حكاية مزرعة الدموع بقلم منى سلامة
الله
قالت ريهام بتأفف
أوووف يا ستى سيبك منى أنا دلوقتى خلينا فيكي عارفه سألنى قالى ايه سألنى رأيك ايه فى البشمهندس عمر وبتقولى عنه ايه
قالت ياسمين بدهشة
سألك كده وش
صحكت ريهام قائله
آه والله وأنا اللي كنت فاكراه خبيث وحويط طلع على نياته آل فاكرنى هفتن عليكي
قالت ياسمين پحده
أنا أصلا مبجبش سيرته
شردت ياسمين قليلا ثن قالت
كلامه غريب أوى
أنا كمان استغربت كلامه بس قلبي حاسس كده ان
قاطع ريهام صوت طرقات على الباب فتحت لوالدها قامت ياسمين واستقبلته مبتسمه بادلها والدها الابتسام قائلا
ياسمين يا بنتى فى حاجه عايز أقولهالك
اتفضل يا بابا
كانت ريهام تنقل نظرها بينهما هما الاثنان قال عبد الحميد وابتسامته تتسع على شفتيه
نظرت اليه ياسمين و ريهام فى دهشة وهتفت ريهام قائله
عريس مين هو
نظر عبد الحميد الى ياسمين قائلا
البشمهندس عمر
شهقت ريهام من الفرحه أما ياسمين شعرت بأن قلبها قفز من صدرها من قوة دقاته تصاعدت حمرة الخجل الى وجنتيها والابتسامه تعلو شفتيها حاولت مداراتها لكنها أبت الا وأن تظهر واضحة للعيان أكمل الأب قائلا
كانت تشعر بأنها داخل حلم لذيذ ودت ألا تستيقظ منه أبدا عمر طلبها هى للزواج عمر يرغب فى الزواج منها عمر يريدها هى أخذت تردد تلك الكلمات فى عقلها وتحاول استيعابها نظر عبد الحميد اليها فى حنان وقد شعر بموافقتها على الفور قال لها فى حنو
أسكتها الخجل فلم تجب قالت ريهام بسرعة
قوله هتفكر يا بابا هى أكيد محتاجه وقت تفكر فيه ما هو مش سلق بيض يعني ده جواز
قال عبد الحميد
خلاص هبلغه الكلام ده
ثم الټفت الى ياسمين قائلا
وانتى يا بنتى استخيري ربنا ولما توصلى لقرار عرفيني
أومأت ياسمين برأسها فى خجل خرجه والدها أغلقت ريهام الباب وقفزت لتعانق أختها قائله فى فرح
تركتها ياسمين وجلست على السرير فلم تعد قدماها تحملانها جلست ريهام بجوارها قائله بمرح
انطقى يا بنتى قولى حاجه
نظرت اليها ياسمين
قائله
مصډومة يا ريهام متوقعتش أبدا انه يعني أنا فين وهو فين متخيلتش أبدا ان ده ممكن يحصل
ثم نظرت الى ريهام قائله بلهفه
انتى سمعتى اللى أنا سمعته صح يعني بابا قال ان البشمهندس عمر طلب ايدي
الله يسامحك يا عمر هبلت البت دى كانت زى الفل ياعيني عليكي ياختى
قالت ياسمين بعدم تصديق
أنا حسه انى بحلم يا ريهام حسه قلبي هيقف مش قادرة أصدق طيب اشمعنى أنا يعني أدامه بنات كتير و أنا
قطعت كلامها نظرت ريهام اليها قائله
ايه فى ايه
قالت لها ياسمين بإستغراب
ريهام هو عمر يعرف انى فى حكم اللى مكتوب كتابها
معرفش ايه ده بس هيعرف منين
قالت ياسمين وهى تفكر بعمق
أكيد سماح قالت ل أيمن وأيمن قاله
صمتت قليلا ثم قالت
ماهو مش معقول يكون اتقدملى وهو فاكر انى اتجوزت بجد
أخرجت هاتفها فى حقيبتها الموضوعه على مقبض السرير خلفها ثم اتصلت ب سماح قائله
السلام عليكم
ازيك يا سماح
وعليكم السلام تمام الحمدلله ازيك انتى يا سمسم
قالت ياسمين بلهفه
سماح انتى قولتى ل أيمن حاجه عن علاقتى ب مصطفى
مش فاهمة ازاى يعني
يعني قولتيله ان محصلش حاجه بينا
ممممم لأ ما قولتلوش حاجه زى كده اشمعنى
قالت ياسمين بخفوت
هبقى أحكيلك بس ما تجبيش سيرة الموضوع ده خالص اتفقنا
ماشى اتفقنا بس لازم أفهم هو نازل كمان شوية يخرج وأكلمك
ماشي مع السلامة
مع السلامة
نظرت الى أختها بدهشة قائله
بتقول ما قالتلوش أمال هو عرف منين
قالت ريهام
أكيد معرفش
قالت ياسمين بإستغراب
ازاى يعنى استنى أكيد عرف من المحامى
