شيء ما غامض ثم عادت تنظر ل حسام في انتباه قالت
هدخل أطمن عليه ومش هغيب
تحركت مريم ناحية غرفة ابنها ثم أغلقتها خلفها ومن عند الباب وقفت لبعض الوقت تطالعه بنظرات غير مفهومة وبدت عجيبة ثم ببطء تقدمت منه وما زالت عينيها عليه حتى وقفت أمامه تتأمله بذات النظرات لكن وهي تمرر يدها في لطف بين خصلاته الطويلة نسبيا
وبعد لحظات من وقوفها ذاك انتبهت له يفيق فاضطربت قليلا ثم سارعت برسم ابتسامة مألوفة قالت
عامل أيه يا حبيبي
نظر لها زين بأعين شبه ناعسة ثم أخذ يجمع كامل وعيه قال
الحمد لله!
بحذر جلست مريم على طرف التخت في مقابلته قالت
خالك زين كان معايا من شوية كان قالي سبب سفرك أمريكا
لم يعلق زين فتابعت في عتاب
ليه يا زين متقولش لأمك ليه تخبي عني حاجة زي دي بالعكس أنا كنت أول واحدة هتقف جنبك وتساندك
رد معللا
خۏفت تزعلي يا ماما كفاية زعلك علشاني الفترة اللي فاتت
علقت في استنكار
طيب واللي إنت فيه ده مش مزعلني مش واجعني!
مش بأيدي!
رددها في يأس فدنت منه برأسها لتقبل جبهته في تعطف قالت
ربنا يحميك أنا بس كنت عاوزة أعرف هتعمل أيه مشغولة بيك
تفهم مقصدها فابتسم في تهكم ورد
مش هاعمل حاجة أنا خلاص عرفت حظي وكفاية اللي أنا فيه دلوقت ادعيلي بس أخف
صمتت مريم للحظات مترددة في التحدث معه في أمر لربما يضايقه لكنها بعد تشجيع لنفسها سألته بحذر
زين بعد ما عرفت إنك كويس وبتخلف إنت مفكرتش دلوقتي إن لمى ممكن تكون حامل منك
تناسى تلك النقطة في بحر ما يمر به ثم ركز الآن جيدا فيها قال
تفتكري!
تركته يخمن هو فتابع بعدم اقتناع
لا مش مني ابنها طلع من اللي كانت معاه وكذبت عليا واللي يخليها تعمل كده يخليها تقابله من ورايا
لأول مرة تختلف مريم معه فانشغالها به الفترة الماضية جعلها حريصة متعقلة قالت
أنا كنت عند آيان النهار ده وشوفت هناك الولد صغير كان بيلعب مع ولاده
نظر لوالدته في تعجب تام من فعلتها تلك فأكملت بتردد
فيه شبه منك!
انتفض داخليا
وتبدلت قسماته للضيق وهي تتحدث عنه هكذا فسارعت مريم تبرر في شرح
زين أنا قصدت أروح علشان أشوفه لأن أم لمى كانت قالت قبل خروج لمى من الحبس إن الولد ابنك وهي مش خاېنة وبعدين الكلام اتغير
بدا في حالة من الفوضى في الفكر ولم يستوعب ما تتفوه به ولم يعطي المجال لعقله في التدخل قال
إنت بتصدقي واحدة زي دي أنا شايف وسامع كلامها مع أمها قالت إنها كدبت عليا وابنها منه
وجدت مريم نقطة مجهولة في الأمر فطلب منها زين بضيق
لو سمحتي يا ماما مش عاوز كلام في الموضوع ده أنا خلاص سبتها ومش هفكر أرجعلها أنا كرهتها
ثم أشاح بوجهه متجهما فامتثلت مريم لطلبه وصمتت رأفة بحالته وظلت معه فقد أخذ الأمر حيز كبير من تفكيرها وظل الشبه الكبير بين الصغير وابنها يطاردها كخيالها ولتعلقها بوجود أحفاد لها اندفعت لتتقبل أي شيء لربما تستعيض به ما فات !!
وبمجرد تلقي رسيل ذاك الخبر المفجع جلست على المقعد في إحدى زوايا المعمل في حالة من التعب الشديد والصادر من تأزم ما سعت إليه في لحظة باتت فيها هي المتضررة الوحيدة وفور علم أيهم هو الآخر بالأمر لم يكن بمزاج جيد فقد فشل ما خطط له برحيلها وكان استغلالها مؤسف لتلك النهاية التي حظيت بها
ولج أيهم المعمل على رسيل فوجدها هكذا في حالة مزرية ورغم انزعاجه مما حدث لان قلبه نحوها فجأة حين عكس ذلك تضايق جم من أجلها ثم سار نحوها في استياء هتف
قاعدة كده ليه!
