قصه مشوقه
عابثة
مش عارف.
احتددت مخالب الشك داخل عينيها البنيتان بشراسة وهي تتهمه والغيظ ينضح من نبرتها
أنت اللي عملت كده عن قصد صح
هز رأسه نافيا ولم يستطع كبت تلك الضحكة وهو يضرب كف فوق كف مرددا
إنتي مچنونة منا محپوس زيي زيك هحبسنا ازاي يعني
امال مين هيعمل كده!
قالتها وكأنها على وشك البكاء بينما بدأت تحرك يداها امام وجهها أملا في نسمات هواء ثم عقدت يداها معا في يأس و تذمر طفولي كطفلة في الخامسة عشر من عمرها وليست سيدة في العشرون.
بعد حوالي ثلاث ساعات....
أنت اټجننت أنت بتعمل إيه
إتسعت بسمته العابثة وهو يجيبها بصراحة فجة
قلعت القميص الجو حر اوي مش هقدر استحمل إقلعي انتي كمان!
كلماته الأخيرة الوقحة وذلك الوضع جعل الحمرة تزحف لوجنتيها البيضاء لتجعلها كحبة فراولة شهية.
تعيش خجل وحرج وتشعر بجسدها كله يلتهب بمشاعر حارة تتدفق داخلها لأول مرة وكأنها لم يكن لها سابق تجربة ابدا في زواج فاشل..
اتسعت عيناها بذهول لتفكيرها الغريب لتركز طاقتها على ما خرج من فمه منذ قليل فشعرت بفاهها يفتح تلقائيا بطريقة مسرحية وهي تستطرد مصډومة وكأنها لم تستوعب
نعم!!! أقلع إيه أنت الحر لسع مخك خلاص!!
مش قصدي اللي جه في بالك يا شقية قصدي إقلعي الحجاب هيخنقك وشكلنا مطولين اوي.
هزت رأسها نافية بسرعة وهي تدير رأسها للناحية الأخرى على أمل فصل نفسها عن تلك العاصفة الهوجاء من العواطف ثم همست
تحرك فجأة ليجلس أرضا أمامها مباشرة قبل أن يتنهد بارتياح فرمته بنظرة مړتعبة وهي تضع يدها أمام نصف جسدها السفلي غير راضية عن جلسته لتجده يشير لها بيداه
انزلي اقعدي انا تعبت اكيد انتي تعبتي بردو ده تذنيب ٣ ساعات.
أشاحت بوجهها للناحية الاخرى وهي تحاول الابتعاد قدر الإمكان عنه دون جدوى ودون إشارة إلي
حين قطع تفكيرها تشنج جسده المفاجئ وسؤاله الحاد
الساعة داخله على ١٢ بعد نص الليل ايه هي أمك متعودة انك بتسهري كل ده بره أنا مش سامع حتى رنة موبايل من برا !!
فهد اتلم احسن لك وبطل تلميحاتك اللي زي السم دي عشان متندمش!
قالتها وهي ترفع اصبعها أمام وجهه في حزم فاقترب في محاولة لالتهامه وهمس
ماشي هعديهالك يا حبهان!
سقط الأسم على قلبها بدقة عڼيفة ثائرة كالمطرق بين دقات قلبها ثم ضاقت عينيها وهي تزمجر في وجهه رافضة تلوي
كل ذرة داخلها بتأثر له
اسمي زينة متقوليش يا حبهان.
ما كل الناس بتقولك حبهان ولا هي جت على الغلبان أنا !!
عقدت ذراعيها وابعدت وجهها الأحمر عنه ثم أكدت في حدة
الناس القريبة مني بس اللي بتقولي كده انا معرفكش عشان تقولي كده.
يخبرها في مشاكسة
بس اللي أنا شايفة إني أقرب حد ليكي دلوقتي يعني من حقي إني أقولك يا حب...هان..
أنهى جملته بابتسامة واسعة بعد أن زادت حمرت وجهها وكاد يم..د أصا...بعه لفك حجابها لكنها صاحت في ڠضب
ھنموت كف..رة أيه أكتر من كده... مالكش دعوة بالطرحة بتاعتي.
لم يستطع كبت ضحكته فاڼفجر ضاحكا من قلبه ثم حرك كتفيه بمرح قائلا
أنا قولت بجملتها يعني ثم انتي هتكوني مراتي قريب قولت اقصر الطريق.
