الإثنين 25 نوفمبر 2024

قطرات الحب

انت في الصفحة 29 من 58 صفحات

موقع أيام نيوز


لا يحمد عقباه وأعطت نفسها اللوم فهي من تسببت في تحوله الغريب ذاك !! 
تحديقها القاسې نحوه لم يدفعه للتراجع خطوة بل استمر يتعمق للداخل بخطى واثقة ولم يعطي لحضورها أي اهتمام أو حتى بدت عليه علامات توتر من وجودها وعلى النقيض لمى التي بهت وجهها وخشيت من تهور والدتها سواء عليه أو عليها فخاطبتها بحذر

ماما تعالي نتكلم جوه!
اتجهت نظرات السيدة إيمان الحادة عليها صاحت بانزعاج
ليك عين تتكلمي وإنت واخدة شقة علشان يقابلك فيها من ورايا وتلاقيها شقته 
جاءت لمى لتبرر بحزن فقاطعتها السيدة بحنق
وكل أما أسألك عليه تقولي خلاص بعدنا عن بعض لحد إمتى هتكدبي عليا 
أنا اللي طلبت منها متقولش لحد دي رغبتي أنا
رد زين عليها كان مثير للحنق فنظرت له باحتقار وقالت
من حقك ما هي الرخيصة بس هي اللي بتتجوز في السر
عارضت لمى على وصف والدتها لها قالت
دا جوزي يا ماما والكل عارف ده!
سخرت السيدة من ردها الجهول قالت
رجوعك بالشكل ده ليه أكبر دليل إن معندكيش كرامة وإنك تستاهلي اللي بيجرالك منه!
ألقى زين مفاتيحه على الأريكة ثم اتجه ليجلس مقررا عدم مناقشة السيدة بينما علقت لمى على كلامها بضيق
ماما أنا مش صغيرة واعمل اللي شيفاه صح ليا
شعرت السيدة بخيبة الأمل وهي تتطلع على ابنتها هتفت
عندك حق ومن حقي أنا كمان أقولك مش عاوزة أشوفك تاني ولما يبهدلك ودا قريب هيحصل إنسي إن ليك أم يا لمى!
تحركت السيدة للخارج مستاءة فنظرت لمى ل زين بحزن لكنه لم يعلق فتحركت لمى سريعا لتلحق بوالدتها ولم يتأثر زين بما حدث مطلقا وظل هادئا أو ادعى ذلك أمامهن !
استخدمت لمي المصعد الآخر للحاق بوالدتها كي تشرح لها وتطلب العفو منها وأثناء خروج السيدة إيمان من المصعد في الطابق الأرضي لمحتها سمر وبخفة توارت الأخيرة خلف عمود رخامي ضخم بالجوار ثم راقبتها من خلفه فقد جاءت هنا نتيجة مراقبتها ل زين وحين وصلت إليها لمى قبيل مغادرتها المبنى تابعت باهتمام ما سيدور بينهن من حوار 
حالت لمى دون خروج والدتها وقالت بعتاب
ماما الكلام ميبقاش كده معقولة هتتبري مني
ردت الأخيرة بتبرم
مش إنت مش صغيرة خليك بقى لنفسك واعملي اللي على كيفك طالما معملتيش اعتبار لأمك 
اختلقت لمى تبرير لها وقالت
زين هددني يا ماما وأنا كنت خاېفة عليا وعلى يونس بالأكتر
لامتها باستنكار
أنا أمك على الأقل
قوليلي علشان أقف جنبك وابعده عنك
ڠضبت سمر حين تفهمت أن زوجها من أراد رجوعها ولعنت حماقتها فقد ظنت أن هذه الفتاة لعوب وهي من دفعته للعودة إليها وسئمت وهي تتابع هتفت لمى بترج
متزعليش مني يا ماما أنا مكنتش هقدر أسافر تاني واتغرب كنت عاوزة أفضل جنبك وصدقيني أنا عملت كده علشان يونس خۏفت يأذيه لأن لحد دلوقتي مخبية عنه الحقيقة 
قالت السيدة باستهزاء
يعني وجود يونس معاه في مكان واحد مش هيأذيه
قالت موضحة
أنا فهمته إن يونس مش ابن سيف ولا حتى ابني فهمته إنه ولد لقيته وكفلته 
استفهمت السيدة باندهاش
وهو صدق الكلام ده! 
اقنعته بطريقتي يصدق
بدت السيدة معترضة على تهورها في قول ذلك قالت
ليه تعملي كده دا ابنك وكده غلط يا لمى 
ردت الأخيرة باكتراب
لأن لو فضل عارف إن سيف أبو الولد مش في صالحي أو صالح يونس وكان هيفضل يكرهه ويأذيه ويأذيني 
