قطرات الحب
عليها فقالت
طيب سيبوني أفكر وأخطط هاعمل أيه !!
أترعها بحبه الظاهر والكامن مشبعا لهفتها في رغبتها نحوه ثم ابتسم لها وقد أحب ما تمنحه إياه من قبول حسن وحين أسند ظهره على الوسادة معربة عن حبها له فقال بغرابة
مالك النهار ده إنت متغيرة!
ردت مستنكرة بدلال
علشان بحبك وعاوزاك جنبي أبقى متغيرة
مرر أنامله بين خصلاتها فأغمضت عينيها متعمقة في تلك اللحظات الرائعة وهي معه قالت
تغيرت ملامحه للتجهم ولم يحبذ أن يتحدثا عن ذلك نظرت له لمى متفائلة فرسم الثبات تابعت
التانية مطلعتش حامل عارف
ليه!
بالطبع يعرف لماذا فهل تعلم سببا آخر تفاجئه به أردفت بود
علشان ربنا عاوز تكون معايا مهما بعدنا بنرجع بنكون لبعض وولادك هيكونوا مني بس
زيف بسمة بصعوبة ليدعي فرحه من ذلك وبتردد صاحبه اضطراب حاول كبته قال
ظهرت عليها الدهشة وقالت
معقول مش بتتمنى ولد يعني مش عاوز تعوض سنين كان ممكن ربنا يديك ولدين وتلاتة فيها!
كانت تمزق قلبه بكلامها ذاك وعبس قال
مش بفكر يا لمى مش عاوز ولاد كفاية إني معاك ويونس كمان هاعتبره ابني
خرجت نبرته مزعوجة وذلك ما جعلها ترتاب في أمره ليس لكشفها حقيقة ما أصابه بالزيف لكن قلقت من تلاعبه بها وربما عودته لها فابتعدت عنه بغتة فأصابه الذهول قال
تبدلت ملامحها للحنق وهي ترد
بعد اللي قولته دلوقت مش عاوزني أزعل باين لسه بتلعب بيا وكلامك أنا مش نسياه يا زين إن ولادك هيكونوا من التانية وبس
اعتدل مكانه وقد رفض هرائها هتف
مش خلاص اتفقنا أطلقها وكمان علشان قولتلك مش عاوز عيال دلوقتي بقيت بلعب بيك
مافيش راجل مش بيتمنى يخلف!
قالتها بجدية جعلته يصدق على كلامها فهي محقة قال بتردد
ردت مؤكدة باحتدام
أيوة هزعل من حقي أخلف وإنت تكون راضي بكده
استشعر ضعفه من ردها وبدا مقيدا بلا قيمة لكن خۏفها من استغلاله لها جعلها تحزن أيضا وتعلن رفضها لقوله فدنت منه وقالت باصرار
زين لو مخلفناش أنا ممكن أسيبك
ردها كان نابع من عدم رغبته في الإنجاب لتردعه عن ذلك وجاء الأمر بالنقيض عليه وربط عقمه بكلامها وأنها حتما ستتخلى عنه حال معرفتها به فرد عليها بطلعة باهتة
استنكرت ذلك تماما وقالت بثقة
لا إنت بتخلف وبطل تتكلم كده تاني معايا وتحسسني إنك بتخدعني أنا مصدقت هنكون مع بعض من غير مشاكل
توقف عن مجادلتها وقد ترك لها حرية كشف الأمر بنفسها قال مذعنا ليرضيها
طيب يا لمى هسيبك براحتك وأتمنى تجيبيلي ولاد !!
أقام سهرة بسيطة في حديقة فيلته جمع فيها الوفد الأجنبي ومعه بعض رجال الأعمال في جلسة ودية ومن هنا تعرف أيهم عن كثب على الوفد وتعمق في أحاديثه معهم ولم يعثر على ثغرة تجعله يستراب نحوهم في شيء بل ظهرت عقلانيتهم في تناول المواضيع معه ومدى الثقافة التي يمتازوا بها
عامل أيه دلوقت بقيت كويس!
ابتسم لاهتمامها الدائم ومواظبتها على ذلك قال
رسيل سألتيني السؤال ده عشرين مرة وقولتلك أنا تمام
ردت متصنعة الحزن
مش خاېفة عليك وبطمن دا جزاتي يعني!
