الأربعاء 27 نوفمبر 2024

قطرات الحب

انت في الصفحة 55 من 58 صفحات

موقع أيام نيوز


ما زال ممسك بيدها ويترجاها لكن انزعاجها الفترة الدابرة حيال تجاهله لها جعلها لا تتقبل منه أي شيء ثم نفضت يده في غيظ لترحل من المكان فوقف سيف يتابعها في اغتمام واضحى متحيرا ولم يتفهم للآن سبب ضغينتها الموجهة إليه فهي من استغنت ثم ارتمى مكانه مرة أخرى مقطبا وأخذ يفكر في هذه النكبة التي حلت عليه !!
توقفت سيارة السيد كارم خلف سيارة زين الذي حضر معهم لفيلا زين ابن أخته وحين علمت مريم بحضورهم توجهت لتستقبلهم بالأحرى لتستقبل الصغير ثم وقعت عيناها على سيارة السيد من الخلف فوجدته لكن ولمى معه تحمله على حجرها وهي تحبس دموعها وتفهمت سبب الحزن الطارئ عليها ثم وقفت بجانب أخيها زين في صمت ورزانة شديدة 

بينما توجه السيد كارم ليخاطب لمى عبر النافذة قال
هاتيه يا لمى!
الليلة هيكون عندك هو بس هيشوفه دا حقه
ثم فتح الباب لتعطيه الولد متابعا
إحنا اتكلمنا واتفقنا هاتيه يلا
تتشبث بثياب الصغير وبدون تحكم منها أجهشت بالبكاء فأخذه السيد بهدوء وقد تفهم سبب حالتها ثم سار به ناحية مريم ليعطيها إياه وسط نظرات لمى الحانقة والغاضبة 
حملت مريم الولد على ذراعها وقد أحبت وجوده في حياتها ثم شرعت في تقبيله في تلهف واضح فقال زين بجدية
الولد كل فترة هيجي يا مريم والليلة هيرجع لمامته 
امتعضت من ذلك واكتربت ثم اومأت مستسلمة لكلام أخيها وباحتراس تحركت لداخل الفيلا وهي تحمل الولد فانتفض قلب لمى بشدة فالمطلوب منها الآن الرحيل وتركه ثم بارتعاشة جسد ظلت تتابع اختفاء الولد للداخل وهي تنتحب فدنا زين منها ليتحدث معها في تعقل قال
لمى إنت غلطانة مش إحنا اللي ناخد طفل من أمه كان المفروض متخبيش شوفتي وصلتي لأيه 
لم ترد لمى لتبكي فقط فهتف السيد كارم بحسم
يا ريت تخليه يطلقها 
تفاجأت لمى بقرار زوج والدتها الذي أتخذه دون مشورتها قبله فقال زين مؤكدا ليفاجئها أكثر
الوقت اللي تكون فاضي فيه هيتم الطلاق قدامك !!
الفصل السادس والعشرون
قطرات الحب
صعد لغرفته ليأخذ غفوة ولم يكن على علم بحضوره إليه فقد حضرت له مريم مفاجئة بإحضارها للولد إليه ثم ولجت الغرفة تبتسم باتساع والصغير في يدها هادئا 
وقفت عند رأس زين النائم تنظر إليه ثم تهيأت لتوقظه حين مدت يدها لتهزه في لطف ولسان حالها يردد
زين أصحى يا زين!
تنمل الأخير ليفتح عينيه رويدا رويدا نظر لها ولم ينتبه للولد قال
أيوة يا ماما!
شوف جبتلك مين 
ردت عليه وهي تسحب يونس ليقترب منه وحين رأه زين انتفض فجأة وذلك ما جعله يتناسى أمر ذراعه وكتفه المكسورين فتألم هتفت مريم بقلق
بالراحة يا زين إنت بخير!
اعتدل حذرا هذه المرة ثم بيده السليمة جذبه ليصعد التخت بجواره وفي بادرة من منحه العطف قبله في حنو قال
يونس حبيب بابا!
في ظل اكتنافه للصغير قالت مريم
كلمت خالك يجيبه وهو بنفسه اللي جابه لحد هنا
تأمل زين الولد وقد طاش في ملامحه وبعفوية التصق الولد به حتى تفهم زين شعوره بالخۏف وكونه يعرفه جيدا اقترب منه قالت مريم في تفهم
هو باين ولد هادي كان زعلان لما أخدته من مامته وباين دلوقتي إنه متعود عليك 
وجه زين بصره لكف يونس يتفحصه فالچرح في يده ترك بعض العلامات وبحب رفع كفه ليقبله ما جعل مريم تبتسم سأل زين بترقب
هيفضل معايا هنا 
نفت بضيق
لأ هيجي كل فترة 
هز رأسه متفهما ثم اعتدل في رقدته وهو يضم يونس إليه وابتهاج مريم من وجوده جعلها تهتف
