السبت 30 نوفمبر 2024

قصه كامله مشوقه

انت في الصفحة 29 من 75 صفحات

موقع أيام نيوز


و أولهم عاصم 
هكذا يتضح الأمر جيدا لها بالتأكيد هذه السيدة لا تحتاج إلى الأموال لقد رأت بعينيها حين تتبعت أميرة ثرائها الفاحش و الحراسة حول مكان تجلس فيه بعض الوقت إذا هي ترغب بالاڼتقام 
أجابتها سديم ساخرة _
وأنا مطلوب مني إيه في قصة اڼتقامك المبجلة 
نظرت إليها روزاليا بإعجاب ثم ابتسمت و قالت غامزة بإحدى عينيها _

نو سديم دا مش وقته دلوقت مطلوب منك تقوليلهم يجهزوا لمامي بتاعتك أوضة لأني عاوزة ارتاح 
رفعت حاجبها الأيسر و سألتها باستهزاء _ و أنت معندكيش بيت تقعدي فيه 
نظرت إلى أظافرها و ردت عليها ببرود _
نو فيه بيت بس أنا قررت اقعد هنا مع عيلتي ونفتكر كلنا ذكريات زمان 
أدركت سديم أنها لن تفصح عن مخططها الاڼتقامي بل وأنها سوف تحسن استغلالها في هذا المكان و من حديثها الآن هي تهدف إلى إثارة ڠضب آسر الذي لن يقبل بتواجدها هنا لحظة واحدة ماذا تفعل الآن إن رفضت سوف تضع خطتها في مأزق خاصة أنها تحاول كف الأڈى عن الصغيرة و إن وافقت سوف تتورط معه بل تؤلمه برؤية هذه اللعېنة كل صباح 
قاطعت روزاليا شرودها و قالت بنبرة ساخرة _
هااااي أنا هنااا يلاا اطلعي قوليلهم 
ابتسمت لها سديم وقالت بمكر _
تؤ محدش مننا هيقول حاجه وأنت هتروحي بيتك دلوقت 
كادت تعترض لكن أكملت سديم بهدوء _
شوفي ياروزاليا أنا مبحبش الأوامر ومبحبش الصداع أنت محتجاني عشان ټنتقمي زي ما بتقولي أو أيا كان و أنا مش عايزة حد يعرف دلوقت غير لما أخد اللي أنا موجودة هنا من شهور عشانه يبقا تسمعي كلامي للأخر وتاخدي بعضك وتمشي أصل بالمنطق كدا أنا مجبتش سيرتك من ساعة ما ظهرت ليهم فجأة تظهري أنت و منغير أي مبرر هعيش مع بنتي لكن لو مشيتي دلوقت هعرف أبرر إني كنت مختلفة معاك وجيتي تحاولي ترجعيني وأنا رفضت وبعدها اطلب وجودك معايا لكن مش هينفع نحطهم قدام الأمر الواقع مهما كانت مكانتي عندهم في احتمال كبير يرفضوا و مش بعيد يقولولي خلاص روحي معاها وأنا مش هغامر بتعبي دا كله عشانك 
ظهرت علامات الاقتناع على ملامحها بل شعرت أن هذه الفتاة لها منطق قوي و عقلية جيدة للغاية ناهيك عن بعد نظرها تجاه الأمور اعجبتها كما اعجبت الرجلين المتابعين للحديث و طريقة سيطرتها على هذه الخبيثة وتمكنها من صرف فكرة تواجدها معهم ببضع كلمات وها هي تنصاع إلى حديثها و تنصرف من اتجاه باب الحديقة معها على اتفاق بلقاء آخر في الصباح الباكر 
أردف سليم بشك و هو يصرف عينيه عن شاشة المراقبة و ينظر إلى ابن عمه موجها حديثه إليه _