رفع أيهم يدها ليقبلها امتنانا على لطافتها معه فابتسمت لاحظت نور وهي تتناول طعامها ذلك وتذكرت زين وما يفعله من أجلها تنهدت بخفوت فقد اشتاقت إليه بعكس ماريان التي انتبهت وتحسرت على نفسها فشعرت بعدم رغبتها في الأكل لكن أدعت أنها تأكل كي لا تلفت الأنظار نحوها وأثناء حالة التيه تلك التي أصابتها كان زاك يتأملها بإعجاب شديد فجمالها ورقتها سواء في الهيئة أو المظهر كانا يسلباه عقله بالأخص نبرتها الناعمة وهي تتحدث وبالصدفة انتبهت ماريان له وارتبكت بشدة هي معتادة على نظرات الإعجاب ممن حولها لكن هذا تمادى في تحديقه بها وقد انحرجت من ذلك ثم دون انتباه من أحد خبطت والدتها في ذراعها همست لها
مامي هو بيبصلي كتير كده ليه أنا بتوتر!
تفهم نور عليها جعلها
لا توجه نظراتها على زاك مباشرة كي لا تشعره بأن الكلام عليه فهمست لابنتها بنصح
هما الأجانب كده مفكر إنك سهلة زي بناتهم عاوزاك تبقي هادية خالص مش هتقومي الصبح ترتبطي بيه عندك مدة تلت شهور
ما يخمد ثورة رهبة ماريان كانت تلك المدة التي تضعها في خانة انتظار من ستسلمه نفسها وكان لتزيف الشكل دور كبير ليخفي معالم حزنها الداخلية فحتى إذا فكرت في الإرتباط فقد أغلق قلبها وانتهى وتلك الأحاديث من حولها كانت تخفف من توترها وتفتح لها مجال لتلهي نفسها عن نظرات الآخر نحوها
بعدما أفرغوا من تناول العشاء وقفت رسيل مع أيهم وماجد قالت
ملك مجتش ليه كنت مستنياها
رد عليها ماجد موضحا
هي كانت جاية بس تعبها مع الولاد طول اليوم خلاها عاوزة تنام هي قالت اعتذر منك يا رسيل!
مطت رسيل شفتيها بادراك ولم تعلق ثم تحركت ناحية السيدة نور التي كانت تجلس على المقعد وترتشف من قهوتها شرعت في الجلوس معها وقد استغلت أنها بمفردها خاطبتها بحذر
على فكرة يا نور وقوف ماريان مع دكتور زاك ميصحش دا واحد أجنبي وتفكيره غيرنا
لم تنفر نور من تدخل رسيل بل أحبته وتقبلته قالت
أنا فهمتها تتكلم بحدود معاه وكمان هو يعني طلب إيديها مني
تفاجأت رسيل وقالت
ووافقتي!
ردت بعقلانية
مش على طول كده لأن فيه أمور كتير مش متوافقة بينهم وبتمنع الزواج بس أنا شيفاه شاب كويس ومجتهد
إلى هذا الحد وتوقفت رسيل عن التدخل فيما لا يعنيها لكن نصحتها بجدية
الصح اعمليه ولازم تكوني واعية
جدا لخطوة زي دي دا مستقبل
متقلقيش دي بنتي ومش هضحي بيها يعني!
تابعت رسيل متذكرة بمفهوم صدم نور
نسيت أقولك إن زينة وآيان اتصالحوا وبكرة هيكونوا في اسكندرية !!
حديثه معها ولباقته حين يخاطبها لم تنكر أنها قد أعجبتها وفتح ذلك باب القبول ليمر منه لها وبدا ذلك على وجهها المبتسم وهي ترد عليه لكن باقتضاب كما نصحتها والدتها وتحفظت في الرد على ما يخص ارتباطهما واضطربت حين سألها
أعلم أنك كنت متزوجة من قبل لماذا انفصلتما!
ابتلعت ماريان ريقها وردت
محصلش بينا اتفاق ومكنش من مستوايا
ابتسم وقال
هكذا إذن فقد تحيرت كيف له أن يتخلى عنك أنا أراك جميلة
أخفت ماريان تهكمها فقد تركها الأخير بكل ما تمتاز به وأنها من تكبدت عناء ما تمر به بمفردها هتف زاك بنبرة وترتها
حين نتزوج سويا سأمنحك حبا لن تجديه مع أي رجل !!
