الإثنين 25 نوفمبر 2024

قطرات الحب

انت في الصفحة 33 من 58 صفحات

موقع أيام نيوز


آيان
عنده شغل يا بابا مرة تانية هابقى أعزمهم
توجهت زينة لتودع أبيها ومن بعده زوجة أخيها التي خاطبتها بود
خلي بالك من نفسك وخليك جامدة كده واعملي اللي اتفقنا عليه
ابتسمت لها زينة بضعف ثم أخذت الولدين وتحركت للخارج لا تريد المكوث أكثر فلحق بها آيان وجميعهم لتذهب هي من المكان قبل أن يصيبها مرض مما تواجهه 

وفي الطريق كان آيان هادئا فرغم تجاهلها له ومعالم وجهها الباردة تجاهه قد أحب عودتها هي وأولاده وبعد فترة صمت كانت مملة قال
الست ملهاش غير حضڼ جوزها! 
كأنه كان يستفزها ونجح حين ضغطت على فكيها متحملة سخافته تابع ليثير حنقها أكثر
زماني وحشتك ومكنتيش بتعرفي تنامي صح
نفخت بقوة وكان تعبيرا عن انزعاجها مما يهتف به ابتسم
آيان وقال مستهزئا
يا هبلة مفكراني مصدق إن خلاص هتعيشي معايا كده دا أنا وحشتك ومكسوفة تقولي إنت بتحبيني 
أدارت رأسها له ورمقتها بحدة هتفت
جيت علشان الولاد ولو مفكر حاجة تانية فدا لنفسك أنا مبقتش عاوزة حد في حياتي
يعلم أنها متهورة وحمقاء في بعض الأحيان لذلك تحمل ردودها الغليظة عليه قال
إزاي الكلام ده وسيادتك هتجبريني اتحمل الوضع ده أنا راجل ومحتاج ست في حياتي
ردت باستفزاز
هو دا شرطي وإنت وافقت! 
خطڤ نظرة لها حانقة قبل أن يتابع القيادة فكر سريعا وقال
ماشي اتفقنا بس متفقناش تربطيني جنبك 
صمت للحظات وتابع بخبث
من حقي بقى أشوف الست اللي تريحني 
تخضب وجه زينة وهي تستمع له فقد تفهمت غرضه فاستشعر آيان نظراتها عليه وهنا أيقن غيرتها فأردف
مضطر اتجوز خلاص ولادي جنبي مش هقلق عليهم 
لحظات مرت عليها عادت تتذكر ما فعله معها وأن ما فعله لإرضاء شغفه بها قالت
أيوة ما إنت شبعت مني كنت عجباك وخلصنا لأنه مكنش حب
وصفها في نفسه بالغبية فبعد ثلاث أبناء بينهما تتحامق في تفكيرها وتتزمت في قراراتها
عادت تنظر للنافذة بجانبها وأعربت طلعتها على الكمد الواضح قالت
اعمل اللي إنت عاوزوه أنا كمان مبحبكش والموضوع مش هيأثر عليا
أحدثت بداخله ضيق من ردها واغتاظ بشدة هتف
متفكريش بقى بشروطك دي هتمشي على مزاجك طول ما إنت على ذمتي هتسمعي كلامي وهتمشي عليه
الفصل السادس عشر
قطرات الحب
انتفض من جلسته داخل مكتبه بالفيلا مزعوجا حال دخولها عليه فاستخدمت نور الهوادة والاستعداد لمناقشته قالت
أقعد وخلينا نتكلم بالراحة! 
بتضايق شديد عاود زين الجلوس وبداخله استنكر أي تبريرات في تركها لابنتهما بمكان آخر فجلست نور مقابيله وقالت
أولا ماريان مش عند حد غريب ورسيل بنفسها سعيدة بوجودها معاهم! 
تشدد في حديثه وهو يرد عليها
أنا مش قولت بلاش ماريان تتكلم مع الدكتور الأجنبي ده ليه كلامي مبيتسمعش! 
ردت بهدوء وهي تعلل
ماريان دلوقتي بتشتغل معايا ووجودها في القاهرة علشان هتمسك العلاقات العامة في المكتب مالوش علاقة قعادها ب زاك
استمرت علامات العبوس على زين رغم ما قالته فهتف باصرار
ارتباط ماريان بالراجل ده مش هيحصل يا نور علشان لو بتفكري في كده! 
بدت نور متبرمة لترد معارضة
والسبب أيه إن شاء الله لأن شيفاه شخص كويس جدا ومناسب لبنتي 
رد بتعسف لم يعجبها
بنتي هتتجوز اللي أنا أشوفه مناسب يا نور ومش هرميها لواحد معرفش كان عايش إزاي ولا أيه طبعه علشان بس أمريكي والكلام ده 
تفكير زين ورده الجازم عليها فاجأها بل وأغاظها أيضا هتفت
تسمحلي أقولك إنك هتضيع بنتك لأن فرصة زي دي كويسة 
احتج على مفهوميتها المحدودة وقال
