قطرات الحب
ترى أخباره أيه!
بعجالة وخفة ارتدت رسيل ملابسها وطلبت من عمتها متابعة أيهم كل فترة كي تطمئن عليه أكثر فما يريح قلبها أن أثر الدواء لن يصيبه بمكروه من الناحية الجسمانية ثم توجهت للمشفى برفقة نور وابنتها وعندما وصلت لم تفكر في شيء آخر سوى رؤية حالة القرد وعند ولوجها المعمل استقبلتها راندا التي هتفت بذهول
تحركت رسيل صوب قفص القرد وهي تحملق به وجدته ساكنا وهادئا وربطت ما حدث مع أيهم به هنا أيقنت أنها لربما وضعت مقادير خاطئة أو أضافت عنصر مغاير قالت
أنا درست كتير وأخدت رأي مستر زاك وتابع معايا بس مش فاهمة المشكلة فين!
على العموم هو جاي كمان شوية ممكن يفيدك
قالت رسيل بقلق
لازم أعرف الدوا دا ليه نتايج تضر أو لأ
ثم أمرت راندا بعملية
ابعتي لحد من الحرس يجي هنعمل تحاليل للقرد !!
بحديقة السراية جلست معها لشم الهواء النقي والجلوس تحت شمس الصباح المفيدة ومنها ترفه عنها بعدما وصل تشدد زوجها في عدم الموافقة على شروطها ولم تتوقع أن يصل الأمر ويتفاقم لهذا الحد المبغوض هتفت باستنكار
هذا آخر ما فكرت به زينة ولم تتخيل أن يصل الموضوع بها لهذه النقطة وينتهي بطلاقها منه قالت
مش مصدقة آيان بسهولة كده يطلقني كنت فاكرة لما نكون لوحدنا هتكون حياتنا أحسن
هتفت جاسمين بظلمة
أنا سمعت عمرو بيتكلم معاه وكان باين جدا إن آيان مش هيوافق على طريقتك معاه وكان الاتفاق هو الانفصال بهدوء وهيفضل الود موجود
فيه حد باين جاي عندنا
أعدلت زينة من هيئتها جيدا ثم نظرت بتكهن للقادم ثم نهضت هي وجاسمين لاستقبال الزوار فولجت سيارة سوداء وللحظة تمنت زينة أن يكون أحد أقارب زوجها قد أتى إليها طالبا الصلح لكن السيارة كانت عادية وغير حديثه وكشف هوية صاحبها جاسمين التي لوت فمها وقالت في تهكم
ترجل من السيارة شاب ثلاثيني فارع الطويل وبجسد ثمين هيئته كانت ضخمة وملامحه قاسېة ذي شارب طويل ومن بعده ترجلت فتاة عشرينية قصيرة القامة وجسدها يملؤه الدهون من كل ناحية حد أنها تجد صعوبة في الحركة
جهلت زينة من هما حتى تحدثت جاسمين
وقالت
أهلا وسهلا نورت السراية يا ريس عمران
فين عمرو
نظرت لها جاسمين بضيق مكبوت فهي تتعمد استفزازها بسؤالها الدائم عن زوجها فسألتها زينة بهمس
مين دي!
ردت جاسمين من بين أسنانها
صباح!
جاء عمرو مرحبا بحفاوة كبيرة هتف
أهلا وسهلا سرايتي نورتي
ثم عانق عمران ومن العجيب انتظار صباح أن يعانقها هي الأخرى ليرحب بها لكن وقفت جاسمين حائلا ولاحظت زينة عدم قبول جاسمين للفتاة ثم دنت من أذن جاسمين وهمست
البت دي مالها بتكلم عمرو كده ليه!
همست جاسمين بغيظ
بت سخيفة وبجحة عينيها من أخوك بترسم عليه
استنكرت زينة ذلك وظهر تنمرها عليها حين قالت
البغلة دي دي ملهاش شكل وعاملة زي الجاموسة هي وأخوها
ردت جاسمين بقسمات محتدمة
أخوك بيقول عليها مربربة وحلوة شكلها عجباه
كتمت زينة ضحكاتها بصعوبة وما زالت معترضة على قبول أحد لفتاة في هيئتها وحين دعا عمرو عمران للدخول سار الأخير لداخل السراية ومعه أخته فالټفت عمرو ل زينة قبيل تعقبه لهما خاطبها بمفهوم متشف صدمها
تعالي اقعدي مع الضيوف علشان تتعرفي على عريسك المستقبلي !!
شاركت والدتها مشاهدة الفيديو المسجل رغم أنها قد حفظته عن ظهر قلب وظلت تتردد الكلمات المبهجة تلك في آذانها حين توقف هتفت والدتها بدهشة المتهلل
برافو عليك يا سمر بتعرفي تفكري الفيديو دا هيخلصك منها من غير ما تتعبي نفسك!
