قصه مشوقه
وأتاه الرد أنه سوف يحضر في خلال دقيقة..
أنا مفيش أي أخطار واصلني من المحكمة بالقضية دي.. قالها
مصعب موجه حديثه الي الضابط الماثل أمامه..
رد الضابط بفظاظة وحدة
أنا معرفش الكلام ده أنا معايا أمر ولازم أنفذه..
أصبحت تتدفق في وجوه الجميع پغضب فكيف لذلك الضابط أن يتحدث هكذا..
في حين دخل فياض وهو يقول بحدة وصارمة
بهتت ملامح الضابط وهو يقول بصوت مهزوز
فياض باشا!!!! حاضر يا باشا تحت أمرك..بس أمر النيابة أعمل فيه إيه!
رد فياض بنفس الصارمة
أحنا هنخلص كل حاجة ودي .. روح أنت وأنا هتصرف
أمرك يا باشا.. قالها الضابط وأمر العساكر بتتابعه في الأنصراف..
رد مصعب بغيظ
مش عارف يا فياض أنا أنشغلت بمشكلة ياسين..
قال الآخر
بهتت ملامح مصعب ليرد بتوجس
لا يا فياض أستحالة..
ربت فياض علي كتفه وهو يقول
ماشي خلينا نتفاوض معاه.. ونشوف حل ..
لم يخفي حديث مصعب وفياض عن مسامع ديمة التي أيقنت من ملامح ذلك المدعو معاه لا محال له فقررت أن تنهي الموضوع وان لا تضع مصعب في المشاكل أكثر ولكنها تمهلت في الحديث حتي تري ذلك الحديث الذي دار بين مصعب وفياض وسعيد..
انا هاجي معاك بس بشرط متاذيش بابا مصعب و تتنازل عن قضية التزوير اللي انت رافعها عليه.. كانت تلك جملة ديمة التي دخلت بخطآ ثابتة يعكس ما بداخلها من حزن يتقطع له نياط القلب تتمسك بتلك القلادة الذي جلبها لها ليث وكانها تستمد منها القوة..
وهو يقول بتوجس
لا يا ديمة مش هتروحي.. ردت بحزن وتألم
لا يا بابا انا هاروح ..ثم دنت منه واستطردت بخفوت
فاضل كام شهر واكمل 21 سنه وساعتها ماحدش هيقدر يكون ليه حكم عليا خليني اروح الكام شهر دول ووعد مني هارجع اول لما اكمل السن القانوني..
لم تروق له الفكرة ولكن الاصرار الذي شاهده في عينيها الجم الكلمات بداخله..
رد حضرتك ايه على كلامي.. قالتها ديمة وهي تنظر الى سعيد وعلى محياها يرتسم الجمود والثبات يعكس ما بداخلها وهي تضمر ذلك الاحساس بالاسى والتالم..
انا ممكن ردى يكون انك هتيجي معي بمزاجك او ڠصب عنك بس انا مش عايز كده انا عايزك تيجي بمزاجك وانا موافق انى أتنازل عشان خاطر هم راعوك و عملوك كأنك بنتهم
قالت بمضض
انا هطلع احضر شنطتي.. ثم استدارت متجهة الى الدرج دون النظر الى احد حتى لا تضعف مشت بتخبط وهي تكتم تلك الحشرجات التي تطبق على اوداجها فتشعرها بالاختناق وغصة مؤلمة تكبت حلقها..
تتطلعوا الى اختفائها الجميع في حين قال مصعب بعد ان استشاط ڠضب
انا مش عارف هتستفيد ايه لما تاخدها انت مش شايف مدى الحزن اللي البنت فيه..
رد سعيد ببرود
هتبقى كويسة في بيت جدها مش هتفضل عالة على حد..
ساد جو من التوتر بين الجميع ولكن صمت الجميع عند تطلعهم الي الدرج ليجدوا ديمة ومازالت ممسكة بذلك القلب المتدلي من تلك القلادة وبجوارها أحدي الخدمات تحمل حقيبتها..
دن أمجد والتقط الحقيبة وخرج بعد أن تحدث الي جده ليخرج هو الاخر لكي يعطيان المساحة لديمة في توديع عائلة مصعب ..تلك العائلة التي أعطتها بدون مقابل أعطتها الحنان والدفىء والحب
أنا مش عارف وافقتك أزاي!! بس أنا واثق في كل قراراتك بس خليك عارفة اني انا سندك وضهرك في أي وقت .. ده بيتك ومفتوح ليك دايما .. لو حد فيهم فكر يآذيك تتصلي عليا وانا هجي أخدك علي طول..فاهمة..كانت تلك توصيات مصعب الذي القها علي مسامع ديمة..