بأيد ترجف كانت سمر تمسك بهاتفها وتسجل ما يحدث بينهن صوت وصورة وكانت في حالة صدمة لكن من شدة فرحتها فقد وقع في يدها دليل حبيبته له ثم اتسعت بسمتها ومسرتها كونها لن تبذل مجهود لإفساد هذه العلاقة ثم أوقفت التسجيل مكتفية بهذا القدر من الاعترافات وانتظرت انتهاء حديثهن المسلي كي تخرج وتدبر طريقة قوية للتخلص منها وللأبد !!
مدح نفسه حين خبأ حقيقة عقمه عليها فربما معرفة والدتها بالزواج ستدفعها لتركه فيكفي كم حزنه على نفسه تسطح زين على التخت مټألما من الداخل ورغم أن زوجته سمر قدمت له قبولها معه وارتضائها لحالته لم يهمه أمرها وكانت رغبته الأكبر حين تسانده لمى فهي من أحبها وتمنى أن تكون معه للنهاية 
ولجت لمى الغرفة وجدته هكذا فرفع رأسه نحوها ثم اعتدل قليلا اقتربت منه قائلة
اتكلمت معاها وفهمتها إنك اتغيرت ومش هتزعلني مهما حصل 
ثم جلست على طرف التخت في مواجهته فرد عليها مؤكدا
خلاص يا لمى ننسى اللي فات ونبدأ من جديد
توالت نصائح والدتها الأخيرة لها على ذهنها ووعتها جيدا ولم تتردد في إخباره بها قالت
ماما دلوقتي عرفت وأنا كنت خاېفة من ده هل إنت جاهز تقول للكل على رجوعنا! 
تطلع عليها وقد بدا عليه التلعثم وفشل في إيجاد رد تقبله وذلك ما جعلها تنزعج بشدة فقست نظراتها عليه هتفت
ساكت ليه ولا مش من حقي يا زين! 
وضعته قاب قوسين وشلت عقله من مجرد التفكير بعقلانية في الأمر فوجد نفسه يقول بمفهوم
سيبيني أفكر وأشوف الموضوع ده متنسيش إني متجوز
نهضت لمى ولم تتحمل الكثير صاحت پغضب
من حقي دلوقتي أرفض إنك تكون مع حد غيري فاختار بينا لأن دا شرطي 
تشجيع والدتها لها
دفعها لقول ذلك وتخرج ما كانت تكبحه من عدم رضا في بقائه للآن مع زوجته الأخرى وهذا ما فطنه زين فقد تحمست بفضل والدتها فنهض هو الأخر ثم وقف أمامها قال
يعني لو طلقتها يا لمى هتفضلي معايا! 
أيوة! 
قالتها بجدية فعاد موضوع عقمه يراوده ثم سألها بترقب
وتوعديني لأي سبب تاني مش هتبعدي عني مهما كان أيه! 
لم تعي مقصده الأساسي وما تفهمته أنه يخشى ابتعادها عنه فأكدت مبتسمة
مش ممكن أبعد عنك لأي سبب طلقها ونفضل أنا وإنت وبس 
وعد 
وعد يا زين! 
حثته بكلامها على تخليه عن الأخيرة فهذا ما أراده من البداية ابتسم لها لأول مرة تشعر بالراحة حين حدث ما كانت تبغاه فهي فرصة جيدة وتمنت أن يحدث ذلك سريعا قال
اديني كام يوم كده وهطلقها !! 
كأي أب في موضعه ذاك عليه التدخل بعقلانية لفض الأمر للصواب بالطبع فدعا ابنه للحضور لمكتبه بالفيلا وكانت الجلسة خاصة
بينهما بالأخص استغل زين عدم وجود نور ليحل الأمر دون ضجة 
جلس آيان مقابيله باحترام وقال
خير يا بابا!
سأله آيان رغم تيقنه مغزى دعوته له لكنه رسم الهدوء وبالطبع أعد الردود مسبقا خاطبه زين باستياء
سمحت لمراتك إزاي تروح لعند أهلها على أساس كنت معترض قبل كده تعملها وتاخد العيال 
رد حانقا
خدتهم من ورايا يا بابا وببجاحة سافرت من غير إذن
سأله زين بجهامة
وكل دا ليه واشمعنا لما رجعتوا فيلتكم
الشعور الذي وصل آيان احتفظ به لنفسه كونها لربما لم تتقبله وجاء ارتضائها للزواج ڠصب من أهلها فرد على والده بهدوء ظاهري
بابا لو سمحت خليني اتصرف معاها بطريقتي لأن مش هقبل طريقتها معايا بالشكل ده وكفاية لحد كده مش هجبرها عليا
استمع له زين بعين الدهشة هتف محتجا
بقى دي اللي فهمت الكل جاي تقول دلوقتي مش هجبرها عليا
رد بعزيمة فاجأت والده
أنا مش آيان العيل يا بابا أنا دلوقتي مسؤول عن تلت ولاد أنا باحبها بس خلاص كفاية عندها كرهته وتحكمها فيا جاب أخري
اختلف زين معه كليا وقال