إنت اللي هتضيعيها باستعجالك ده بنتك صغيرة ومش علشان جوزها اتجوز نجري نرميها لأي واحد 
انفعلت نور أكثر فقد أرادت ذلك ولم تبغي الدخول في نقاش وكون زين يعرفها جيدا أدرك مدى ڠضبها من قراره فأردف بتعقل
عارف إنك متضايقة من جواز ريان وإنه اتخلى عنها بس لازم تكوني أهدى وأعقل من كده على الأقل خلي ماريان تختار بنفسها وتشوف اللي يقدر يعوضها عن اللي فات
جملته الأخيرة وضعت فيها الأمل وجعلت بعض استيائها يتلاشى وركزت فقط عليها وارتضت قالت
خلاص يا زين هنسيب الموضوع ل مريان وهي حرة تختار ولو كان زاك اختيارها فإنت مش هترفض 
نظرت له وقد وضعته قاب قوسين فكتم زين ضيقه من تصميمها رغم توضيحاته العقلانية لها فأذعن قائلا
المهم متضغطيش عليها بأي شكل وأنا وقتها هوافق !! 
حقا لن يقف يشاهد خديعتها ويرتضي بها وأدرك حاليا كم غبائه وبالأحرى حظه العسر الذي لم يمنحه ما يأسره ولم يتفاجأ كونه أضحى معتادا لاستقبال المآسي التي لطالما لازمته فترة لا بأس بها ودفعه تفكيره على مراقبتها ورؤية بعينه فأخذ سيارته من بداية اليوم ووقف بها ينتظر خروجها لتتبع خطواتها وحين خرجت ومعها ابنها تحفزت حواسها للانتباه جيدا ثم أخذ يتحرك خلفها باحتراز كي لا يلفت انتباهها 
وصلت لمي لفيلا زينة أولا وقد اندهش زين الذي يقف بعيدا قليلا من مجيئها باكرا هنا وحين أوقفت السيارة أمام البوابة ترجلت حاملة الولد ومجرد دقائق معدودة خرجت بدونه وهنا تفهم تركها للولد معهم فتقطب وجهه فقد بات بين ليلة وضحاها لا يهتم حتى بأمره وعادت كراهيته له تنمو من جديد وذلك بفضل كذبها الذي بات يكرهه 
ثم تحرك خلفها مجددا وقد كظم غيظه وما يحمله من ضراوة الآن يحتاج الشخص الأقوى كونه تكبد ما علم به ولبعض الوقت قد فات وهما كذلك توقفت لمى بسيارتها عند مقهى مفتوح إلى حد ما فما بالخارج يستطيع رؤية ما بالداخل وهذا جيد 
ثم جلست لمى تنتظر وما هي إلا دقائق قليلة حتى وصل هو إليها وكانت صډمته الكبرى حين شاهد بنفسه ما يدور بينهما في الخفاء فبدا زين ثائرا وبصعوبة استطاع كبح هياجه وهو يتابع مدى درجة الود في لقائهما 
صافحته لمى وابتسمت فقد طلبت منه الحضور للتحدث بشأن زواجه وخاطبته بنبرة حملت اللوم
أنا عرفت إنك
عاوز تتجوز لين!
تنحنح متوترا قليلا لكن بالطبع لن ينكر قال
ما أنا أكيد مش هتجوز في السر يا لمى ولازم كمان لين تعرف عني كل حاجة 
ردت عليه
بانفعال طفيف
ودا مش في صالحي إنت حر في حياتك بس متبقاش أناني لأن بكده بتظلمني 
استنكر سيف أن يفعلها فهتف مدافعا عن نفسه
لو الدنيا كلها ظلمتك يا لين أنا لأ وإنت عارفة إنت بالنسبة ليا أيه كل الحكاية لين شوفتها مناسبة ليا 
زادت ملامح لمى عبوسا فبداخلها رفضت الاقتناع وجدت الأمر ما زال يكن لها الأسوأ قادما قالت
ومفكر زين هيوافق دا لو عرف بيك طبعا هيرفض ولا هتتجوزها من وراه!
تهكمت من طلبه فرد عليها باصرار
لين موافقة وبتحبني ومش بس كده كلمت والدها وموافق ناقص بس رأي والدتها
لم تحمل لمى الحجة التي تردعه عن زواجه كونه جاهل لعودتها ل زين وقد أحبت هدوء العلاقة معه وتجديد ثورانها ليس في صالحها فنظر لها سيف مبتسما بود وقد جاءت فكرة ما إلى ذهنه قال
أيه رأيك نقول ل لين علشان لو زين حب يبوظ الجواز ويقول كلام مش صح
كأي حد يتركها تفكر في ذلك وترتضي أم ترفض فهذا مؤجلا لكن لم يترك لها مساحة للحرية حين وضعها أمام الأمر الواقع وهو يتابع في حماس
لين زمانها جاية أنا قولتلها تيجي وهتبقى مفاجأة لما تشوفك وبالمرة تعرف!