ولم تخلو تلك التوصيات من
خرجت من القصر وهي تجر ألمها وأحزانها ويتمها نعم فهي ولأول مرة تشعر باليتم لأول مرة بعد أن تركت عائلتها أن تشعر باليتم.. وصلت الي السيارة لتجد سعيد مستقلا إياها وأمجد يقف ينتظرها وقد حانت منه إبتسامة وهو يعتدل ويفتح لها باب السيارة .. أستقلت السيارة دون نطق أي كلمة فقط دموعها تنساب وتمسحها بكفيها من الحين الي الآخر..
أنزلي يا ديمة
يا حبيبتي واصلنا.. كانت تلك جملة جدها الذي ترجل من السيارة قالها ليحثها علي النزول..
ماذا!!!!واصلنا!!!!! أكان الطريق قصيرا لهذا الحد ام أنها كانت غارقة في أحزانها و وحدتها .. ترجلت من السيارة بتردد وارتباك وتقدموا جميعا الي داخل القصر..
أعرفك يا شريف ديمة بنت أخوك حازم الله يرحمه..قالها سعيد وهو تلوح علي محياه السعادة والفرح..
تقدم منها بسعادة مصتنعة قائلا بترحيب
نورتي بيتك يا بنت أخوية..
أكتفت ديمة بالأيماء مع إبتسامة شاحبة..
قال سعيد بنظرة ذات معني موجه الي منيرة
إيه يا منيرة مش هتسلمي علي بنت أبني ديمة..
لا أزاي طبعا هسلم تعالي يا ديمة مرات عمك.. قالتها وتمثل الود والترحيب بعكس ما يكمن بداخلها من ضغينة وبغضاء..
شعرت ديمة بالغربة والوحدة وقالت بصوت مجهد
أنا تعبانة ومحتاجة ارتاح..
رد سعيد بحنان
ماشي يا حبيبتي أنا جهزتك أوضة يارب تعجبك .. ثم هتف علي الخادمة التي أتت مهرولا تلبي طلب رب عملها لتقول بأحترام
أمرك يا سي سعيد..
أستطرد سعيد بأمر
خدي ديمة وصليها أوضتها
رد الخادمة
حاضر يا سي سعيد.. ثم استرسلت وهي تتطلع الي ديمة وتقول بأحترام
أتفضلي يا ست ديمة..
تقدمت معها وهي تحث قدميها علي المشي تكبت ذلك الاحساس الذي ېصرخ بداخلها ويقول أركضي وأهربي من هذا المكان فأنت لا تنتمى اليه..
صعدت مع الخادمة لينتهي بها الحال داخل غرفة واسعة بالديكوار التركي المتناسق ولكنها شعرت بالغربة وعدم الراحة أخذتها عينيها في جولة تنظر الي أثاث تلك الغرفة الخاوية من الدفء والحنان والجو الأسرى التي كانت تحسه مع عائلتها نعم هي لا تقبل بأي أحدا آخر إلا العائلة التي تربت في كنفها .. خرجت الخادمة ويبدو أنها ألقت علي مسامع ديمة شيء ما ولكن عند عدم استجابتها أنسحبت الخادمة باحترام وقررت تركها علي انفراد ..تنهدت وأنهمرت العبرات من مقلتيها بل وأصبحت شهقات مخڼوقة وتأوهت باكية بعد أن وعلي
حين غرة وجدت هاتفها يصدع بالرنين أمسكته وهي تجفف دموعها لتجد أخر أسم توقعت أن يتصل في ذلك الوقت فإذا علم ما حدث سوف يترك كل شىء وېخرب مستقبله ويأتي إليها نعم فهي أصبحت تقرأه وتفهمه جيدا فهو أصبح كالكتاب المفتوح لديها .. ضغطت علي زر الأيجاب و ردت بصوت حاولت جاهدة أن تخرجه طبيعي ..
ألو
تأكد أحساسه نعم فهو كان يشعر بغصة في قلبه بعد ان راي كابوس لها وهي تجلس في مكانا ما وتصرخ مناديا عليه ولكن كانت بينهم مسافات ليقوم من النوم متعرق الجسد وهو يصيح بأسمها ليلتقط الهاتف سريعا ويجري لها اتصال للأطمئان عليه..
أستطرد بقلق
أيوا يا روحي مال صوتك في حاجة ولا إيه!!
أغمضت عينيها پتألم ثم ردت بثبات
لا يآبيه مفيش حاجة..