كشرت سمر فجأة حين تذكرت كلمات والدة الأخيرة لها هتفت
كانت بتقولها لو عايزك بجد يبقى تخليه يطلقني بنت ال
لم تكمل سمر سبها كونها لم تعتاد على قول هذه الكلمات فأطالت والدتها النظر إليها تفكر قالت
أما بجحة صحيح خلاص زين لازم يشوف الفيديو ده لأنه أكيد دلوقتي بيفكر يتخلى عنك!
تحابقت سمر عليه وعاتبته قائلة
يعني قولتله إني واقفة جنبه وبرضوه مش عاجبه
ابتسمت والدتها بسخرية وكادت تضحك من حماقتها قالت
هنكدب الكدابة ونصدقها يا سمر إحنا عارفين إنه معندوش حاجة
بأعين حزينة نظرت بلوم لوالدتها واستشعرت أنها المعيبة فتراجعت والدتها عن تذكيرها بحالتها وقالت
المهم دلوقتي لازم نتصرف بسرعة ومن غير ما يعرف إنك ورا ده
ابتلعت ريقها ثم استعادت حماسها وهي تخبرها بما فكرت به قالت
أنا عاوزه يعني سيف ده عاوزة زين يشوفوا معاها طالما أبو الولد يبقى أكيد بيشوفه وبتقابله
علقت والدتها بضجر
وليه كل ده إحنا نبعتله الفيديو وخلاص
ردت عليها بحنكة
مش كفاية أنا عاوزاه يشوف بعينه وهيحصل ده لأنها فعلا بتكدب عليه
سألت والدتها بجهل
وهنجيب سيف ده منين وهنعرف إزاي بيقابلها فين!
دفعته بغية داخلية في التقرب أكثر منها حيث وجدها الفتاة الثانية التي جذبته وحماسها في قضاء العمل معه لساعات طوال شجعته ليختارها دون تفكير وقبيل طرحه لطلبه الزواج منها
فكر في موقف أخيها فبالطبع لن يقبل ذلك وسيتدخل لعدم تكملة ذاك الإرتباط
أمام مبنى مكتبه وقف سيف شاردا والعمال من حوله ينقلون البضاعة للأعلى فلاحظت سكونه المفاجئ ثم اقتربت منه مبتسمة سألته بتعطف
ممكن أعرف سرحان فيه أيه!
انتبه سيف لها وأخد يطالع وجهها المبتسم بقبول فمدى لطفها في التعامل معه كان يدفعه أكثر للتجاذب نحوها وذلك ما جعله يتهور ويسألها
لين تتجوزيني!
أدرك بعد نطقه لذلك أنه اندفع لكنه ترقب ردها بلهف شديد وتابع مؤشرات وجهها بتمعن فنظرت له بتفاجؤ لثوان ثم كبحت ضحكة فرحة خجولة من عرضه فتأمل سيف خيرا قالت
يا ترى بناء عن أيه بتطلب كده حبتني ولا
قاطعها موضحا بصدق
اتعلقت بيك وشوفت فيك الحاجات اللي بتمناها في البنت اللي هرتبط بيها
وقفت لين مطرقة وقد ألجم لسانها عن قول ما يعتريها فتأمل سيف ملامحها وقال
عاوز أعرف رأيك ومش هزعل لو لأ
هتفت سريعا
بمعنى
مش للدرجة دي أنا بس اتفاجئت إنت شاب كويس جدا وكمان أنا معجبة بيك
قالتها بخجل صريح فاتسعت بسمته وقال
يعني موافقة!
اومأت بقبول أبهجه وأخذ يطالعها بنظرات حب ثم تجرأ وأمسك بيدها فزادها الأمر حرجا وخجلا قال
كنت خاېف ترفضي علشان أنا مش من مستواك اللي
قاطعته مستهزئة بفكره
أيه الكلام ده بالعكس بابا أكتر حد مش بيعلق على حاجة زي دي لأنه متجوز ماما وهو كان موظف في شركتها
تأجج شغف سيف أكثر وحماسه في تكملة الأمر قال
أنا هكلم باباك ممكن تاخديلي ميعاد معاه
تيبست مايا مكانها حين خرجت من المبنى ورأتهما معا وتلك الابتسامات المتبادلة أشعرتها بالغيرة خاصة امساكه ليدها بهذا الشكل فدل ذلك على وجود علاقة وطيدة وربما قدوم علاقة أكثر من مجرد الصداقة وغطا على قسماتها حزن عميق وعند خروج نيفين هي الأخرى انتبهت لذلك ثم أخذت تتابع ما يفعله سيف ولين من تودد وما لفت نظرها متابعة مايا لهما وهنا أيقنت أن هذه الفتاة متعلقة بشدة بأخيها فتضايقت أكثر وأدركت أن الوضع لن يكون مجثما بينهم !!