طيب وهي رفضت إنها تقعد معانا ليه وهي متعرفش حاجه عن ماضيها أكيد محدش حكى ليها علاقتها بينا كانت إيه بالعكس دي بتتهمنا إننا السبب في مۏت بنتها وټدمير حياتها 
جلس آسر فوق المقعد وقال عاقدا حاجبيه _
معرفش يمكن خاڤت توافق و هي مش قايلالي و خاڤت ترفض تتورط معاها أصلا كويس إنها عرفت تخرج من تحت إيدها منغير ما تبتزها وتبدأ تتحكم فيها 
هكذا كان حديثه الخارجي أما داخله كانت الحيرة تسيطر عليه هو على يقين أن هذه الفتاة لن تنتظر تصريح منه بل أن لديها ما يكفيها من الثقة و التبجح لفعل ما شاءت وقتما أرادت لكنها غريبة و تتصرف بغرابة بالفعل 
سيطر الصمت عليهما إلى أن حمحم سليم ثم قال بخجل طفيف _
أنت مزعلتش من كلامي في المستشفى مش كدا أنا عارف إن هدفك خير بس إحنا ملناش نحجر على عمي عاصم و نتصرف مكانه يا آسر صحيح هتبقا صدمة جامدة عليه بس أكيد مش هيعيش العمر كله فاكر بنته موجودة من حقه يعرف و أديك شايف الدنيا بتتعقد كل شوية إزاي مش هنكر إن تصرفها كان كويس لما خرجتك من الصورة و مورطتتكش مع روزاليا بس برضه إحنا منعرفهاش ياآسر عشان نثق فيها 
عقد آسر حاجبيه وقال باستنكار وهو يشير إلى الشاشة _
أنت لسه شاكك في سديم بعد اللي شوفته بعينك 
رفع سليم حاجبه الأيسر و استقام واقفا يقول بنفور واضح _
أنت اللي مآمن ليها زيادة عن اللزوم وناسي إنك جايبها بالفلوس تمثل و اللي بتعمله دا حتى لو كان في صالحك ملهوش أي مسمي عندي غير إنها بتعمل شغلها اللي قبضت تمنه دا دورها و قامت بيه ومش بعيد تكون عارفة إن فيه كاميرا في اوضتها وعملت دا قصادنا عشان تقابل روزاليا برا وتتفق معاها ضدك البنت دي ذكية لدرجة تخدع روزاليا أنت متخيل مدى بشاعتها 
استقام واقفا هو الآخر وأردف مدافعا عنها _
سديم كان في ايدها تضرني دلوقت ومعملتش كدااا وكان ممكن تسيبها على فكرة تقعد معانا الموضوع مش هيضرها 
عقد سليم حاجبيه و سأله بترقب و تردد _
تضرك دلوقت أنت حكيت ليها حاجة عنك ياآسر 
استند بيديه إلى مكتبه ونكس رأسه رافضا الرد على سؤاله و قال بهدوء مغمضا عينيه _
أنا محتاج أنام لأني مجهد و متنساش تأكد على الراجل اللي كلمته يدورلنا على علاقة روزاليا بأميرة نشوف إيه حكايتها دي كمان 
كانت تقف بالخارج تستمع إلى النقاش بأكمله و فرت مسرعة حين شعرت بحركة أقدام سليم اتجهت إلى غرفة الجدة رافضة أن تنساق خلف هذا الحديث السيئ بحقها يكفيها تخبط بتلك الفترة 
نظمت أنفاسها أولا ثم طرقت الباب و دلفت على الفور تقول بهدوء _
روزاليا مشيت بس معرفتش اتكلم مع آسر و سليم 
ابتسمت لها الجدة و أردفت بلطف و هي تضع يدها على الفراش بجانبها _
تعالي اقعدي ياحبيبتي معلش سليم هياخد وقته ويهدى سيبك منه ومن كلامه التقيل على فكرة هو و آسر