عدم مجيئه أمس ونومه خارجا بغير العادة تفهمت منه أنه بدأ في تنفيذ مخططه لطلاقها وأنه يعلمها بشكل غير مباشر برجوعه لزوجته لذا لم تتقاعس سمر أكثر حتى تجد دليل يدين الأخيرة أكثر وبحنكة منها أعدت هي لصډمته قبيل عرضه الطلاق عليها وتممت على كل شيء وجلست تنتظر بشغف حضوره حتى تبدأ وانصرم وقت لا بأس به قضته في التفكير فقد تخيلتهما معا يتبادلا الحب ورغبت في التخلص منها بالأخص كونها أدركت أنه يحبها فانتظاره لها سنوات ليس من فراغ ووجدت دهشتها من عودته لها لا فائدة منها فكان يجب أن تتوقع ذلك
اضطربت سمر فجأة حين استمعت لفتح قفل الباب ثم بدهاء رسمت طلعة قلقة للغاية وأخذت بلهف زيفته تنكتل نحوه دنت منه ثم تفحصت هيئته پخوف مزيف وقالت
حبيبي كنت فين! طول الليل منمتش وكنت مستنياك
سار زين للداخل ومن ملامحه تفرست نيته في إخبارها بالطلاق وذلك ما أغضبها داخليا فقد باتت كاللعبة هكذا قال
أنا بخير كنت عاوز اتكلم معاك في حاجة مهمة
عجلت هي بإعلامه بما لديها وقالت
دا أنا اللي عندي حاجة مهمة ثم
تحركت سريعا لتجلب علبة مغلفة صغيرة نسبيا قد أسندتها على طاولة الطعام ثم عادت إليه وسط غرابته أردفت
فيه حد امبارح جاب العلبة دي وقالي ضروري تشوفها والموضوع كبير
تناولها زين منها وهو يتمعن فيها النظر فاظلمت عينيها نحوه بمكر ثم حمسته على فتحها الآن حين أضافت
بيقول لازم تشوفها أول ما تيجي
فتح زين العلبة ثم اخرج منها فلاشة صغيرة نظر لها بعدم فهم فسألت مدعية الجهل
أيه دي يا زين!
مش عارف!
تحرك زين عفويا ناحية جهاز حاسوبه بغرفة نومه كي يفهم ما تحويه هذه الفلاشة وهنا لم تتبعه سمر لتخيل له أنها بالفعل جاهلة لما يحدث وتجعله هو بنفسه يخفي الأمر عليها ويتمسك أكثر بها هي ثم ابتسمت باتساع وتوجهت ناحية المطبخ لتعد فطور لهما قالت بتشف
ما هو لازم أهتم بيه لازم يفهم إني بنت أصول
جاء الصباح كما وعدها فشعوره بالذنب حيالها لم يدفعه بل أرغمه على الحضور إليها وأخذها معه وعند مروره من بوابة السراية كان عمرو والسيد فريد في انتظاره ترجل آيان وحين لمحته زينة من شرفة غرفتها دق قلبها فجأة فإلى الآن لم تجد أفضل منه لتكون معه وقد قارنت الشاب بالأمس به هنا نفرت من الآخر بعكس زوجها لكن سيبقى ضيقها منه مطبوع بداخلها فهو لم يمنحها ما تريد وكان السبب فيما عليه الآن
ولجت غزفتها حين انتبهت لهم قد دخلوا السراية ثم جهزت الأولاد ليتأهبوا للمغادرة وأثناء ذلك كان عمرو قد صعد إليها فوقفت مكانها بطلعة ساكنة شبه مکسورة اقترب منها وبالطبع جاء ليملي عليها تنبيهاته لا نصائحه قال
جوزك تحت وافتكر رجوعك ليه أفضل حل لأنك متجوزة واحد ابن ناس وجوازتك بنات كتير يتمنوها يعني حافظي على اللي معاك علشان متندميش
لم تجرؤ على الرد فقد علمت وانتهى ما سيحدث لها إذا فعلتها ثانية فأومأت فقط بطاعة وادهشها حين دنا منها ليقبل جبهتها سخرت في نفسه فتعسفه تناقض مع تودده الحالي لها قال
خلي بالك من نفسك ومن الولاد أنا عاوز مصلحتك الطلاق حاجة مش حلوة وإنت صغيرة لسه مش واعية كفاية
ثم ربت على كثفها بمحبة وكان كلامه قد حفزها لتعتمد على نفسها دنا عمرو من الأولاد وقبلهم واحد تلو الآخر ليودعهم بحرارة اعتدل في وقفته وقال وهو يحمل أصغرهم
يلا علشان جوزك مستعجل!
تحرك للخارج وهي من خلفه تمسك بالولدين وعند هبوط الدرج كان آيان في انتظارهم وابتسم عفويا حين ناوله عمرو ابنته الصغيرة فضمھا آيان لأحضانه وأخذ يقبلها ثم فعل المثل مع الولدين وجه بصره ل زينة فوجدها تحاول عدم مواجهته بأي نظرة أو كلمة واحدة فتنهد وقال
يلا هنمشي!
عاب السيد فريد عليه وقال
على طول كده على الأقل أقعد معانا النهار ده!
تدخل عمرو ليرد بدلا عن