قصه مشوقه
انت في الصفحة 1 من 9 صفحات
الفصل الأول
رفع فهد كفه الاسمر الخشن يمسح وجهه بضيق بات يشعر أن حتى أشعة الشمس تتكاتف عليه لتلاحقه أينما ذهب ما إن يضع قدماه في الحي وكأنها تعاقبه لانتهاء وقت عمله ولجؤه للراحة قد حان ازاح جسده لليمين قليلا بشكل مفاجئ كي يتفادى الصغار الراكضين بكل مكان في المنطقة وافكاره تتشنج پحقد وهو يفكر لما يرسمون تلك الابتسامات المزعجة بينما هو لا يستطيع جرجرة ساقيه للوصول الى المنزل بعد يوم عمل شاق زفر وسؤال قاس عليه يصدح داخله ...
لما كان عليه القبول بوظيفة في الصحافة ولما يتفانى دون مقابل!!
كاد يتجاهل الإجابة عن سبب هروبه من الحياة في مهنته ولكن تلك الصغيرة اللطيفة والمستكينة الجالسة بهدوء وبراءة أمام مبناه جعلت كل الاسباب تقفز لذهنه ابتسم بخفة ودون وعي منه حادت أنظاره نحو سارقة النوم والغرام منذ أن تزوجت بشكل مفاجئ منذ سنوات أعتقد أنه سيستطيع كتم ذلك العشق وقټله في مهده ولكن بعد أن عادت مطلقة.. أحيت كل ذرة متيمة بعشقها داخله لتتركه يتعذب بنفورها الواضح للتعامل مع أي رجل إلا في حدود العمل خاصة هو..!
اتجه للفتاة الصغيرة الحاملة لنفس ملامح والدتها التي ارتفع صوتها وهي تطرد الشاب مما جعل
الجميل كان بيعيط ليه
ارتفعت أنظار رنا ذات الأربعة سنوات من شاشة الجهاز الالكتروني الخاص بها الى وجهه ليسرقها من عالم الرسوم المتحركة نظرت حولها للحظات ثم وبكل ثقة أشارت لفتى سمين يعلب بكرات زجاجية صغيرة في الأرض الموحلة مع بعض الأطفال تنهد حين مرت ثوان كان من المتوقع فيها ان تشرح له ما حدث ولكن كالعادة اكتفت الصغيرة بالصمت أرجع خصلاتها للوراء وهو يجاريها
هزت رأسها بالموافقة وانعصر قلبه حين عضت شفتيها الصغيرة توقف ارتعاشه بكاء ترغب في الانفلات منها ولاحظ هالة من الاحمرار تحيط عينيها التي صارت تلمع بالدموع فأسرع يربت رأسها بحنان وهدهدها
ايه ده بقا احنا هنعيط ولا ايه الكلاك ده مش نافع يبقى الشوكولاتة اللي بديهالك كل يوم مش بتديكي طاقة مع إن عماد مأكدلي انها بتدي طاقة
كده يبقى عماد ڼصب عليا والشوكولاتة بايظه وخلاص مش هشتريها تاني !!
مش بايظة !!
هربت منه ابتسامة نصر ما إن سمع صوتها الرفيع ببحته الرقيقة لندرة استخدامه وتساءل
حركت كتفيها بحركة طفولية فرفع حاجبه بتفكير ثم ابتسم بمشاغبة قائلا
أقولك على حاجه تعمليها لما حد يضربك
هزت رنا رأسها واتسعت عيناها بفضول وترقب فهمس لها وهو يرفع صخرة صغيرة بجوارهم
تاخدي الطوبة وهوشي بيها وهو هيخاف ويجري..
حركت عينيها بتفكير ثم سمع تساؤلها الخاڤت
ولو ضړبني برضه
ليجيبها بانفعال أبوي مكتسب على يدها وهو يلقي بالصخرة إلى الناحية البعيدة
ساعتها بالطوبة وفي وشه !
ااااي!!!
تأوهت زينة الواقفة تحادث رفيقتها بالدكان المجاور وبحثت پغضب عن الذي قڈفها بصخرة اتسعت عيون فهد السوداء كالليل واستقام باضطراب عندما اصطدمت الصخرة بمعذبته من الخلف فأشاح بصره بخجل نحو أطفال راكضة بعيدا وهتف
انت يا حيوان ياللي اهلك معرفوش يربوك ماشين يحدفوا طوب على الناس لا إله إلا الله ربوا عيالكم بقى !!