نسخة واحدة كلامهم غلس زيهم بس طيبين أوي و مش بيظلموا حد قوليلي حصل ايه بينك وبين الخبيثة دي 
قصت عليها تفاصيل ما حدث و ختمت حديثها قائلة بحزن مدافعة عن أفكارها _
سليم قال لآسر إني عملت كدا عشان الكاميرات اللي عندي بس أنا محبتش تقعد معاكم فعلا ومفكرتش للحظة بالشكل دا 
ابتسمت الجدة و سألتها بعبث _ و أنت اللي مزعلك كلام سليم و لا خاېفة آسر يصدقه 
وكأنها تضعها بمواجهة أمام نفسها سؤال تخشاه منذ أن استمعت إلى النقاش الدائر بينهما و شعرت أن حديث سليم منطقي بالنسبة إليه وقد يؤثر عليه لكن ما بالها ما الذي يشغل عقلها هل حديث سليم الصائب وأنها ليست مصدر ثقة أم صمت آسر وعجزه عن الدفاع عنها بمبرر قوي و برهان واضح 
أفاقتها الجدة حين وضعت يدها فوق ذراعها و رفعته تنظر إلى أثر أظافر تلك اللعېنة تسألها پغضب _
هي اللي عملت كدا 
حركت سديم عينيها حيث أشارت الجدة ثم أمسكت يدها تربت عليها تقول بلطف _
متقلقيش أنا مسيبتش حقي رقبتها فيها أسوأ من العلامات دي 
وواصلت بتوتر وعينيها تتحرك فوق ملامح الجدة بترقب _
أنا شايفة إن خلاص لازم ابن حضرتك يعرف كل حاجه ظهورها دلوقت ممكن يخلى الأوضاع تسوء أكتر 
عقدت الجدة حاجبيها و سألتها بدهشة _
و هتقوليله إزاي يابنتي دا عاصم ممكن يروح فيها عايزة تقوليله إنه مش بيخلف أصلا دا أنا لما عرفت كنت هتجنن 
تنهدت سديم و أردفت بحزن _
أنا وعدتك لما جيت صارحتك إني مش هتسبب في ضرر حد من عيلتك متقلقيش هعرف اتصرف منغير ما أضره 
نظرت لها الجدة بارتياح و شردت تتذكر لحظة مصارحة تلك الفتاة لها ..
Flash back ...
كانت سديم جالسة بجانب الصغيرة نورهان التي كانت تعرض لها المشهد المسجل لها في مدرستها و تشاركها التعليقات بحماس طفولي واضح حيث بدأت تشرح لها شعورها في كل موقف أولتها سديم الاهتمام كما منحتها محبة خالصة لها دون نفاق وهذا جذب الصغيرة تجاهها بشكل كبير و تحولت في خلال أيام من فتاة صامتة هادئة إلى فتاة تشع بهجة وحيوية أدهشت الجميع و صارت تمارس دلالها على الأخت الكبرى التي رحبت بأفعالها بل و شجعتها أيضا لاحظ الجميع هذه العلاقة العفوية كما جذبت انتباهه لها بشكل كبير و جلس الآن يرتشف قهوته وهو يتابع جلسة الصغيرة فوق ساقيها و احتضان الأخرى لها تستند بذقنها فوق كتف الصغيرة و تداعبها بين حين وآخر لټنفجر ضاحكة و يشاركهما عاصم أحيانا و قد تعلقت عينيه بهما و كأنه امتلك كنز يخشى صرف عينيه عنه 
بدأت الصغيرة تستسلم إلى تيار النوم داخل أحضان سديم و وقف عاصم يحملها و يصعد بها إلى مقر نومها وقد تفرقت العائلة واحدا تلو الآخر عدا الجدة و هي و هو 
كان يود الحديث معها لكنها وقفت فجأة تقول بهدوء _
تصبحوا على خير 
أجابها بعجب وعفوية _
هتنامي دلوقت 
هزت رأسها بالايجاب وقالت بدهشة _
أيوا 
كاد يتحدث لكنها أكملت وهي تنسحب من المجلس _ بعد إذنكم 
عقد حاجبيه و وقف هو الآخر يقبل رأس الجدة التي كانت تراقب ما يحدث بصمت ثم انصرف لتتنهد الجدة و تنظر إلى المعاونة الخاصة بها تطلب منها أن تذهب تخبر سديم أنها تود رؤيتها في غرفتها 
استمعت الجدة إلى طرقاتها فوق باب الغرفة و أذنت لها بالدخول تقول باقتضاب _
اقفلي الباب وراك ياسديم وتعالي 
أغلقت الباب بإحكام و توجهت إليها لتقول الجدة و هي تنظر إلى الزجاج المؤدي إلى الحديقة _
و اقفلي دا كمان 
أذعنت سديم إلى مطلبها و قد بدأ الشك يساورها لكنها عادت إليها بصمت تنتظر حديثها وبالفعل ابتسمت لها الجدة وقالت بهدوء _
بتعاملي آسر كدا ليه يا سديم 
عقدت حاجبيها و سألتها بدهشة _
كدا إزاي 
تنهدت الجدة و أشارت إلى المقعد أمامها تدعوها إلى الجلوس وهي تقول بلطف _
أنا مبحبش اللف والدوران وأوعدك أي حرف هتقوليه هنا هيروح معايا قبري محدش هيعرفه إلا برغبتك معاملتك لآسر مش زي معاملتك لسليم ويوسف و كنت بقول إنه ممكن من الشغل أو بيضغط عليك لكن واضح إنك بتتعمدي دا و بصراحة أكبر أنا بدأت اقلق و عقلي ترجم حاجة اتمنى تكون غلط لما هند المساعدة بتاعتي لقيت دي في أوضتك الصبح 
رفعت يدها بتلك السلسلة الصغيرة التي تحمل خاتم أبيها الحبيب المنقوش فوقه اسمه ذكرى تخشى أن تدنسها حين تضعها حول عنقها واحتفظت بها داخل حقيبتها الخاصة هل سقطت منها دون قصد أم أن الجدة بدأت تعبث معها و تبحث في محتويات حقيبتها لماذا لا تحاول مصارحتها و يحدث ما يحدث في جميع الحالات لن تترك الصغيرة تعاني و لن تواصل خداعها إلى الأبد لتعلم الجدة و يحدث ما يحدث 
سألتها سديم مباشرة _ أنتوا دورتوا في الأوضة بتاعتي
 

28  29  30 

انت في الصفحة 29 من 75 صفحات