الإثنين 25 نوفمبر 2024

حكاية مزرعة الدموع بقلم منى سلامة

انت في الصفحة 20 من 79 صفحات

موقع أيام نيوز

الراس
حتى لو كنت اتجوزتها واكتشفت حقيقتها كنت هطلقها فورا أنا مستحيل أعيش مع واحدة زى دى
خلاص انسى ومش عايزين نتكلم عنها تانى متستهلش أصلا اننا نجيب فى سيرتها ويلا عشان عازمك على أحلى أكلة سمك وجمبرى ولو قولتلى ملكش نفس هاخدك معايا ڠصب عنك
ابتسم له عمر قائلا 
بتهرج سمك وجمبرى وأقولك مليش نفس ليه هوأنا عبيط
ابتسم كرم وجذب صديقه من ذراعه وتوجه الى
الباب قائلا 
قولتلك من الأول بلا جواز بلا قرف مصدقتنيش أهو هما الستات كدة مبيجيش من وراهم غير ۏجع الدماغ
فتحت ياسمين باب بيت والدها بمفتاحها ودلفت الى الداخل هب والدها وريهام واقفان وينظران اليها فى لوعه قال والدها 
خير يا بنتى مالك فى ايه 
جلست ياسمين على أول مقعد وجدته وانخرطت فى بكاء هستيري أسرعت ريهام بإحضار كوب من الماء لها وقالت لها 
حبيبتى اهدى اشربي ده واهدى 
أمسكت ياسمين الكوب بأصابع مرتجفة ورشفت منه رشفه واحدة وأبعدته عنها وقف والدها أمامها ووضع يده على رأسها يقرأ آيات من كتاب الله بعدما هدأت حدة بكائها قال بقلق 
خير يا بنتى ايه اللى حصل احكيلي
قصت عليه ياسمين كل ما حدث ران صمت طويل ثم قال 
لا حول ولا قوة الا بالله
رفعت ياسمين نظرها الى والدها وقالت بصوت مرتجف 
بابا أنا عايزة أطلق
نظر اليها عبد الحميد ثم هتف قائلا 
معندناش حاجة اسمها طلاق انتى عايزه تفضحينا
وقفت ياسمين فى مواجهته وهتفت باكية 
أنا مستحيل أقدر أعيش مع واحد زانى زى ده دى مش بس علاقة قديمة لأ ده خنى يا بابا وأنا لسه عروسة
مينفعش اللي بتقوليه ده الناس تقول ايه لما يلاقوكى اطلقتى وانتى مكملتيش شهر جواز
هتفت فى ڠضب 
يقولوا اللى يقولوه أنا مش هسامح حد يتكلم عنى ربع كلمة وهقتص منهم يوم القيامة لكن أنا مستحيل أعيش مع راجل حقېر زى ده بس عشان خاېفة من الناس
هتف عبد الحميد فى ڠضب 
قولتلك مفيش حاجة اسمها طلاق الموضوع هيتحل ان شاء الله
هيتحل ازاى يا بابا بقولك جوز بنتك زانى وخاېن ومبيراعيش حرمات ربنا ازاى أأمن على نفسي معاه
هتصل بيه واجيبه هنا وأخليه يوعدنى ان اللى حصل ميتكررش تانى
استجدته قائله وهى تبكى 
بابا ارجوك أنا مش عايزة أرجعله تانى أرجوك يا بابا متعملش فيا كدة مش هقدر أعيش معاه أبدا
صاح فى ڠضب 
قولتلك انسى موضوع الطلاق 
ذهب الى غرفته وأحضر هاتفه واتصل على مصطفى 
ألو ازيك يا عمى
أيوة يا مصطفى منتظرك فى البيت تعالالى
خير يا عمى فى حاجه ياسمين كويسة
أما تيجي هتعرف أدامك أد ايه
نص ساعة وأوصل القاهرة
خلاص مستنيك 
سلام
هتكلمى مين مصطفى 
دخلت ياسمين الى حجرتها القديمة وأغلقت الباب رد الطرف الآخر 
ألو
السلام عليكم ازيك يا ماما
وعليكم السلام 
قصت ياسمين على والدة مصطفى ما حدث بالتفصيل ثم قالت 
يرضيكي يا ماما اللي حصل من مصطفى ده
قالت أمه فى ڠضب 
ايه اللي انتى بتقوليه ده أنا ابنى مصطفى متربى أحسن تربيه
بقول لحضرتك شوفت كلامهم مع بعض بعيني كل حاجة كانت واضحة انهم اتقابلوا من يومين وكلامهم مع بعض كان بطريقة بشعه جدا مش طريقة واحد محترم أبدا
صاحت أمه قائله 
لا بقولك ايه احترمى نفسك والزمى حدودك ابنى متربي ومحترم ڠصب عنك وعن أهلك وحتى لو كان عمل كدة فيها ايه راجل وغلط ومحدش معصوم من الغلط وبعدين ما انتى السبب لو كنتى بنت عدله زى بقيت البنات مكنتيش خليتى جوزك يبص لبره انتى اللى معرفتيش تملى عين ابنى امشي ارجعى بيتك قبل ما جوزك يوصل وحسك عينك تخرجى من البيت بعد كدة الا بإذنه انتى فاهمة ولا لأ
كظمت ياسمين غيظها لأنها مهما كانت فهى سيدة كبيرة فى السن وقالت 
مع السلامة يا ماما مضطرة أقفل دلوقتى
أنهت المكالمة وبكت فى أسى
جلس الصديقان فى انتظار احضار الطعام عندما رن هاتف عمر فرد قائلا 
ألو حماتك بتحبك
ضحك أيمن قائلا 
عارف بس ليه
عشان احنا دلوقتى أعدين منتظرين أكلة سمك وجمبرى انما ايه فى الجووون
من غيري يا أندال
أما تيجي القاهرة نبقى نطلع تانى سوا
أنا فى القاهرة قولى انتوا فين ولو حد مد ايده على الأكل قبل ما أجى هحط السيخ المحمى فى صرصور ودنه
ضحكعمر قائلا 
طيب هنستناك
بعد ساعة ونصف حضر مصطفى الى بيت والدها تركتهم ياسمين يتحدثون معا ودخلت هى و ريهام غرفتهما وقفت ياسمين خلف الباب تستمع
الى الحوار دار الحوار فى اتجاه لم ترضاه أبدا عاهد مصطفى والدها بأنها غلطة ولن تتكرر أبدا وطلب منه أن يسامحه على ما بدر من فى حق ابنته أغلظ عليه والدها فى القول ثم لان بعد ذلك لكى يتم حل الموضوع واحتواء