الفصل الخامس عشر
قطرات الحب
تركت جميع أعمالها فور تلقيها خبر صحوه الذي نشب إثره حالة من العصبية أصابت زوجها فتوجهت متزعزعة الفكر لتطمئن عليه فما أحزنها في الأمر أنه بات كحقل لتجاربها وكان ذلك نتيجة تهورها الجهول
صعدت رسيل لغرفتها بالأعلى شبه راكضة ثم فتحت الباب عليه فوجدته يجلس ومخفض الرأس وملامحه كظيمة فدنت منه متلهفة وقالت
حاسس بأيه يا أيهم!
ثم چثت على ركبتيها أمامه قلقة فنظر لها بجبين معقود مقطبا نفخ بضيق وقال
صداع يا رسيل من ساعة ما صحيت وأنا خلقي ضيق ومش طايق أي حاجة
ربطت رسيل فحصوات القرد بعدما أخذ العقار به وتوصلت إلى حل يخفف من وعكته التي تسببت فيها دون قصد ثم أخرجت دواء ما قد جلبته له قالت
الدوا دا هيريحك!
قالتها له وهي تسكب منه كمية بغطائه ثم رفعته لفمه أردفت
أشرب يا حبيبي!
تجرعه أيهم دون تفكير كلحت قسماته وهو يسألها
هيريحني!
أغلقت زجاجة الدواء وقالت
أيوة يا حبيبي
اغمض أيهم عينيه وقد بدا عليه الإعياء فتأملته رسيل بتكهن وهي تمسح على رأسه سألته بهدوء
الدوا هيريحك أنا أسفة سامحني!
نبرة الندم البادية عليها جعلته يستنكر ارتباطها بوعكته قال
وإنت داخلك أيه يا رسيل بس!
من شدة خۏفها من ردة فعله حين يعلم ترددت في إخباره بإدانتها فرسمت الأسف والحزن وهي تقول
الدوا اللي أخدته امبارح مكنش مهدئ دا كان الدوا اللي ركبته في المعمل!
أحد إليها النظر وظهرت علامات حنقه نحوها فتابعت معللة بعجالة
محدش قالك خد منه إنت لوحدك أخدت وأكيد مكنتش هسمحلك تاخد منه!
صر أسنانه ليكتم انزعاجه بصعوبة بعكس نظراته الشرسة هتف
بقيتي غير مسؤولة يا رسيل إفرض حد من الولاد كان شرب منه هتعملي أيه طيب أنا استحملت هما بقى!!!
ردت بندم جم
مش هعملها تاني وربنا ستر خلاص وكان درس ليا الحمد لله
زفر أيهم بقوة وهو يدير رأسه للجانب الآخر فتابعت رسيل ترجيها له بسرعة مسامحتها قالت
لسه متضايق مني!
عاود النظر إليها عابسا وهدأ قليلا حين بدأ مفعول الدواء في تخفيف الۏجع الذي أصابه قال
مش زعلان!
ابتسمت بشدة ثم نهضت لتجلس بجانبه قبلت خده وقالت
حبيبي ربنا يخليك ليا!
لم يرد أيهم حدوث مشكلات بينهم فتجشم ما تفعله كالعادة ثم حاوطها بذراعه كمبادرة في العفو عنها خاطبته رسيل متذكرة
بس تصدق كان دمك خفيف امبارح فضلت تضحك وكنت مبسوط قوي و
قطعت كلامها وقد أدعت الخجل من التكملة فنظر لها غير متفهم أو متذكر ما تقوله فتابعت بحرج مزيف
فاكر عملت أيه امبارح كنت أسد!
بدا كالأبله وهو يحدق بها وبالأحرى كان يجهل تلميحاتها فسألها
هو أيه اللي حصل أنا مش فاكر حاجة!
هنا تبدلت ملامح رسيل للجدية والدهشة معا قالت
بجد مش فاكر حاجة!
مش فاكر يا رسيل!
قالها مؤكدا فنظرت له بذهول وما جاء في عقلها الدواء ومدى تأثيره وما توصلت إليه أنه بات كمخدر غير مرغوب به ولربما إذا انتشر ستكون عواقبه إجرامية انتبهت ل أيهم يخاطبها بجهل
قولي يا رسيل حصل أيه!
ابتلعت ريقها في توتر وقالت
محصلش حاجة المهم طمني الصداع راح!
على المائدة لم تتناول لقمة واحدة فمنذ جلست وكان نظراتها تلقائيا منصبة على هذه الفتاة وأخيها