قصه مشوقه
عشان أبرر موقفي بس ياريت محدش يعرف بالكلام ده
صمتت الأم ولم ترد بينما طبع زياد قبلة على جبينها ورحل
كانت زينة تجلس على سرير زياد بتوتر بالغ أخذت
تنظر الى الغرفة بملامح حزينة كانت الغرفة ذات أثاث أسود بالكامل كل شيء بها يتسم بالسواد أغمضت عينيها للحظات تحاول أن تبعد تلك الأفكار السوداء عن مخيلتها لطالما کرهت اللون الأسود كيف لا وهو لون الحزن !
انا همشي من هنا امتى !
أجابها بإقتضاب وهو يخلع سترته ويرميها أرضا
مش هتمشي من هنا
صاحت بلا قصد
يعني ايه !
رد عليها بحدة
متعليش صوتك يا زينة ده اولا
ثم أردف بنبرة حازمة
انت خلاص هتعيشي هنا
قالتها زينة بعدم تصديق ليومأ برأسه دون رد
ابتلعت ريقها وقالت بلهجة مترددة
بس الكلام اللي قلته مستحيل يحصل انا صعب اعيش هنا
مش بمزاجك
نظرت إليه وقالت پألم مرير
معاك حق هو فعلا مش بمزاجي
تعالي معايا
سارت خلفه بإذعان لتجده يتجه نحو غرفة علي ارتفعت حرارة جسدها وهي تراه يفتح بابها ويدلف الى داخلها لم تستطع الدخول شيء ما منعها من هذا رغم أنها لم تدخلها سوى مرات قليلة من قبل
مش هتدخلي
انت جايبني هنا ليه !
سألته بصوت متلكأ ليرد بفتور
ادخلي الاول
دلفت الى الداخل بخطوات مترددة لتدمع عيناها ما إن رأت صورته المعلقة على حائط الغرفة أمامها
انت هتنامي هنا فإوضة علي الله يرحمه عشان تفتكري ذنبك فحقه كل لحظة
التفتت نحوه بعينين حمراوين متسعتين لينظر لها بتحدي
انا مش هقعد فالإوضة دي وهخرج من هنا
اندفعت بعدها نحو الباب لكنه جذبها من ذراعها وألقاها على السرير قبل أن يقول بحزم
قلتلك مش بمزاجك
نهضت من فوق السرير وقالت بعدم تصديق
افهم من كدة انك حابسني هنا
قالها بحسم وأكمل
انت مش هتخرجي من البيت ده بعد كده إلا معايا
خرج بعدها من الغرفة تاركا إياها ټنهار باكية على السرير
اتجه زياد نحو الحديقة وبدأ يأخذ نفسا عميقا عدة مرات محاولا أن يصفي ذهنه من كل ما يمر به في الأونة الأخيرة
أيقظه من شروده رنين هاتفه ليخرج الهاتف من جيبه ويضغط على زر الإجابة ويقول رادا على المتصل
جاءه صوتها الرقيق
انا بخير الحمد لله واحشني اوي يا زياد
تنهد تنهيدة طويلة وقال بشوق
وانت اكتر اخبار
الشغل ايه !
أجابته بجدية
كله تمام انت هترجع امتى !
مش عارف لسه قدامي وقت طويل لحد مارجع
يعني هتغيب عني كتير
للاسف ايوه
حل الصمت بينهما للحظات لحظات قطعتها وهي تقول بحزن
انا عارفة إنك تعبان وبتعاني نفسي أوي أكون جمبك نفسي أخدك فحضني وأطبطب عليك
ابتسم بمرارة وقال بصدق
وانا نفسي فده اوي يا دينا
حاساك متغير فيه حاجة عايز تقولها !