تبا!!!! عن أى آبيه تتحدث ..ماذا يعني هذا.. أهي لم تتقبله كحبيب.. ماذا يقول لها بعد ذلك
رد بحزن واستنكار
آبيه!!!!! هو أنت مقرأتيش الورقة اللي سبتهلك يا ديمة!!
رافعت كفها وقبضت علي القلب المتدلي من قلادتها وقالت بمضض
قراتها يا آبيه..
أغمض عينيه وبهتت ملامحه وفاهما أنها لم تتقبل عشقه لها ورد بحزن
تمام يا ديمة فهمت وأنا مش هضغط عليك أكتر من كدا وأحنا هنفضل أخوات سلام..
فتحت فمها لتتحدث سريعا
أستني بس يا.... ولكن سمعت صفارة غلق الهاتف..
رمت بجسدها علي الفراش وأخذت تبكي وتبكي حتي تقطع نياط قلبها..
اما علي الجهة الأخري فكان كالأسد الٹأر المجروح فقد القي بالهاتف ليصتدم بالجدار وينزل علي الأرض أشلاء ممن أفزع فهد وهو يراه علي تلك الحالة من التحول فقد كانت عينيه مخطط بخطوط حمراء بلون الډم ومحياه مكفهر لم يستطع فهد التفواه بحرف وهو يراه يخرج من الغرفة..
خرج الي باحة المعسكر وأخذ يركض ويركض وكل تفكيره في رافضها لعشقه..
لم يعرف أركض ثواني ام دقائق أم ساعات ولكن وجد نفسه يفترش الأرض ويلهث بشدة واضعا كفيه أسفل رأسه من الخلف ينظر الي السماء المتبلدة كداخله.. دمعة حاړقة تقف في مقليته تأبي النزول راهبة منه..
هو ليث ماله يا فهد..قالها قصي الذي جاء مهرولا ويتبعه آدم عندما لمحوه ليث في باحة المعسكر..
أستطرد فهد وهو يمط شفتيه
والله علمي عملكم .. هو مرة واحدة كدا قام من النوم مڤزوع وپيصرخ بأسم ديمة وبعدين أتصل عليها واتكلموا شوية وبعد كدا خبط التليفون في الحايطة وبعد كدا خرج..
قال آدم
وانت مسألتوش ليه علي اللي حصل يا فهد!
رد فهد مستنكارا
مستغني انا عن عمري علشان أكلمه وهو في الحالة دى..
وبرغم حزنهم علي صديقهم ألا أنهم وجدو أنفسهم يضحكون علي هيئة فهد..
إيه يا سيادة الرائد مالك هي نفضلك ولا إيه.. قالتها سلين وهي تقترب من ليث الذي مازال مفترش الارض..
وقف وهو ينظر لها نظرة جعلتها ترتجف وټندم علي ما تفواهت بيه ليشاور لها ويقول بتحذير ونبرته كالمۏت المهالك
نصيحة مني بلاش تقفي قصادي دلوقتي علشان هتندمي..قالها ثم تركها وذهب
كان يجلس بحزن فمن ذلك اليوم الذي استقبله أولاده بالبرود واللا مبالاة وهو يشعر أن
نياط قلبه يتقطع ليتذكر معاملة أبنه سليم وهو يرمقه بنظرة تحمل في طياتها الكره والاتهام .. يتذكر
ممكن أعرف انت كنت فين لحد دلوقتي يا سليم!.. قالها علي السباعى وهو يراه يدلف من باب الشقة فهو قد أنتظره كثيرا بعد أن أدي صلاة الفجر..
تعالت ضحكات سليم وهو يقول بسخرية
هههههه انت هتمثل دور الاب عليا ولا إيه!
ابتلع سخريته وهو يقول بهدوء
بلاش السكة اللي انت ماشي فيها دي يا سليم .. أمك قالت لي علي كل تصرفاتك..
رد بفظاظة وقهر
أنت أخر واحد تتكلم عن السكك دي يا علي يا سباعي عارف ليه لاني بأختصار أنا ماشي في السكة دي بسببك انت فااااااهم يعني بسببك.. وياريت دور الاب والمواعظ اللي انت بتقولها دي توفرها لنفسك انا ماشي في سكة مفهاش رجوع..قالها وتركه ودلف الي حجرته وأغلق الباب بقوة وڠضب..
أستغفر الله العظيم من كل ذنب عظيم .. أنا عارف انه ذنبي يارب .. اللي عملته زمان بحصده دلوقتي.. اللهم اني لا اعترض علي قضاءك ولكني أسألك اللطف فيه يا رب العالمين.. قالها وهو يناجي