أم البنات بقلم فاطمة الألفي
انت في الصفحة 1 من 6 صفحات
أم البنات
الأم المناضلة في تلك الحياة بعد ۏفاة زوجها وترك لها أربعة من البنات جميهن بمقتبل العمر كالورود المغمضة التي عصفت بهن الحياة بمهب الريح تلك الام الصبورة التي تحملت نظرات المجتمع الساخطة عليها والقانطة بما تفعله تلك السيدة الثلاثينية من العمر فمازالت في ريعان الشباب وفقدت زوجها المغترب أثر حاډث سير مروع فكان متغربا من أجل لقمة العيش من أجل حياة كريمة لبناته الأربعة تغرب من أجلهن لكي يأسس لهما مستقبلا افضل ولكن أتت الرياح بما لا تشتهي السفن وعاد من غربته بصندوق خشبي مكفن عاد ليدفن في بلدته التي تغرب عنها لاعوام دفع ضريبة سفرة وابعاده عن عائلته من أجل المال وتوفير لهم المعيشة الكريمة ولكن أشاءت الاقدار بأن يفرقهم القدر ويتوارى جسده التراب..
كانت الزوجة عهد تصطحب أطفالها يوم الجمعة من كل أسبوع لتذهب لزيارة قبر زوجها الراحل ويجلسون أمام قبرة تحكي له ما جرا بذلك الاسبوع كانت تدوام على تلك الزيارة الاسبوعية تجلس أمامه تحاكيه وتقص عليه ما يفعلون صغاره وكما أن الحمل أصبح ثقيلا عليها واربعتهم في مراحل عمرية متقاربة وأت إليها الكثير لطلب الزواج منها ولكن هي عزفت عن الزواج وفضلت أن تعيش من أجل أطفالها فقط فبعضهم طلبوا منها ترك صغارها وهي لن تتحمل البعد عنهما يوما ولن تفعل مثل السيدات الأرامل او المطلقات اللذين يتزوجن ويتركن خلفهن صغارهن يعانين من أجلهن وتضيع الأطفال وتتشرد هي لم تقبل بذلك.
ظلت تبحث عن عمل في فترة النهار عندما تكون صغارها في المدرسة ولكن لم تجد ومعاش زوجها لم يكفي متطلبات الصغار حاولت جاهدة بأن تبحث عن فرصة عمل تجعلها قريبة من أطفالها ولن تتركهن فترة طويلة بالنهاية وجدت عاملة نظافة في روضة قريبة من منزلها رغم راتبها الضئيل إلا أنها قبلت بذلك العمل الذي استمرت له لعدة سنوات ولكن متطلبات البنات في تزايد يوما بعد يوم.
واصبحت عهد تبلغ من العمر الخامسة وأربعون ومازالت تعمل من أجل تزويج بناتها وفي يوم دعتها إحدى سيدات المجتمع الراقي لمنزلها لكي تتولى الإشراف على الطعام بنفسها فقد كانت خطبة ابنتها وتواصلت معها وذهبت عهد
بينما في ذلك الوقت كانت ملك تتزين لتذهب لخطبة صديقتها وارتدت ثوبها الموف الذي انتقته والدتها على لذوقها ووضعت حجابها من نفس لون الثوب ووضعت القليل من مساحيق التجميل والقت نظرة أخيرة