هتفت ريهام قائله
مستحيل طبعا دى أسرار يا بنتى مستحيل محامى يخاطر بسمعته ويتكلم فى حاجه شخصيه تخص القضية مع موكل عنده
بس ده مش أى موكل ده صاحب الشركة اللى بيشتغل فيها
برده مستحيل
اتصلت ياسمين بالمحامى رأت ريهام الإسم فهتفت قائله
انتى مجنونه هتقولى للراجل ايه
قالت ياسمين بإصرار
لازم أتأكد
أتاها صوت أستاذ شوقى عبر الهاتف
ألو
السلام عليكم يا أستاذ شوقى
وعليكم السلام أهلا يا دكتورة ياسمين
أهلا بحضرتك
قالت ياسمين بحرج
كنت عايزة أسأل حضرتك سؤال
اتفضلى
فى حد كلمك سألك عن تفاصيل القضية أو حضرتك شرحت التفاصيل لحد
حد زى مين
البشمهندس عمر
قال الرجل بدهشة
لأ طبعا ومال عمر ومال قضيتك
سألته بإصرار
يعني حضرتك متكلمتش معاه فى أى تفاصيل
اطلاقا أنا مبتكلمش فى تفاصيل أى قضية الا مع صاحبها وكمان عمر عارف عنى كده كويس فمستحيل يوجهلى سؤال زى ده
شكرته ياسمين بحرج قائله
متشكره أوى ومعلش أسفه ازعجتك
لا ابدا مفيش حاجه يا دكتورة مع السلامه
مع السلامه
نظرت الى أختها بدهشة قائله
المحامى ماقالوش
ابتسمت ريهام قائله
ياااه ده شكله بيحبك أوى يا ياسمين كل ده وفاكرك كنتى متجوزه بجد
ابتسمت ياسمين ورقص قلبها داخل صدرها على أنغام تنفسها وقضت ليلتها لا يوجد فى عقلها إلا صورة واحده عمر أغمضت عينيها وعانقت وسادتها والابتسامه على شفتيها وتمنت أن تراه فى أحلامها تلك الليلة
استقبل عمر أسرته التى وصلت الى المزرعة فى صباح اليوم التالى كان لقاءا مؤثرا بعد طول غياب قالت كريمه والدته وهى تجلس بجواره على الأريكة
اخص عليك يا عمر كل دى غيبه مفكرتش تنزل القاهرة طول الفترة دى ايه موحشتكش
ابتسم عمر وقبل رأسها ويدها قائلا
لأ طبعا وحشتيني يا ست الكل وعارف انى قصرت فى حقك أوى الفترة اللى فاتت ومش هقول أى اعذار وراضى بأى عقاپ
ابتسمت وعانقته قائله
أيوه ما انت عارف انى قلبي حنين وبتعرف تضحك عليا بكلمتين
الټفت اليه والده قائلا
قولى
يا حبيبى أخبارك ايه وأخبار المزرعة ايه
ابتسم له عمر قائلا
كله تمام يا بابا متقلقش
مش قلقان يا ابنى أنا عارف انى مخلف راجل
ازيك يا عمتو حمدالله على السلامة
قالت بعتاب
أخيرا افتكرت ان ليك عمه وليك أهل تسأل عنهم
يا عمتو دى لسه ماما مديانى دش من شويه
تستاهل كده منشفكش طول الفترة دى
ما أنا كنت بطمن عليكوا بالتليفون
تليفون ايه وانت فين ما تشغل ناس عندك يمشولك المزرعة وانت اعد معزز مكرم فى القاهرة
غير عمر مجرى الحديث الذى ضايقه قائلا
اتفضلى يا عمتو ماما وبابا وصلوا ومنتظرين حضرتك جوه
دخلت مدام ثريا صعد الجميع الى غرفهم ليرتاحوا قليلا من عناء السفر فى موعد الغداء التف الجميع على طاولة الطعام وحضر أيضا كرم الذى يعد فردا من العائلة استقبلهم بالرتحاب وشرع الجميع فى تناول الطعام
قالت مدام ثريا التى كانت فى مواجهه والد عمر على رأس الطاوله
قولى يا عمر مين البنت اللى عايز تخطبها
ابتسم عمر قائلا
طيب يا عمتو نخلص أكل وأكلمكوا عنها
قالت أمه التى كانت تجلس فى المقعد المواجه له
احنا بنعرف نسمع كويس
واحنا بنتكلم ها قولى ده أنا طايره من الفرح من ساعة ما قولتلى أخيرا قررت تتجوز وتريح قلبي
ابتسم عمر قائلا لأمه
مكنتش أعرف ان عدم جوازى تاعبك كده
قالت له أمه بعتاب
اديني أهو يا ست الكل هتجوز وقريب أوى هتشيلي أحفادك كمان ان شاء الله
سألته أمه مبتسمه
اسمها ايه
بادلها الابتسام قائلا
اسمها ياسمين
قالت أمه
الله اسمها حلو أوى
نظرت مدام ثريا الى عمر قائله
ها يا عمر ما قولتليش مين عيلتها حد نعرفه