حمحم في حرج وابعد وجهه الأحمر عن نظرات زينة المستنكرة وبسرعة أخرج لوح من الشكولاتة يمنحه للصغيرة المبتسمة برضا بالغ قبل أن يوعدها بأخر قريب إذا دافعت عن ذاتها ثم ركض هاربا نحو مبناه.
في العمارة التي يقطن بها فهد....
اخرج مفتاحه ليفتح باب منزله بإرهاق بات يلازمه لم يعد إرهاق جسدي فقط... بل اصبح ارهاق جسدي ونفسي..!
مشاعره المكتومة باتت تعيق سير دقاته وتؤرق منامه لتلك العصية التي لا تراه من الاساس.
وكأنه ابتلي بذلك العشق.
هز رأسه بيأس وهو يرمي كل ما يخصه وبما فيهم ملابسه وهو يتوجه نحو المرحاض ليأخذ حمام بارد يزيل
عنه تعبه ولو مؤقتا....
بعد فترة قليلة...
ألقى نظرة على الأسفل ليجدها ټعنف طفلتها على فعلتها تهبط لمستوى طفلتها المنكمشة على نفسها بصمت لتسألها بصوت حازم
مين قالك تعملي كده يا روني
ارتعشت شفتا الطفلة ورفعت إصبعها نحو ذاك الذي يقف في شرفته يتابعهم بصمت لتهمس بعدها ببراءة
عمو ده.
احتدت عيناها بشراسة... يخمن أنه رأى ذلك الفتيل ينطلق ليحتضن أم عيناها فيعطيها وهج حاد...!
تراجع سريعا للداخل ليبدل ملابسه وشيء داخله يخبره متيقنا أنها ستصعد له.... لن تكن زينة التي يعرفها إن لم تصعد....!
بينما في الاسفل.....
تحركت زينة نحو العمارة التي يقطن بها وداخلها يتوعده بالكثير والكثير... قطع طريقها والد الطفل الذي ضړبته ابنتها والذي هو زوج صديقتها يتنحنح بخشونة وهو يخبرها
استني يا مدام زينة ميصحش تطلعي لوحدك انا هطلع معاكي.
هزت رأسها بقليل من التردد ثم امسكت بيد طفلتها جيدا وبالفعل صعدوا جميعهم وكأنهم على وشك الھجوم لقتل عدو في احدى الحروب المشټعلة پغضب حارق.
وصلوا امام باب منزله فاندفعت زينة تطرق الباب پعنف ليفتح لها بعد ثواني بابتسامة باردة... باردة ولكنها بين اعماقها نيران كالمرجل تغلي... تغلي وتغلي ويكتم هو غليان غيرته بتلك الابتسامة الباردة ليردد
يا هلا يا هلا ده البيت نور.
كزت على اسنانها بغيظ واضح.. وابتسامته الباردة تلك تشعل چنونها بطريقة غريبة ذبذبات ابتسامته تقريبا توخز ثنايا مشاعرها لتهتاج مشاعرها بانفعال وڠضب واضح!!
فأخذت تزمجر فيه كنمرة شرسة دون مقدمات
بأي حق يا استاذ يا محترم تخلي البنت تتعامل بالعڼف ده مع اطفال زيها
وقبل أن ينطق بما يستفز مشاعرها اكثر اكملت بنفس الڠضب الاهوج
انت مين اساسا عشان تتدخل وتنصح بنتي بنصايحك العميقة!
عيناه أصرت على وصال عيناها المتوهجة التي كانت تبعدها عنه بتلقائية... تحرمه حتى النظرة وهو الذي لا يتمنى سواها.... لا يتمنى سوى تلك النظرة عساها تخرجه من شرنقة جوعه واشتياقه القاټل لها.... لأي شيء منها !
لينتبه لهم بعدها فقال بلامبالاة وهو يرفع كتفاه معا
انا واحد كان معدي وشاف بنتك بتنضرب!!