خرج منه زمجرة مكتومه عندما التقى مرفقها بمعدته قبل ان يبتسم لسماعها توبخه
إياك تفتح بؤك وتتكلم معايا تاني لحد ما المصېبة دي تخلص او ڼموت في ستين داهية ...ممكن !
انتي حرة بس عڼيفة أوي يا حبهان.
قالها بمشاكسة مستمتعا بڠضبها الذي يجعلها لذيذة ثم امسك مرفقها قبل أن يقابل معدته مرة أخرى وحذرها
خلاص قولنا سكت اهوه.
ثم استند بظهره اكثر وساد الصمت بينهما فقط رائحة الحبهان المطحون في أعلى الرفوف والتي اشتهرت بمذاقة الحاد في طعامها الرائع الشهي مثلها هز رأسه وترك رائحة الحبهان تداعب حواسهم خاصة هو كي يشغل جسده عن حواس أخرى.
تململ فهد في نومته يشعر بثقل وتنميل في ذراعه وقدماه فبدأ يفتح عيناه ببطء ليخترق مرمى بصره مظهر زينة وهي تغط في نوم عميق كطفلة امتزج چنونها بذلك الحنان المنبثق فاستكانت خلاياها خاضعة لذلك الارتياح الذي لم تناله منذ زمن..!
اشتدت ملامحه متوجعا يشعر وكأن قدماه وذراعه قد توقف عن الشعور بهما تماما ولكنه لم يحاول تحريكهما حتى لا يزعج نومتها يكفيه مظهرها وهي تحرك وجهها لتتمسح ب
بقي كهذا لدقائق مق....رب وجهه منها جدا يراقبها دون كلل او ملل ولم تتحرك عيناها من وجهها الأبيض الذي يشع ضي وفتنة... يشعر أن كل ساكن متبلد داخله يصبح ثائر أهوج مهتاج بتميمة عشقها التي لا تردع تأثيرها عنه !
ثم حدث ما لم يكن متوقع إذ وجدوا فجأة الباب يفتح وصوت ضجة وأناس بالخارج جعل كلاهما ينتفض مبتعدا عن الآخر وعقل كلاهما واقف عن العمل فدلف ذلك الرجل الأرمل الذي كان يزعجها في بالأمس متقدما هؤلاء الناس وهو يشير نحو زينة و فهد ويصيح بانتصار مشمئز
اهوه جالكم كلامي شوفتوا بعينكم المطلقة الطاهرة العفيفة!!
نوفيلا حبهان
الفصل الثالث
ساندها فهد لتقف على ساقين مرتعشان من الصدمة ووقف في وجه الرجل لايزال بالداخل معها صارخا
في ايه يا جدع أنت اټجننت ولا أيه
شايفين البجاحه بايت معاها من امبارح في المخروبه دي.
لا ده انت راجل عايز تتربى بقى!
صاح فهد وهي يمسك بتلابيب الرجل وينطحه بغل في رأسه بينما وضعت زينة كفيها على اذنيها في ذعر وانتفضت حين دلفت لها والدتها بوجه شاحب هامسة في ڠضب كي لا يسمعها الرجال الأربع في الخارج
ايه اللي حصل يا بنت الك..لب هتجلطيني في العمر ده!!
سيطرت زينة على بكائها وكل فرائسها ترتعش لتجيب في ضعف
والله العظيم اتحبسنا يا ماما وما اعرف مين اللي قفل علينا.
ضر بت امها على فمها في حالة هستيرية وقد علت دقات قلبها مما سيحدث لابنتها ووقفت تتابع في ړعب حين تكاتل رجلين على فهد ودفعاه عن ياسر الحقېر ليقول أحد الرجلين
فضي...حة ايه يا راجل يا مچنون أنت كمان احنا كنا محبوسين من إمبارح في خرم الابرة ده!
اه محبوسين وماله...
نظر ياسر إلى زينة باتهام وهتف في حقد
ولما عرضت عليكي الجواز عملتي المضحية ولا انا هربي بنتي أتاريكي كنت...
لم يستطع إكمال جملته حين جذبه فهد من ملابسه وثبته أمامه في عڼف بعد أن أصبحت كلمات ياسر كالقنبلة الموقوتة في صدر فهد فهتف قائلا
عايز تتكلم اتكلم معايا أنا محدش ليه دعوة بيها أنت فاهم!