أنا هنزل اعمله أكل بنفسي
امتن زين لها ثم دلفت هي للخارج وحين نظر ل يونس وجده ينظر إليه ثم قضى وقت لا بأس به يخاطبه كأنه يتفهم عليه مع بعض من الۏجع الذي أصاب زين وهو يعتذر عن أذيته له ثم خاطبه بتعطف
قولي يا بابا
قول بابا بابا
حثه زين أكثر من مرة على نطقها وبصعوبة كبيرة قالها يونس بتقطع
ب ابا
اعتياد الولد عليه جعله يردد خلفه فنبض قلب زين بقوة وهو قريب منه هكذا وأنه منه ودمه يجري بداخله وهنا تذكر يوم الحاډثة حين تبرع له بدمه وتأكد الآن وثبت كل شيء فالډماء واحدة قال
تفتكر لو كنت أعرف من الأول إنك ابني كنت عملت حاجة من اللي أمك افتكرتها أكيد لأ! 
عبس يونس فجأة ليردد
Mom! 
تفهم أنه يريد والدته فرد بعدم رضى
مش لو كنا حلوين كان زمانها جنبك دلوقتي 
زاد تكشر يونس وإلحاحه برؤية والدته فهدأه قائلا
calm dear Will go to it !! 
إهدأ عزيزي سوف تذهب إليها !! 
بعد فترة قاربت على العشرة أيام وفي الحديقة بالأخص انتبه آيان فور عودته من عمله ل زينة تجلس على الأرض برفقة الصغيرة تلاعبها فضيق نظراته نحوها وكأنه يخطط لشيء ما ثم أخذ يتقدم منها وقد انتوى تنفيذ ما فكر به 
وصل عندها وقال بعبوس مزيف
عاملين أيه
انتبهت له زينة ثم أخذت تتأمل سحنته المزعوجة استفهمت
مالك متضايق كده ليه!
افترش الأرض بجانبها وهو يدعي الكرب قال
أصل صعبان عليا حال زين قوي من وقت ما سجل ابنه مطلوب منه يطلق لمى يعني مش هيشوف الولد غير مرة في الأسبوع
فكرت سريعا وقالت باقتراح
ممكن أخلي لمى تزود أيام ليه 
لوى فمه خفية متهكما من اقتراحها ثم توسلها قائلا
طيب ما تخليها ترجعله 
شهقت لتعترض ووضحت
لمى مش طايقة تسمع اسمه كفاية إنه سوء سمعتها مش اللي عمله دلوقتي بس 
ادعى المسكنة أكثر وهو يخاطبها بلؤم داخلي
يعني يا زينة هنقف كده مش المفروض نساعد ونعمل حاجة كفاية اللي حصل زمان مكنش بإيد حد ومكناش نعرف اللي بينهم عاوزين نرجعهم ونكون كلنا حلوين 
اقتنعت زينة لترد بتمن
نفسي
قوي كفاية لحد كده هما بينهم ولد والتاني إن شاء الله
تهللت أسارير آيان من كلامها وقال
أيوة كده خليك معايا على الخط عاوزين نصالحهم
زمت شفتيها للحظات وقالت
طبعا زين نفسه قوي الأهم دلوقتي لمى!
هز رأسه وهو يترقب إعلانها عما ستقوم به فأردفت بتأمل
هكلمها بس يا رب توافق مع إني أشك
دنا آيان منها راسما التودد الشديد قال
لو عرفتي تقنعيها ليك عندي هدية كبيرة قوي 
رغم أن ذلك أسعدها قالت
مش مهم أنا المهم عندي ميكونش فيه مشاكل 
رفع يدها ليقبلها فخورا بها قال
إنت ست عظيمة بفكر أقدملك في الأم المثالية
هتفت باستنكار
العيال لسه صغيرين 
رد بحماقة جعلتها ترمقه بغيظ
لا إنت ربتيني أحسن تربية !!
في حفل زفاف أخته المقام بفندق زين اضطرت لمى للحضور تلبية لدعوة سيف ونيفين لها ثم أتت بمفردها بعدما اعتذرت مايا عن الحضور وجلست برفقة السيد كارم على إحدى الطاولات تتابع في صمت وتتجنب الحديث مع أي أحد 
لمحتها لين وهي تجلس على المسرح الخاص بالعروسين تمعنت فيها النظر وكأنها أدركت معاناة هذه الفتاة ومن قلبها تمنت عودة أخيها لها خاصة بعد وجود طفل يجمعهما ثم في لحظة عابرة تقابلت أنظار لمى معها وبتجاوب ابتسمت لين لها في ود وبعد ثوان بادلتها لمى الابتسام لكن بتحفظ قليلا ثم أشاحت نظراتها لزوج والدتها خاطبته في تكشر
لو سمحت كلم انكل زين يعجل الطلاق أهي أخته اتجوزت أهي