تنحنح عمر ثم نظر اليها قائلا
لأ مش بنت حد نعرفه يا عمتو باباها راجل على المعاش كان بيشتغل فى وظيفه حكومية ووالدتها متوفيه وليها أخت واحده أصغر منها وهى ياسمين بتشتغل دكتورة
بيطرية هنا فى المزرعة وأختها كمان سكرتيرة كرم
وأشار فى آخر جملة برأسه الى كرم الجالس بجواره تبادل والده ووالدته النظرات ثم نظروا اليه فى صمت لكن وجه مدام ثريا ظهر عليه علامات الڠضب وهتفت قائله
يعني ايه بنت موظف فى الحكومة وهى واختها بيشتغلوا هنا فى المزرعة
قال عمر ببرود
ووالدها كمان بيشتغل هنا مسؤل عن مخزن العلف
قالت مدام ثريا بسخرية
ما شاء الله خلصت من نانسي وعيلتها ووقعت فى ياسمين وعيلتها
هتف عمر پحده
لو سمحتى يا عمتو أنا لا عايز أفتكر نانسي وعيلتها ولا عايز حد يتكلم بطريقة مش كويسة عن ياسمين وعيلتها
قالت پحده مماثله
لازم تفضل فاكر نانسي عشان تقدر تتعلم من أخطائك لأنك شكلك وقعت فى نفس الغلط مرة تانية
كان والداه يتابعان ما يحدث فى صمت حاول عمر تمالك أعصابه ونظر الى عمته قائلا
أنا مش طفل صغير أنا راجل وناضج وعندى 38 سنة يعني صعب أوى أقع فى نفس الغلط مرتين ده بالإضافه ان دى حياتى ومن حقى أختار الانسانه اللى هتشاركنى فيها وأنا ميهمنيش المستوى المادى ل ياسمين طالما احنا الاتنين متفاهمين وبعدين لو بنقيسها بالمسطرة يبقى أنا أقل منها فى المستوى الثقافى والعلمى لأنها دكتورة وأنا خريج زراعة
قالت مدام ثريا بحنق
ده اسمه تهريج انت راجل ناجح فى حياتك ورجل أعمال له اسمه وثقله فى مصر وانسان مثقف ومتحضر جدا وابن عيلة من أكبر
العائلات فى مصر ازاى تقارن نفسك لوحده بنت موظف وتقول انها اعلى منك
قال عمر بحزم
وعشان كل اللى حضرتك قولتيه ده أعتقد انى ناضج كفاية انى أختار الانسانه اللى أتجوزها
صمتت مدام ثريا ووجها محتقن من شدة الڠضب نظر عمر الى كرم ثم نظر اليهم جميعا وأخذ نفسا عميقا ثم قال
وأحب أقولكوا معلومة تانية عن ياسمين
نظر اليه الجميع وتعلقت عيونهم به صمت قليلا ثم قال بهدوء
ياسمين مطلقة
شهقت أمه ونظرت اليه بدهشة أما عمته فقد قامت من مكانها وقالت
دى مهزله أنا مش ممكن أبدا أوافق على المهزله دى
ثم غادر وصعدت الى غرفتها ساد الصمت لفترة استأذن كرم فى الانصراف وغادر فى صمت بعد برهه نظرت اليه أمه قائله
مطلقة يا عمر
ثم استطردت قائله
ليه انت نقصك ايه عشان تتجوز واحدة مطلقه
زفر عمر بضيق قائلا
ومالها المطلقه مادام اتظلمت فى جوازتها الأولى
تعالى صوتها قائله
وأنا مالى وملها ماتتجوز واحد مطلق واتظلم زيها لكن ابنى اللى متجوزش قبل كده يتجوزها ليه
قال عمر بصرامة
يتجوزها عشان بيحبها وعشان شاف ان هى دى الإنسانه اللى مناسبه ليه وبعدين هى اتجوزت شهر واحد بس يعنى ما أعدتش معاه كتير
قالت أمه پحده
وايه سبب طلاقها
قال عمر ببرود
خاڼها وضربها ورفعت عليه قضيه خلع وكسبتها من كام يوم
صاحت أمه فى ڠضب
والهانم مقدرتش تستنى حتى لحد ما عدتها تخلص قامت لفت على ابنى
قال عمر فى ڠضب
ماما لو سمحتى انتى بتتكلمى عن الانسانه اللى انا بحبها واللى هتجوزها
قامت أمه وقالت بصرامة
لو انت اتجوزت البنت دى اعرف انى مش راضيه عنك ولا عن جوازتك دى
غادرت وصعدت الى غرفتها هى الآخرى ساد الصمت لفتره ثم سأله أبوه قائلا
انت واثق فيها هى وأهلها يعنى أقصد سبب طلاقها
أومأ عمر برأسه قائلا
أيوة يا بابا أصلا أستاذ شوقى المحامى بتاعنا هو اللى كان متابعلها القضية بتاعتها
أطرق أبوه برأسه قليلا ثم نظر الى عمر قائلا
انت