المشكلة قام عبد الحميد ودخل الحجرة وطلب من ياسمين أن تعود مع زوجها الى بيته قبلت ياسمين يده وقالت له باكيه 
أرجوك يا بابا مش عايزاه مش عايزه أرجع معاه البيت
انتى تسمعى اللى أقولك عليه خلاص هو اعتذر ومش هيحصل منه حاجة تضايقك تانى هو وعدنى
بس أنا مش ممكن أسامحه أنا بحتقره أوى أوى
هى كلمة واحدة اخرجى يلا عشان تروحى مع جوزك
امتثلت ياسمين مرغمة لكلام والدها وقال لها أمام مصطفى 
بعد كدة أى مشكلة تتحل بهدوء بينك وبين جوزك ومينفعش تخرجى من بيته من غير اذنه سمعانى يا ياسمين
أطرقت ياسمين برأسها وقالت بصوت خاڤت 
حاضر
ثم الټفت الى مصطفى قائلا
وانت يا مصطفى انت وعدتنى انها غلطة ومش هتتكرر تانى متخربش على نفسك وعلى بيتك
ان شاء الله يا عمى
سمعت جرس تليفون مصطفى دخل مصطفى الى غرفة النوم وأغلق الباب ورد قائلا 
أيوة يا ماما
أيوة يا مصطفى طمنى عملت ايه
خلاص لمېت الموضوع وجبتها وجيت البيت
دى عايزة كسر رقابتها على صدرها بص يا مصطفى اوعى تسكتلها لو سكلها هتركبك بعد كده هو فى بنت متربية تعمل اللى هى عملته ده وتفضح جوزها كده لو خليت الموضوع يعدى بالساهل كده لا انت ابنى ولا أعرفك الراجل اللى ميعرفش يسيطر على مراته يبقى تييييييييييييييت
قال مصطفى بانفعال 
ايه لازمة أم الكلام ده دلوقتى
ضفر عريس
طيب اقفلى دلوقتى
أنهى مصطفى محادثته مع أمه وعندها خرجت باسمين وتوجهت الى غرفة النوم لتجد مصطفى أمامها أخجرت عباءة للبيت و همت بالخروج مرة أخرج لتغير ملابسها فى الحمام مرت بجواره فأمسك ذراعها قائلا 
استنى هنا
حاولت أن تفلت ذراعها قائله 
لو سمحت أنا مش عايزة أتكلم دلوقتى
اشتدت قبضته على ذراعها ولطمھا على وجهها بقوة وصړخ فيها قائلا 
ما هو مش بمزاج أهلك أما أقولك استنى تستنى
شهقت ياسمين من هول الصدمة وبكت بشده فأكمل قائلا 
أنا مش نبهت عليكي متخرجيش من البيت وتروحى لأهلك حصل ولا محصلش
كانت ياسمين ترتجف من شدة البكاء ومن شدة الخۏف فلم تنطق بكلمة
وعندها خلع كصطفى حزامه ولف طرفه على يده وأخذ يضربها وپصرخ فيها قائلا 
راحة تفضحيني عند أهلك فاكرانى هسكلتك أهم رجعوكى ليا تانى زى الكلبة
ارتمت ياسمين على السرير تصرخ وتبكى من شدة الألم زاد من قوة ضرباته ولكماته قائلا 
اخرسى خالص مش عايز أسمع صريخك يا اما هموتك فى ايدى النهاردة أنا هربيكي وأعلمك يعني ايه تكسري كلمتى
قالت ياسمين وسط بكائها 
حسبي الله ونعم الوكيل فيك ربنا ينتقم منك انت فاهم الرجولة غلط ربنا ينتقم منك
توقف عن ضربها وجذبها اليه قائلا 
طيب تعالى بأه أفهمك الرجولة صح
نظرت اليه ياسمين بړعب وكادت أن تسقط مغشيا عليها اغمضت عينيها بشدة وناجت ربها بدعاء سيدنا يونس عليه السلام وهو فى بطن الحوت والذى ما دعا به مكروب قط إلا فرج الله كربته لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين 
أخذت ترددها بلسانها وقلبها وعقلها وبكل جوارها وفجأة رن جرس الباب وسمعا طرقات عالية علي الباب حتى كاد أن يتهشم سب مصطفى ثم توجه الى الباب ففتحه ليجد رجل فى وجهه فقال ليه پحده 