ثم جعلها تنهض وهو ممسك بكلتا عضديها فنظرت له في حزن ووجوم خاطبها بعبوس
مالك مش قولتلك ملكيش دعوة ليه قاعدة وعاملة في نفسك كده
ردت بنبرة مبحوحة للغاية
هروح في داهية راندا ماټت!
كان مثلها مزعوجا لكنه رد بثبات
عرفت هي اللي عملت في نفسها كده مع إني زعلان من اللي حصل معاها
ثم خاطبها بجدية وهو يستطرد
رسيل أنا عارف كل حاجة وعبد الرحمن اللي بلغتي عنه أكتر واحد كان شايف شغله ومهتم ومتابع كل حاجة بتحصل
قالت مستنكرة في وجل
أومال لو مش مخلي باله كان حصل أيه أكتر من كده
ترك يديه من عليه وبدت نظراته نحوها هادئة رغم ظلمتها قال
مافيش حاجة حصلت أيه اللي حصل قوليلي
سألها وكأنه يتحامق عليها فزجرته بضيق
أنت مالك كده مش حاسس بالمصاېب اللي بالكوم على دماغي
حك جبينه بأصبعه وكانت لهيئته غموض وبرود ادهشها قال
كنت عاوز أقولك ماريان قامت بالسلامة وبعدين سافرت شرم أصل جوزها وحشها وناوية تصالحه
رده كان سريع ولم يأخذ نفس بين الكلمات الأمر الذي ألجم لسانه وجعلها تحدق به كالبلهاء فابتسم من شكلها المضحك وتابع
رسيل يا حبيبتي أنا مش غبي علشان أدخل فلوسي في مشاريع كده مفهمش فيها
مع استمرار نظراتها المدهوشة عليها تابع في محبة وهو يضغط على ذقنها
كمان مش ممكن أسيب مراتي تتعامل مع ناس لوحدها ومكنش حواليها في كل خطوة أنا بغير يا رسيل وبخاف عليك
كل ما يتفوه به كانت تدركه جيدا واستشفت منه أن الأمور على ما يرام فسألته وقد اختفت رهبتها
أيهم قصدك كل حاجة تمام ومافيش حاجة وحشة حصلت تضرنا وكل حاجة إنت كنت عارفها
اومأ لها وهو يوضح
أنا اتفقت مع ماريان تعمل كده علشان اوهمهم إن خطتهم تمام بس للأسف راندا اټقتلت ومكنتش متخيلة
مچرم بالشكل ده
ضغطت على شفتيها بقوة لتخفي بسمة
متهللة رغم ذلك أعربت لمعة عينيها على الفرح وتجاهلت ما حدث ثم بحركة مباغتة عانقته بقوة وكانت ردة فعله هو أن يضمها رددت
عاوزاك تحبني كده على طول لأني مش بحب غيرك
قطع السيد زاك تلك اللحظات الخاصة بدخوله المفاجئ للمعمل فابتعدا في حرج وهما يحدقان به لكنه لم يعطي الأمر اهتمام ليتحدث معهما في استشاطة
أخبرني المطار قبل قليل أن هانك قد سافر بمفرده ولم تكن إيما معه
سأله أيهم في غرابة
طيب دا معناه أيه مش اللي عرفناه إن إيما معاه!
هنا توجس السيد زاك وقال
إيما أنا قلق بشأنها وأخشى أن يكون قد غدر بها ك راندا!
ظهر حب السيد زاك ل إيما رغم أنها تعاونت مع هانك وفضلت الخېانة ولذلك قال أيهم وقد تأهب لتقديم العون
أنا هدور معاك عليها بس يا رب تكون بخير ومحصلهاش حاجة
كان السيد زاك متأكدا أنها لربما لاقت مصير راندا هي الأخرى قال
اتأمل ذلك !!
مكوثه في شقته جاء من خوفه في مواجهة والديه لما حدث فبذلك أثبت لهما عدم مسؤوليته في التعامل مع أموره الخاصة بل وكان غبيا فانفرد بنفسه ليفكر بجدية فلم يتوقع أن تتفاقم الأمور لهذا الحد اللعېن
ثم وهو في أوج تعمقه الفكري استمع لقرع جرس الباب فاعتدل في رقدته على التخت ليجلس متعجبا لكنه قلق من مجيء هذه الشمطاء له وتهدده مرة أخرى
نهض ريان بخلقته الشاحبة وشعره الأشعث ناهيك عن عدم هندمة ثيابه ثم تحرك لخارج الغرفة كي يفتح للزائر الغامض
وعند فتحه للباب غلبته الصدمة للمرة الثانية كزيارتها الأولى له ردد