حدجته لمى بنظرة حادة ورفضت ما يهذي به صاحت
إزاي الكلام ده شوفتني وافقت بقيت أناني بجد يا سيف
ثم نهضت مزعوجة فندم سيف على فعلته كون الأمر ضايقها لهذا الحد فنهض هو الآخر ليمنعها من الرحيل حين أمسك بيدها هتف
فيها أيه يا لمى ما هو مش معقول هتفضلي مخبية الحقيقة وكل حاجة كانت هتتعرف وأولها دلوقتي علشان جوازي يتم
أقصت يديه من عليها وهدرت
مش هتجبرني أعمل كده على الأقل أنا مش حابة الحقيقة تتعرف دلوقتي دي حريتي
وبدون وداع تحركت لتغادر فورا قبيل مجيء الأخيرة وكانت نظرات زين الثاقبة تراقبها باهتمام ومن حدسه تفهم أن العلاقة بينهما متوترة ولم يتحرك خلفها حين غادرت بل ظل مكانه يحدق بغل في سيف وأراد الترجل من سيارته لتأديبه وافراغ غضبه فيه لكن جاءت صډمته التي أوقفته حين أتت أخته إليه فبدا مذهولا وهي تصافحه وتجلس برفقته ردد مشدوها
هو أيه اللي بيحصل ده ولين تعرفه منين! 
بالشرفة المطلة على البحر جلس ينتظر أن تأتي زوجته بالقهوة حيث أخبرها باحتياجه لها لمناقشة أمر هام فأحضرت الأخيرة القهوة لهما ثم دخلت عليه قالت مبتسمة
القعدة هنا حلوة أحسن من جوه! 
تصلبت نظراته على كوبين القهوة وهو يتناولهما منها وهتف
كمان القهوة من إيدك بتعدل المزاج
شاطرته الجلوس في هذه الطلة الساحرة وابدت استماعها المهتم له فقال بجدية
لين جيلها عريس! 
تركت مريم الكوب وقد انتبهت جيدا له استفهمت بشغف
مين يا حسام حد نعرفه! 
تهيأ مسبقا لإخبارها وقلق من رفضها المباشر حين تعلم بمستواه فقال برزانة
هو سيف الشاب اللي شاركته في مشروعه الجديد
كما تفهم بالضبط ردة فعلها فقد كشرت مريم وأظهرت ترددها قالت
دا في بداية حياته عاوز بنتك تتجوز ده دا مش ممكن حتى يوفرلها مصاريفها
قال في ترو
دا شاب مكافح ودا مش عيب بالعكس ميزه والنوع دا يعجبني
لم ترتاح مريم للأمر في المجمل وقالت
طيب ما يشوف بنت من مستواه وتستحمله ليه لين! 
ثم تابعت بتوجس
ليكون داخل على طمع ومستنيك ت 
قاطعها مستنكرا ذلك
الولد أنا شايفه كويس وكنت سألت عليها أخلاقه ممتازة وكافح كتير قوي أهله ماتوا وهو صغير فسافر واعتمد على نفسه هو وأخته
لم تنطقها مريم
صريحة وهي تعلن الرفض فهي تتمنى حياة مترفة لابنتها لا تقل عما هي عليها فردت بحذر
طيب نشوف الموضوع مع لين ونبقى نبلغه رأ 
قاطعها للمرة الثانية وصدمها حين قال
لين موافقة! 
موافقة! 
سألته مدهوشة فأماء لها مؤكدا هنا تبدلت طريقة تناولها للموضوع لتأخذ جانب آخر سألت
ولين قالت موافقة على حياته وكل حاجة ولا مجرد إنها مثلا معجبة ولا أيه السبب! 
هتف موضحا
واضح إنهم متفقين وعلشان كده مبسوط إنه اختيار لين بنفسها وكمان وهو بيطلبها مني حبيت رغبته الكبيرة في الإرتباط بيها
فكرت مريم في الأمر وكونه لم يعجبها أحترمت رغبة ابنتها فوضع حسام كفه على كفها متوددا وهو يضيف في حماس
أحسن حاجة لما يكون الاتنين في بداية حياتهم ويبدأوها سوا بتكون الحياة بينهم ليها طعم تاني
تأملت مريم فرحته وقبوله للزيجة وقد قررت عدم الاعتراض فهتفت بقلق
يا ريت ميكونش طمعان فيها ولا يكون قرار متهور منهم !!
فوجئت عقب ولوجها المعمل بوجوده مع مديرة أعمالها ويتحدثا بعمق إلى حد ما فتحركت نحوهما فانتبها لها ابتسمت راندا وقالت
دكتورة رسيل وصلت!
تبسم السيد هانك لها وهو يمد يده لمصافحتها قال
Good Morning!! 
Good Morning! 
ردت رسيل باقتضاب لتتساءل بعدها في دهشة
زيارة مفاجئة للمعمل
 

32  33  34 

انت في الصفحة 33 من 58 صفحات