كده بتهد أسرة المفروض تقعد مع مراتك وتتفاهموا من إمتى بيحصل خناق كبير كده بينكم إنتوا بينكم ولاد مفكرتوش فيهم
هتف بعصبية
اسألها يا بابا ليه تعمل كده أنا مكنتش بقولها لأ ودايما حبي ليها كان واضح للكل أعمل أيه تاني 
أنا هروح واتكلم معاها علشان مينفعش كده
رفض آيان بشدة وقال
الموضوع خاص بيا وأنا اتكلمت مع عمرو وفهمته كل حاجة وقالي إنها مش هترجع عن اللي في دماغها تبقى هي اختارت
ذهل زين ولم يستوعب كم الحماقة النابعة منه أو من زوجته غير الواعية هتف مستنكرا
أيه ده بسهولة كده أنا مش هقبل ده يا آيان اوعى تكون بتفكر في طلاق لأن مش هيحصل أنا مبطلقش حد
تهكم آيان من جملة أبيه الأخيرة وعلق عليها بطريقة أحرجته قائلا
طيب ما حضرتك طلقت ماريان !! 
تجشمت من كم الأخبار التي تأتيها عنه وانفطر قلبها حين وصلها مدى السعادة التي ينعم بها حال انفصالها عنه ورغم أنها قد تركته وانتهى ظلت تتبع أخباره عبر الهاتف من صديقتها المقربة يسرا فخاطبتها ماريان پألم
أنا ھموت من اللي بيحصلي مش قادرة اتحمل إني انخدعت فيه وعاوزة انتقم منه
ردت عليها يسرا بنصح
انسيه يا ماريان هو خلاص اتجوز وشاف حياته ولو كان ظلمك ربنا مش هيسيبه
علقت ماريان بسخرية حزينة
باين أهو ربنا بيعاقبه دا حياته مبقتش كويسة غير بعد ما سابني زي ما أكون وشي وحش عليه!
ظلت يسرا تعطي نصحها لها فأضافت بتعقل
تابعي علاجك يا ماريان واشغلي نفسك بأي حاجة لأن لو فضلتي كده هتتعبي انسيه أرجوك 
أحست ماريان بالقهر وبكت في وجوم رغما عنها ثم أنهت مكالمتها سريعا لتأخذ وقتا خاصا للتنفيس عن حزنها المهلك لقلبها المكسور ودخول والدتها عليها بغتة أصابها بالإرتباك ونهضت فتضايقت نور من حالتها واكفهرت هتفت
هتفضلي كده ولا أيه إنت خلاص مبقاش فيه منك فايدة!
نظرت لها ماريان بأعين حزينة باكية قالت
عامل حفلة ومبسوط وأنا انكسرت وضاع حقي أنا مقهورة منه
دنت نور منها وكانت هي الأخرى غاضبة لكن زين طلب منها ألا تتدخل فضاق ذراعها وقالت
دا ابن خالتك مينفعش نأذيه حتى بس اللي ينفع ننساه ونشوف غيره
ردت ماريان بحرج وتردد
مش هينفع اتجوز مش مستعدة ارتبط بحد تاني دلوقتي!
أمسكتها والدتها من كتفيها وقالت في شغف
العدة بتاعتك استغليها بإنك تتعاملي مع الناس وكمان أنا قولتلك إن مستر زاك طلب إيدك
تلك الخطوة وترت أعصابها وهزت جسدها كليا فحمستها نور قائلة
النهار ده هتشوفيه وأكيد هيحاول يتكلم معاك متصديهوش واتعاملي
معاه أنا شيفاه مناسب ليك دكتور ومثقف وصغير مش كبير
حاولت ماريان أن تتقبل طلب والدتها بعكس قلبها الذي يرفض هذا العبث وهزت رأسها لتبدي موافقتها على ذلك فابتسمت نور برضى قالت
يلا بينا نجهز علشان نروح المستشفى مع رسيل !! 
ضبطها للمنبه ما دفعها للإفاقة في موعدها فاعتدلت رسيل بصعوبة بأعين ناعسة فقد غفت في وقت متأخر ولم تأخذ نوم كاف يمنح جسدها النشاط وكل ذلك بسبب نزقها 
وحين تذكرت ما حدث ليلة أمس تنبهت جيدا ثم حدقت ب أيهم تفحصت بدنه وملامح وجهه باهتمام هزته ليفيق وقالت
أيهم! 
لم يجيب عليها وانغمس في النوم بشدة فلم تضغط رسيل عليه وتركته يريح جسده فحالته أمس وصلت حد الهوس ثم نهضت لتتجه ناحية زجاجة الدواء رفعتها ڼصب أعينها وطاشت بعقلها في مفعولها الذي لم تتوقعه قالت
مش معقول المفروض دا يسكن الألم و 
بترت بقية كلامها حين تذكرت القرد هتفت بشغف
القرد يا
 

28  29  30 

انت في الصفحة 29 من 58 صفحات