رد ممتثلا لها
مټخافيش هكلمه وزين وعدني وقد كلمته
تنهدت بضيق ثم حاولت قدر الإمكان ألا يراها زين هنا قالت
شوية كده هنسلم على سيف ونمشي أنا اتخنقت
رد في طاعة
هنمشي بس بعد ما أسلم على أيهم ورسيل حتى !!
تأملت ملامحه المقطبة بعدم رضى وقالت
ما تفرد وشك عاوز الناس يقولوا مڠصوب على الجوازة! 
حدجها باستياء وقال
أيوة مڠصوب لما سيادتك عاوزة تطلقي من أول أسبوع
هتفت بتهكم واضح
عاوز تفهمني إنك بتحبني ومقصدتش تضحك عليا بجوازنا العرفي 
وضع كفه فوق كفها القريب منه وقال
لين بلاش نطلق أنا بحبك صدقيني لو سمحتي
توسله لها لان من قسۏتها كثيرا وجعلها تعيد التفكير في الأمر ثم حدقت أمامها بالفراغ كأنها تفكر بتعقل ثم انتبهت ل لمى تتقدم منهما ومن الواضح قدومها للتهنئة لهما فابتسمت في خبث لتأتيها فكرة داهية لتستغل طلب سيف منها ثم نظرت له وقالت في تصميم
لو مش عاوزنا نطلق اقنع لمى ترجع ل زين !!
لاحظت وهي تجلس على إحدى الطاولات بجانب زوجها وضع ابنها المحزن وهو يسير هنا وهناك بين الحضور غير قادر على التحرك بشكل جديد وبالأخص ذراعه الذي لازمته الجبيرة منذ أكثر من شهر خاطبت حسام في بؤس
زين حالته بقت وحشة قوي من وقت ما عرف إن يونس ابنه على طول مهموم وباين الندم عليه
أشفق حسام عليه وقال
هو من وقت الحاډثة وبقى مش همه حياته خالص حتى لو باظت 
ثم تابع ليسألها بغرابة
طيب إنت ليه مأجلة طلاقه من لمى طالما موافق 
وضحت باكتراب
لأن مش عاوزاه يطلقها دي حامل وجبتله ولد هي أحسن ليه من أي حد 
هتف باندهاش
سبحان مغير الأحوال يا مريم إنت مكنتيش بطيقيها
تنهدت لتقول في ندم
كنت فكراها ظلمت ابني خلاته سنين عايش وحيد بس الحمد لله ربنا بيحبه وخلفت منه وأنا احترمتها أكتر لما حافظت على الحمل 
قال في تعقل
وأخرة دا أيه هي عاوزة تطلق مش حابة ترجعله
لأول مرة تتشدد مريم في رغبة انتوتها حين قالت في ثقة
مش هيطلقها أنا مش عاوزة ابني يتعذب تاني لو هذل نفسي إنها ترجعله سعادة ابني عندي بالدنيا !! 
الاتفاق على شيء واحد يعد بالأمر شبه المستحيل لكن اتفاقهم الآن على
عودتهما قرار نابع من رغبتهما في لم الشمل من جديد والتدخل بشكل عقلاني منعا من تفكك الحياة بينهما 
وبدأت المهمة من قبل مريم التي حفزته على رفض الطلاق فهذا يعني قلة أيام رؤيته للولد لكن إذا توقف عن ذلك سيراه متى يشاء ويحق له ذلك فاقتنع زين بكلام مريم وتقاعص عن الطلاق حتى تأزقت لمى وباتت تشتكي ولرغبة الجميع في رجوعها لزوجها ادعوا فشلهم في السيطرة على زين وإجباره على تطليقها 
ثم شاركت زينة آيان في خديعة محنكة هي من وحي تفكيرها الماكر وهي أن تخبر لمى بأن زين يرفض إعطائها الولد وبالطبع ستغضب وتضطر للذهاب إليه وإحضار الولد وبالفعل وصلت لمى للفيلا مزعوجة ثائرة حين علمت خاصة وهي بمفردها ستواجهه فلم تجد أحد كأن الجميع قد اختفوا 
ثم جاءت لتدق الباب فوجدته مفتوحا ولجت في البداية ببطء ثم دق قلبها في توتر شديد فهذا المكان جمعهما للمرة الأولى وبداخله عانت من شكه استحقرت لمى المكان وبالأحرى أدعت ذلك ثم تعمقت للداخل بحثا عن
ابنها وقبل أن تنادي وتصيح انتبهت لأصوات منبعثة من المطبخ أجل فهي تعرفه جيدا ثم تحركت نحوه وجسدها ينتفض 
وعند وصولها للباب تفاجأت به يطهي الطعام بنفسه بمعاونة يده السليمة فقط ويتعثر
 

54  55  56 

انت في الصفحة 55 من 58 صفحات