ايوة أفندم
أنا جارك اللى ساكن أدامك سمعنا صوت صړيخ جاى من عندكوا
انفعل مصطفى قائلا 
وانت مالك انت مفيش حاجه اتفضل
عندها هبت ياسمين واقفة متحملة الألم الذى ينغز فى كل أنحاء جسدها الرقيق ارتدت عباءه تستر بها نفسها وارتدت حجابها بسرعة وخرجت الى الصالة وبمجرد أن وقعت عينا الرجل على وجهها الدامى وعيونها الباكية حتى هتف قائلا 
لا حول ولا قوة الا بالله انت عملت فيها ايه
هتف مصطفى فى ڠضب 
وانت مال أهلك انت مراتى وأنا حر فيها يلا امشي من هنا
قالت ياسمين للرجل باكيه 
أرجوك مشيني من هنا أنا عايزة أورح لأهلى لو فضلت هنا ھيموتنى
صړخ مصطفى
فيها قائلا 
امشي ادخلى جوه 
نظرت الى الرجل مستجديه اياه ودموعها تختلط بالډماء على وجهها 
أرجوك امسكه لحد ما أمشي أنا عايزه أروح لأهلى
اشټعل ڠضب الرجل وأمسك مصطفى وطوقه بذراعيه قائلا ل ياسمين 
امشي بسرعة وروحى على أى مستشفى اعملي تقرير طبي باللى حصلك
الټفت اليه مصطفى ليتعارك معه لكن الرجل كان قوى البنية فلم يستطع تخليص نفسه من قبضة ذراعيه أسرعت ياسمين بهبوط الدرج متحملة ما بها من آلام سمعت الرجلين يتعاركان معا فأسرعت الخطى ووجدت سيارة أجرة أمام البيت يهم بالانصراف فنادته وركبت بسرعة وهى ترتجف نظر الرجل اليها فى لوعه قائلا 
لا حول ولا قوة الا بالله ايه اللى عمل فيكي كدة يا بنتى
قالت بصوت مبحوح من شدة الصړاخ و البكاء 
لو سمحت وديني علي أى مستشفى
انطلق الرجل فى طريقه وهو يرمقها فى المرأة بنظرات التعاطف والأسى وصلت ياسمين الى المستشفى ونزلت من السيارة بصعوبة شديدة بعد الفحص أخذت تقريرا مفصلا بالإصابات التى لحقت بها وأسرعت بإيقاف سيارة أجرة وتوجهت من فورها الى قسم الشرطة لكى تثبت واقعة بالضړب نظر الضابط الى وجهها والإصابات التى لحقت به وطلب منها الجلوس جلست وعلامات الالم مرسومة على وجهها وقالت بصوت مبحوح 
لو سمحت عايزة أقدم شكوى 
فى مين 
زوجى
هو اللى ضړبك كده
بكت فى صمت وأطرقت برأسها قائله 
أيوة 
وأخرجت التقرير الطبي وأعطته له استمع الضابط لشكواها وكتب محضرا بالواقعة وأعطاها رقم المحضر ونصحها بالبحث عن محامى جيد فى حال ما اذا أرادت رفع قضية بالخلع وكان هذا هو ما تنويه ياسمين بالفعل لن تعود الى هذا الكائن المنعدم الرجوله مرة أخرى خرجت من قسم الشرطة لا تدرى أين تذهب أتذهب الى والدها فكرت كثيرا وخاڤت أن يجبرها والدها على العودة الى زوجها مرة أخرى فتجهت الى أقرب صديقه اليها سماح
شعرت سماح بالصدمة عندما فتحت الباب ورأت صديقتها بهذا الشكل وهتفت قائله 
ياسمين مالك فى ايه مين عمل فيكي كده 
كانت ياسمين لا تجد فى نفسها القدرة على الحديث ولا على الوقوف ساعدتها سماح وأخذتها الى غرفتها أقبلت والدة سماح وتفحصت چروحها وندوبها وكدماتها وجلستا تستمعان لما ترويه عليهما وملامح الأسى والألم تعلو وجهيهما ذهت والدة سماح لتعد شئ ساخن ليهدئ أعصابها وأعطته لها بعدما دخلت فى الفراش ودثرتها سماح
19  20  21 

انت في الصفحة 20 من 79 صفحات