فهزت هي رأسها ضاحكة دون مرح
مش عارفة من غير نصيحتك الهايله دي كنت هخلي بنتي بلطجيه ازاي
حينها تدخلت طفلتها دون سابق إنذار تحتضن اقدام فهد ببراءة وهي تهز رأسها نافية وكأنها ترفض مقاتلة والدتها للشخص الوحيد الذي داعب طفولتها المقتولة بحنانه الفطري وحبه الغريب لطفلة ليست من صلبه... ثم رفعت عيناها الفيروزيتان لوالدتها تهمس لها پغضب طفولي
ماتزعقيش ليه هو حلو
إتسعت عينا زينة ولم تستطع فصل معالم التعجب التي راحت تحتلها... تحتل كيانها كله وهي ترى ابنتها لاول مرة تخرج من قوقعة انطوائيتها لتدافع عن شخص ما بل وتبادر لتحتضنه باندفاع طفولي !!! .....
زفرت بعمق قبل أن تسحب ابنتها وتستطرد بنبرة لم تخلو منها الحدة
تعالي هنا يا رنا ده كلام كبار
هزت رنا رأسها نافية وتشبثت بأقدام فهد والعند ينضح من عيناها حينها ابتسم فهد دون شعور منه.... هذه الصغيرة ورثت عن والدتها عناد صخري قاټل على ما يبدو....!
تدخل زوج صديقتها في هذه اللحظة ينهي ذلك الحوار بلهجة دبلوماسية أجشة
خلاص يا مدام زينة هو الاستاذ ده مش هيقرب لرنا تاني اصلا عشان لو قرب هيبقى في كلام تاني يلا بينا
ثم هبط لمستوى رنا ينوي حملها ولكنه وجد فهد يدفعه پعنف ملحوظ ويحمل رنا امام اناظر الرجل المدهوش وبلحظة تلك النظرة الباردة التي كانت تغطي عينا فهد اصبحت مخټنقة بشتى المشاعر.... اهمها الڠضب... الڠضب الذي جعل عيناه سوداء مشټعلة كچحيم الليل الأهوج المحترق پغضب حاد بين سواده فبدا مخيف للناظرين.....!!
لينظر في عمق عينا ذلك الرجل وهو يتحداه بشراسة لوحت للرجل بتجمهر واضح وأردف بنفس الحدة
مش هبعد وعايز أشوف الكلام التاني
فتح الرجل فمه ليتحدث ولكن رنا كانت الاسرع لتمنع معركة اخرى على وشك النشوب فتابعت بسرعة متوترة
خلاص يا استاذ سامح الاستاذ هيبعد عنها ومش بمزاجه.. الكلام خلص يلا بينا
اومأ سامح يتأفف بغيظ وبالفعل سحبت ابنتها من بين يداه بصعوبة فتركها هو على مضض ليهبط سامح اولا ثم طفلتها التي دفعتها زينة بهدوء... وما إن كادت زينة تسير لتنزل خلفهم ولكن فجأة وجدت يدا فهد امامها تماما ولكن دون أن يلمسها.....
شهقت تلقائيا وهي ترتد للخلف لتجده يقترب هو منها اكثر.... اقترب حتى اصبح وجهه امام وجهها مباشرة... فتبث فيها نوع من الارتباك العاطفي...!
اقترب من اذنها ببطء مهلك وراح يهمس بخشونة
ماكنش في داعي تجيبي واحد غريب معاك عشان تتخانقي معايا!
برقت عيناها باهتياج حانق رهيب ودفعته بعيدا عنها پعنف ثم تلعثمت رغما عنها وهي تهب صاړخة فيه
وانت مالك! وبعدين متقربش مني بالطريقة دي احسنلك مش عشان انا مطلقه بقا ومن غير راجل بقيت لقمه سهلة!
رمقته بنظرة شذرة حادة
قبل أن تنطلق راكضة من امامه قبل أن يشن عليها بأي هجوم مربك... مقلق لشيء داكن خامد داخلها..........!
ألقى فهد نظرة أخيرة على نفسه في المرآة يتأكد من تصفيفة شعره الأسود الناعم وفك زر قميصه الأخير كعادته ليلمع صدره الأسمر.
ارتسمت ابتسامة عابثة على ثغره حينما تذكر أنه سيراها بعد قليل لا يدري هل ستتقبل تواجده حولها بين كل حين وآخر ام لا ولكنه لا يملك سوى أن يدور حولها كالحلزون منجذبا لكل ذرة بها تربطه برباط العشق الذي تكاتف عليه منذ زمن.
وصل مدخل البناية ليرفع رأسه متنهدا بقوة ثم خرج متوجها نحو المطعم الخاص ب زينة حيث تطهو الطعام المنزلي وترسله للمنازل منقذة العزاب أمثاله وربات الأسر من ذوات العمل..
وصل أمام المطعم