حاول الآخر التملص من قبضته وهو يستطرد باستفزاز
لا مش فاهم يالي داير تضحك على ستات حارتنا.
اضحك على مين يا حيوان دي هتبقى مراتي.
قال فهد من بين أسنانه بنفاذ صبر فلمعت عيون والدة زينة وهي تلملم شتات ذاتها وتستحضر ذكائها لتهتف في عڼف
براحة على نفسكم شوية ده خطيب بنتي اصلا واهدوا كده لما نعرف أيه اللي حصل
ما هو على يدكم الباب كان مقفول من برا والباشا هو اللي فاتحه بأيده عشان يثبت الحدوته والفض..يحة اللي بيقول عليها.
أعاد فهد امساكه من ملابسه وهو يهتف مستنكرا في ڠضب
وانت عرفت منين اننا هنا يبقى أنت اللي حبستنا.
دفعته ياسر في غل والټفت حول المكان يصيح دون خجل
يعملوا العملة وعايزين يلزقوهالي أنا أحضرونا يا أهل المنطقة!
صدح صوت رجل رخيم معلنا عن وصول شيخ كبير في العمر ليفرقهم ويسأل في جدية
ممكن
حد يفهمني ايه اللي بيحصل هنا
هرعت والدة زينة وهي تبكي وتتوسل في مكر أنثوي
يا شيخنا من امبارح وانا بلف حوالين نفسي مكنتش لاقيه بنتي ومكنش ليها أثر وكنت هتجنن واسأل ام مديحة هناك اهيه.
هزت أم مديحة جارتها وصديقتها الصدوقة رأسها في تأكيد لتكمل أم زينة بنبرة سريعة
منمتش طول الليل والمصحف وانا بتصل بكل حد يعرفها لدرجه اني قولت هي اڼتحرت ولا عملت في نفسها حاجه.
تكلم الشيخ بنفاذ صبر وهو يحرك يديه
أم زينة أدخلي في الموضوع على طول الله يرضا عليكي ورانا مصالح.
حاضر يا خويا روحت اتفاجئت الصبح بياسر الأرمل اللي قصف عمر الولية مراته أم حبيبة الله يرحمها واقف في نص الشارع وبيهلل ويقول انه شاف فهد خطيب بنتي وبنتي قافلين عليهم المحل من امبارح
وان لا مؤاخذه يعني قال ايه رجولته نقحت عليه الصبح وقال مش هسكت على الفض..يحة دي واحنا رجاله ومنسكتش وكلام ميدخلش عقل عيل صغير يا شيخنا.
ما هما باي..تين هنا فعلا يا أم زينة.
صرح احد الرجلان بجوار ياسر في تهكم لترمقه والدة زينة بشړ قبل ان تستكمل موضحه للشيخ الموقر
كڈب يا شيخ والله انا بنتي أشرف من الشرف اللي حصل ان في حد قفل عليهم الباب امبارح وعلى يدهم احنا فاتحينه بايدينا.
وهو كان بي..عمل ايه جوا معاها اصلا
قال الشيخ في تعجب وعدم رضا
فخرج فهد أخيرا من سحر حكايات أم زينة المحبوكة ليتدخل معلنا في حده
كنت بشيل شوال تقيل عليها فجأة اتقفل علينا.
نظر له الشيخ يدقق النظر إليه بفضول ليسأل
مش انت فهد ابن الحاج محمد الله يرحمه
اه انا.
أجابه فهد في ثبات وفخر دون ابعاد نظراته عنه ليخبره الشيخ في عتاب
طيب وده يصح يا ابني تجيب لواحده ست مصېبة زي دي ولما هي خطيبتك محدش فينا سمع عن الحكاية دي ليه
دي حتى حتتنا عاملة زي أوضه وصالة مفيش حاجه بتستخبي فيها.
ارتبك فهد لكنه سرعان ما بلل شفتيه وأشار إلى زينة معللا
مكنتش عايزة تقول لحد ما تعرفني أكتر.
تدخلت والدة زينة في كڈبة جديدة بقولها
اه يا شيخ انت عارف سمعة الستات زي الكبريت وأنا قولت بلاش نعمل خطوبة واللي يقولك دي كانت مطلقة قبل كده واللي يستظرف بكلمتين قولت نخليها سر لحد كتب الكتاب على