صمت قليلا قبل أن يقول
بصراحة عندي كلام كتير نفسي أقوله مۏتة علي دمرتني يا دينا بقيت حاسس نفسي واحد تاني نفسي أشوفك واحكيلك عن اللي بمر فيه
مش عارفة أقولك ايه انا كمان نفسي أبقى جمبك وأكون معاك فأزمتك دي هحاول اخد إجازة وانزل مصر
ياريت ياريت بجد يا دينا
خلي بالك من نفسك يا زياد
وانت كمان خلي بالك من نفسك
باي
أغلق زياد الهاتف وعاد ينظر ببصره نحو السماء يفكر في أخيه الذي يشتاقه كثير
فجأة سمع صوت صړاخ يأتي من غرفة علي فركض مسرعا عائدا الى الفيلا
ارتقى درجات السلم بسرعة قياسية ووصل الى الغرفة ليجد رنا أمامه تهتف پبكاء
الحقنا يا زياد ماما ھتقتلها
اقترب زياد منهما ليجد والدته تقف أمام زينة المنزوية في ركن الغرفة تحمل مسډسا موجهة فوهته نحوها
ماما هاتي المسډس
قالها زياد بنبرة مرتجفة وهو ينظر الى والدته التي تنظر إلى زينة بعينين زائغتين
هزت الأم رأسها نفيا وقالت
لازم أقتلها وأخلص من شرها
ماما أرجوك
قالها زياد بتوسل لتصيح رنا به
خده منها يا زياد بدل متقتلها
هاتيه يا ماما
قالها زياد وهو يرجوها بعينيه لتهز الأم رأسها نفيا وقد قررت أن تضغط على زر المسډس ركض زياد نحوها وحاول أن يسحب المسډس منها قبل أن تضغط على الزناد بينما زينة ترتجف بالكامل وهي تستند بجسدها على الحائط ليصدح صوت رصاصة عالية في ارجاء المكان
يالفصل الخامس
في احدى المستشفيات الخاصة
وقف زياد أمام غرفة العمليات ينتظر خروج الطبيب بلهفة كي يطمئن على زينه التي أصيبت برصاصة في كتفها
خرج الطبيب بعد حوالي ربع ساعة ليجري زياد نحوه متسائلا بتوتر
ها يا دكتور طمني
ابتسم الطبيب له مطمئنا إياه
الحمد لله مكان الإصابة مكانش خطېر الړصاصة خرجت بسهولة من مكانها حاليا هننقل المړيضة لإوضة عادية وهتفضل تحت المراقبة لحد بكره
شكرا اوي
قالها زياد بإمتنان للطبيب الذي ربت على كتفه قبل أن يرحل تاركا زياد لوحده
بعد لحظات تقدم كلا من منتصر ورنا نحو زياد سألته رنا بنبرة قلقة
اخبارها ايه يا
زياد !
أجابها زياد مطمئنا إياها
متقلقيش يا رنا هي كويسة الدكتور طمني عليها
تنهدت رنا بإرتياح بينما أخرجن الممرضات زينه من غرفة العمليات متجهين بها الى احدى الغرف العادية
تأملتها رنا بملامح جامدة قبل أن تقول
كويس انها مماتتش وإلا كنت هخسر أمي بسببها
لم يعلق زياد على كلامها بل قال مغيرا الموضوع
ماما عاملة ايه !
أجابته رنا بهدوء
نامت بعد ما خدت المهدئ بتاعها
أومأ زياد برأسه متفهما ثم قال بلهجة عادية
انا هفضل مع زينه لحد متفوق ممكن البنج
كويس
قالتها منتصر بجدية بينما اعترضت رنا
ممكن أفضل انا معاها لو عايز بس بلاش انت
أنا اللي هفضل معاها يا رنا انتي روحي واقعدي جمب ماما
قالها زياد بصرامة سأله منتصر
هتعمل ايه مع البوليس !
أجابه زياد ببساطة
هقولهم الړصاصة خرجت بالغلط وانا بنظف المسډس
انا خاېفة عليك يا زياد
قالتها رنا بقلق ليحتضنها زياد ويهدئها
متقلقيش يا حبيبتي كل حاجة هتبقى كويسه
ثم أشار لمنتصر قائلا
روحوا انتوا البيت دلوقتي وانا هاجي بالليل اطمن على ماما
أومأ منتصر برأسه متفهما ثم أخذ رنا وخرجا من المشفى عائدين الى المنزل بينما ذهب زياد الى الغرفة التي نقلت زينه إليها
كان زياد جالسا أمام السرير الذي ترقد زينه عليه يطالعها بملامح صامتة لا توحي بشيء
كان زياد يتأمل ملامح وجهها الناعمة الرقيقة بحيرة لا يعرف لماذا هناك شيء في داخله يشده نحوها منذ أول مرة رأها فيها
عاد بذاكرته الى الخلف الى اليوم الاول الذي دلفت به الى شركتهم كموظفة جديدة جذبت أنظاره منذ النظرة الأولى بضحكتها الشقية وملامحها البريئة هو زياد الشريف الذي لم يتأثر يوما بإمرأة ولم ينظر يوما الى واحدة وجد نفسه يراقبها ويتبعها كالمراهقين وهي غير واعية او منتبهة له
ظل